×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / دروس المصلح / العقيدة / القواعد المثلى / الدرس (21) وأما المفصل فعلى كل نص ادعي أن السلف صرفوه...

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:3447

قال: وأما المفصل الآن هذا الجواب الأول وهو الجواب المجمل العام الذي يصلح في كل شبهة.

وأما المفصل: فعلى كل نص ادعى أن السلف صرفوه عن ظاهره. ولنمثل بالأمثلة التالية: فنبدأ بما حكاه أبو حامد الغزالى عن بعض الحنبلية أنه قال: "إن أحمد لم يتأول إلا في ثلاثة أشياء: الحجر الأسود يمين الله في الأرض. وقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن. وإني أجد نَفَسَ الرحمن من قبل اليمن". نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيميه من "مجموع الفتاوى" وقال: (هذه الحكاية كذب على أحمد). المثال الأول: الحجر الأسود يمين الله في الأرض. والجواب عنه: أنه حديث باطل، لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

يقول المؤلف –رحمه الله-: وأما المفصل فعلى كل نص ادعى أن السلف صرفوه عن ظاهره.

إذًا الجواب المفصل هو جواب خاص بنصوص تفصيلية وقوله: فعلى هذا من باب التجوز في استعمال حروف الجر وإلا فالأفصح أن يقول: وأما المفصل فعن كل نص ادعى أن السلف صرفوه عن ظاهره، لأن عن تأتي في رد الشبهة وابطال الاعتراض تقول: الجواب عن كذا يعني في رد الشبهة وإبطال الاعتراض، وتقول الجواب على كذا هذا فيما إذا كنت تجيب على سؤال سائل وليس معترض، فاستعمال عن في مقام الاعتراض وعلى في مقام الإجابة والبيان لما سأل عنه سائل.

ولهذا الصواب في أسئلة الاختبارات أن تقول أجب عن الأسئلة أو على الأسئلة التالية؟ لما تسأل الطالب ما أركان الإيمان؟ ما أركان الإسلام؟ ما أصول الإيمان؟ تقول: أجب على ولا أجب عن؟ أجب على لما تقول أجب عن يعني أنت تقول له رد الشبه، فعن في مقام الجواب عن الشبه والاعتراضات، وعلى في مقام الاستفصال وطلب البيان، على أن بعض الناس يستعمل هذا وهذا مثل ما فعل شيخنا، هنا قال: وأما المفصل فعلى، والمسألة سهلة قريبة، لكن هذا فيما يتصل بالأحسن والأفصح قال ولنمثل بأمثلة.

الآن بعد أن بين لنا الجواب المفصل، وأن الجواب المفصل هو جواب عن كل نص ادعي أن السلف صرفوه عن ظاهره على وجه الخصوص يقول بعد ذلك ونمثل بأمثلة، الآن ذكر المؤلف –رحمه الله-جملة من الأمثلة التي يبطل فيها دعوى المعترض بأن السلف قد أؤوله تأويلًا مذمومًا نحن لا ننفي عن السلف التأويل، لكن ننفي عنهم التحريف الذي يسميه أصحابه تأويلًا وهو في الحقيقة تحريف أو تأويل مذموم، وليس تأويلًا بمعنى التفسير أو البيان أو الإيضاح.

يقول: ولنمثل بالأمثلة التالية فنبدأ بما حكاه أبو حامد الغزالي –رحمه الله-عن بعض الحنبلية أنه قال: إن أحمد لم يتأول إلا في ثلاثة أشياء، يعني لم يصرف النص عن ظاهره إلا في ثلاثة أشياء؛ الحجر الأسود يمين الله في الأرض هذا موضع.

الموضع الثاني وقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن هذا موضع ثاني.

الموضع الثالث وإني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن، يقول نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية ونقله عنه غيره وقال هذه الحكاية كذب على أحمد.

