×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / دروس المصلح / العقيدة / القواعد المثلى / الدرس (13) من القواعد المثلي القاعدة السابعة صفات الله تعالى توقيفية

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:5030

القاعدة السابعة: صفات الله ـ تعالى ـ توقيفية لا مجال للعقل فيها فلا نثبت لله ـ تعالى ـ من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته، قال الإمام أحمد ـ رحمه الله تعالى ـ: (لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يتجاوز القرآن والحديث). انظر: القاعدة الخامسة في الأسماء ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه:

الأول: التصريح بالصفة، كالعزة والقوة والرحمة والبطش والوجه واليدين، ونحوها.

الثاني: تضمن الاسم لها، مثل: الغفور متضمن للمغفرة، والسميع متضمن للسمع، ونحو ذلك. انظر: القاعدة الثالثة في الأسماء.

الثالث: التصريح بفعل أو وصف دال عليها، كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة، والانتقام من المجرمين، الدال عليها على الترتيب قوله ـ تعالى ـ: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾، وقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «ينزل ربنا إلى السماء الدنيا»أخرجه البخاري (7494)، ومسلم (758)الحديث. وقول الله تعالى: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً﴾، وقوله: ﴿إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ.

هذه القاعدة السابعة التي ختم بها المؤلف –رحمه الله-قواعد الصفات.

يقول –رحمه الله-: صفات الله توقيفية تقدم نظير هذه القاعدة في باب الأسماء، وبينا معنى توقيفية وأنه يوقف فيها على الكتاب والسنة لا مجال للاقتراح ولا للعقول في إثبات صفات لله ـ تعالى ـ إنما الشأن في هذا أن يرجع فيه إلى الكتاب والسنة هذا معنى توقيفية، لذلك يقول لا مجال للعقل فيها.

لما نقول لا مجال للعقل فيها ما المقصود؟ يعني ما نتدبرها أليس مما يزداد به تعظيم الله في القلوب، وتزداد به محبته أن يتدبر الإنسان معنى الرحمة ويتفكر فيها، والله ـ تعالى ـ يقول في كتابه ﴿فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا[الروم: 50] هذا تأمل وتفكر في صفة وفي آثار هذه الصفة.

إذًا لا مجال للعقل المقصود بنفي مجال العقل في الأسماء والصفات إنما هو في الإثبات، لا في التأمل والفكر والنظر والاعتبار والتدبر فإن الله ـ تعالى ـ قال: ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ[محمد: 24] ومن القرآن ﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ[البقرة: 255] وهذه من صفاته، فيتدبر المؤمن صفات الله تعالى ويتفكر، فالعقل مجاله في التدبر والتأمل لا في الإثبات، ولذلك قوله لا مجال للعقل فيها قال: فلا نثبت هذا بيان معنى النفي فلا نثبت لله ـ تعالى ـ من صفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته.

فنفي دخول العقل إنما هو في الإثبات، يأتي شخص ويقول كيف أنتم تنزلون بالعقل عن منزلته السامية وتجعلونه مهمشًا لا قيمة له في هذا الباب نقول هذا ليس من النزول بالعقل، وليس من إهدار مكانته بل هذا صيانة له عن الزلل ؛ لأن دخول العقل فيما لا علم له به هو مضلة، هو مذلة، هو استنزاف للعقل في غير ما خلق له، فالغيبيات لا تدركها العقول، لا يمكن أن تدركها العقول.

لو الآن قلت لكم في جيبي شيء فكروا فيه هذا غيب بالنسبة لكم، ممكن واحد يقترح شيء وآخر وتتباين الآراء، لكن لا سبيل للعلم بما في جيبي مع أنه مخلوق من المخلوقات، ومهما بذلتم الجهد قد يكون الجهد الذي تصلون إليه غير صحيح مع أن عندكم إدراك بحجم الجيب، فما يمكن واحد يقول في جيبك سيارة لأنه معلوم أن الجيب لا يحتمل هذا، فأنتم عندكم دلالات لكن يبقى أنه قد لا تتوصلون إلى ما في جيبي، وأيضًا عندنا معهود فيما يحمله الناس في جيوبهم ؛ لكن قد لا تتوصلون ؛ لأنه غيب، فإعمال العقول في الغيب مما يوقعها في ضلالات وانحرافات وغير هذا يستنزف العقل في غير ما خلق له، لأن العقل لم يخلق لاستكشاف الغيبيات التي ليس عليها دليل هذا الذي ذكرت لكم المثال عليه أدلة، وهناك أشياء يمكن تفديكم في التوصل لكم الغيب بالنسبة لله ـ تعالى ـ ليس هناك طريق لإدراك حقيقة هذا الغيب إلا من طريق الوحي.

ولذلك لا يستقل العقل دون هداية القرآن تأصيلًا ولا تفصيلًا، كما قال الناظم لا يستقل العقل يعني لا ينفرد دون هداية القرآن تأصيلًا ولا تفصيلًا، أي تأصيلًا في أمور الغيبيات، ولا تفصيلًا في أمور الغيبيات، بل الغيبيات موقوفة على النصوص على الخبر من كلام الله ورسوله فهذا ليس نزولًا بالعقل لأنه المعارضون الذين يجعلون العقل مقدمًا على النص حاكمًا على النص يقولون أنتم تهدرون قيمة العقل ولا تعرفون للعقل مكانته، والعقل دلالته قطعية بخلاف النص، هكذا يقولون فيرفعون العقل ويجعلونه حاكمًا على الكتاب والسنة وما أجمل ما قال الإمام مالك ليت شعري بأي عقل يوزن الكتاب والسنة، يقول ليتني أعلم أي عقل نستطيع أن نزن به الكتاب والسنة، أي نحكم على الكتاب والسنة، العقول تقصر عن إدراك أسرار كلام الله وكلام رسوله –صلى الله عليه وسلم-فضلًا عن أن تحكم على كلام الله وكلام رسوله.