إذًا الآن الجواب المجمل هو عدم التسليم بصحة هذا النقل عن أحمد، فأحمد لم يؤول هذا وأحمد لم يثبت عنه شيء فيما نقل عنه، وهذا ذكره جملة من أهل العلم العارفين بطريقة الإمام أحمد وما هو عليه –رحمه الله-من إجلال السنة وتعظيمها والبعد عن الطرق المنحرفة، فهذه الحكاية لا يعرف لها إسناد، ولا هي معروفة عند أصحابه فلا يوثق بها، ولذلك كذبها جماعة من أهل العلم منهم شيخ الإسلام رحمه الله.

ابتدأ المؤلف –رحمه الله-بهذه الأمثلة الثلاثة انطلاقًا بذكر جملة من الاعتراضات، التي اعترض بها المعترضون في جملة من النصوص، وعدد ما ذكره من الأمثلة خمسة عشرة مثالًا كلها عبارة عن نصوص ادعي فيها التأويل المذموم هذا الجامع بين هذه الأمثلة، فالجامع بين هذه الأمثلة أنها نماذج ادعى المخالفون لأهل السنة والجماعة أن السلف أؤولها صرفوها عن ظاهرها، فيصلح في الجواب عليها الجواب المجمل الذي تقدم وهو منع التسليم ويصلح أيضًا إضافة لذلك أن يجاب عليها إجابة خاصة.

المثال الأول: الحجر الأسود يمين الله في الأرض. والجواب عنه: أنه حديث باطل، لا يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ابن الجوزى في "العلل المتناهية": (هذا حديث لا يصح). وقال ابن العربي: "حديث باطل، فلا يلتفت إليه". وقال شيخ الإسلام ابن تيميه: (روى عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإسناد لا يثبت) انتهى.

هذا الفقرة الأولى في الجواب عدم الإقرار بثبوت هذا الحديث، حديث الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه فكأنما صافح الله حديث لا يثبت من حيث الإسناد، بل هو حديث ضعيف، وقال جماعة من أهل العلم إنه حديث موضوع وقد جاء عند الخطيب البغدادي وغيره من حديث جابر ومن حديث عبد الله بن عمر لكنه لا يصح له إسناد ولا يستقيم.

ولذلك ذكر المؤلف في بداية الجواب عدم ثبوت هذا الحديث، وقد جاء موقوفًا كما يبين المؤلف –رحمه الله-عن ابن عباس يقول: لكن قال شيخ الإسلام.أخرجه عبدالرزاق (8919) من حديث ابن عباس موقوفاً

وعلى هذا: فلا حاجة للخوض في معناه.

يعني إذا كان ضعيفًا فلا نشتغل به ولا حاجة إلى أن نبين التأويل أو المعنى الذي يحمل عليه لأنه ليس من كلام الله ولا من كلام رسوله، وهذا الباب مبني على ما جاء عن الله وعن رسوله على الكتاب والسنة، فلا حاجة إلى أن نوجه كلام ليس ثابتا عن الله ولا عن رسوله وأن نشتغل به، فإن هذا مما يصرف الوقت ويضيعه فيما لا فائدة فيه.

لكن قال شيخ الإسلام ابن تيميه: والمشهور يعني: في هذا الأثر إنما هو عن ابن عباس، قال: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه". ومن تدبر اللفظ المنقول تبين له أنه لا إشكال فيه، فإنه قال: يمين الله في الأرض، ولم يطلق فيقول يمين الله، وحكم اللفظ المقيد يخالف حكم المطلق، ثم قال: فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه، وهذا صريح في أن المصافح لم يصافح يمين الله أصلاً، ولكن شبه بمن يصافح الله. فأول الحديث وآخره يبين أن الحجر ليس من صفات الله تعالى، كما هو معلوم عند كل عاقل) انتهى من مجموع الفتاوى.

المؤلف –رحمه الله-بعد أن بين عدم ثبوت هذا الحديث، نقل ما ذكره شيخ الإسلام –رحمه الله-من أن هذا الحديث منقول عن ابن عباس، ونقله عن ابن عباس ليس ثابت أيضًا، وهذا لم يشير إليه المؤلف –رحمه الله-وأشار إليه في موضع آخر وذكره غيره من أنه لا يصح لا مرفوعًا ولا موقوفًا، لكن على تقدير صحته وهنا يأتي التسليم على تقدير أن هذا صحيح، إما عن النبي –صلى الله عليه وسلم-وإما عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ فإنه لا إشكال فيه وما حمله عليه السلف من أن يمين الله هنا ليست يديه التي هي صفته، ولا يديه التي قال فيها –جل وعلا-: ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ[ص: 75] إنما هي شيء آخر دل على هذا الصرف وهذا التأويل السياق، فإنه واضح في أن المراد يمين الله في البركة في الأرض، يمين الله في العهد وأخذ الميثاق وما أشبه ذلك من المعاني التي حمل عليه من تكلم في شرح معنى هذا الحديث

يقول –رحمه الله-: ومن تدبر اللفظ المنقول تبين له أنه لا إشكال فيه، فإنه قال: يمين الله في الأرض ولم يقل يمين الله مطلقًا، بل قيد ذلك في الأرض ولم يطلق فيقول يمين الله هذا واحد، وحكم اللفظ المقيد يخالف حكم اللفظ المطلق فهذا ليس كقوله: ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ[ص: 75] وليس كقوله: ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ[المائدة: 64].

يقول –رحمه الله-: ثم قال هذا في أول الحديث جاءت يمين الله في الأرض، جاء اللفظ مقيدًا، كذلك في موضع آخر وهو في آخر الحديث حيث قال: فمن صافحه وقبله أي صافح الحجر باستلامه أو قبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه قال: وهذا صريح في أن المصافح لم يصافح يمين الله أصلا، ولكن شبه بمن يصافح الله فأول الحديث وآخره يبين أن الحجر ليس من صفات الله ـ تعالى ـ كما هو معلوم عند كل عاقل ، تعالى عما يقول الجاهلون علوا كبيرًا.

وبهذا تبين أنه ليس بتأويل مذموم، إنما هو تأويل مستند إلى دليل ما دليله؟ دليله متصل أو منفصل؟ متصل وهو ما جاء في اللفظ من تقييد يمين الله في الأرض من صافحه فكأنما صافح ولم يقل فقد صافح إنما قال: فكأنما صافح فهنا عندنا قرائن متصلة تدل على أن اللفظ ليس على ما فهمه من فهمه من أن اليمين هنا هي كقوله ـ تعالى ـ: ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ[ص: 75] ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ[المائدة: 64]

فهذا ليس من التأويل المذموم، ولا من التحريف الذي سلكه من سلكه في صفات الله ـ تعالى ـ وما أخبر به عن نفسه.

المثال الثاني: "قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن" والجواب: أن هذا الحديث صحيح، رواه مسلم في الباب الثاني من كتاب القدر، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد، يصرفه حيث يشاء" أخرجه مسلم (2654)  ثم قال رسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك" أخرجه مسلم (2654) وقد أخذ السلف أهل السنة بظاهر الحديث، وقالوا: إن لله ـ تعالى ـ أصابع حقيقة، نثبتها له كما أثبتها له رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا يلزم من كون قلوب بني آدم بين إصبعين منها أن تكون مماسة لها، حتى يقال: إن الحديث موهم للحلول فيجب صرفه عن ظاهره. فهذا السحاب مسخر بين السماء والأرض وهو لا يمس السماء ولا الأرض. ويقال: بدر بين مكة والمدينة، مع تباعد ما بينها وبينهما. فقلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن حقيقة، ولا يلزم من ذلك مماسة ولا حلول.

هذا المثال الذي ذكره المؤلف –رحمه الله-هو حديث كما ذكر في صحيح الإمام مسلم وهو حديث ثابت من حديث عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنه ـ أن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال: "إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن" أخرجه مسلم (2654) الإشكالية هنا هي في إثبات صفة الأصابع لله –