فلهذا وظيفة العقل هي في التأمل والتدبر والنظر والتفكر، لا في أن يخوض في بحار الغيوم والغيبيات ليستكشف ما لا يمكن استكشافه وما لا يمكن إدراكه، لأنه لا يدرك له مثيل ولا يدرك له نظير ولا تعلم ذاته كما تقدم قبل قليل في عدم إمكانية إدراك الكيفيات بالعقل.

يقول –رحمه الله-صفات الله ـ تعالى ـ توقيفية لا مجال للعقل فيها، فلا تثبت لله ـ تعالى ـ من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته قال الإمام أحمد لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله ثم يقول لا يتجاوز القرآن والحديث أي لا يتخطى القرآن والحديث، بل يجب الوقوف على القرآن والحديث وهذه القاعدة قاعدة محكمة لكن لا تعني أن الصفات لا بد من المجيء بألفاظها في كل مفرداتها إنما هذا هو الأصل في الصفات، وقد يعلم من الصفات ما يستفاد من مجموع ما جاءت به الأخبار من الصفات مثلا صفة الوجود هذه صفة متفق عليها بين الناس في إضافتها لله ـ تعالى ـ لكن هذه الصفات هل جاء بها النص؟ هل في أية في القرآن الله موجود؟ لا إنما فيه صفات كلها تدل على وجوده، فالصفات تستفاد ألفاظ من الكتاب والسنة بألفاظها وأيضًا بمعانيها، وهذا مما ينبغي أن يتنبه إليه.

ومما يعلم أيضًا أن الصفات أوسع من الأسماء، صفات الله ـ تعالى ـ في الخبر عنها وفي الكلام عنها أوسع من الأسماء لأن الأسماء توقيفية على ما ذهب إليه أئمة أهل السنة توقيفًا لا يتجاوز في ألفاظها، أما الصفات فإنها قد تستفاد من المعاني، ولهذا كل اسم يشتق منه صفة، والأفعال يؤخذ منها صفات.

ولهذا كانت أوسع فلما نقول الصفات أوسع من الأسماء، لا نقصد بذلك أن نقترح من قبل أنفسنا صفات لله ـ تعالى ـ إنما مصادر ثبوتها أوسع، فكل اسم من أسماء الله ـ تعالى ـ يؤخذ منه صفة، وكل فعل من أفعاله –جل وعلا-يؤخذ منه صفة بخلاف الأسماء، فإنه لا يمكن أن تقترح لله اسما من صفاته، فلا تشتق الأسماء من الصفات، ولا تشتق الأسماء من الأفعال، فمثلا قول الله ـ تعالى ـ: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ[الفجر: 22]، ما يمكن أن تقول من أسمائه الجائي، إنما تقول من صفاته أنه يجيء وأنه جائي من الصفات لا من الأسماء هذا معنى كون صفات الله ـ تعالى ـ أوسع من أسمائه.

يقول: ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفات ثلاثة أوجه، الآن هو قرر أن الصفات هذه القاعدة لتقرير أن الصفات توقيفية كيف نقف عليها في كلام الله؟ من ثلاثة أوجه يقول: الوجه الأول التصريح بالصفة أن يأتي ذكر الصفة مصرحًا كالعزة ﴿فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا[النساء: 139] فهي له ملكًا وهي له صفة والقوة ﴿ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ[الذاريات: 58] والرحمة ﴿يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ[البقرة: 218] والبطش ﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ[البروج: 12] كل هذه الآيات جاء النص عليها في كلام الله ـ تعالى ـ والوجه كقوله ـ تعالى ـ: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ[الرحمن: 27] واليدين كقوله: ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ[ص: 75] ونحوها كالعين وما إلى ذلك.

إذًا التصريح باسم الصفة هذا الطريق الأول الذي تعلم به صفات الله ـ تعالى ـ بالتوقيف.

الطريق الثانية تضمن الاسم لها أي أن تأتي الصفة أن تستفاد الصفة من أسمائه مثل: الغفور قال: الغفور متضمن للمغفرة والسميع متضمن للسمع ونحو ذلك.

انظر القاعدة الثالثة ما هي القاعدة الثالثة؟ أن الأسماء دلالة الأسماء أنها منها متعد وغير متعد وهذا في دلالاتها.

الثالث التصريح بفعل أو وصف دال عليه.

إذًا الصفات تستفاد من الأفعال، التصريح بفعل أو وصف دال عليها كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة والانتقام من المجرمين الدال عليها على هذه الصفات على الترتيب كقوله: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى[طه: 5]، وقوله: ينزل ربنا إلى السماء الدنيا وقوله:  ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا[الفجر: 22]، وقوله: ﴿إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ[السجدة: 22] كل هذه طرق لإثبات الصفات.

إذًا الصفات توقيفية وطريق الوقوف عليها إما بالتصريح تصريح النص باسم الصفة، وإما أن تستفاد من الأسماء تشتق من الأسماء، وإما أن تستفاد وتشتق من الأفعال وما وصف الله ـ تعالى ـ به نفسه في كتابه الحكيم، بهذا يكون قد انتهى ما ذكره المؤلف –رحمه الله-من قواعد الصفات وهو ثاني أقسام هذا الكتاب بعد المقدمة، بعد هذا انتقل إلى ذكر قواعد في أدلة الأسماء والصفات وهي أربع قواعد، وهذا هو القسم الثالث من الأقسام التي ذكرها المؤلف –رحمه الله-في هذه الرسالة الماتعة.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93795 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89655 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف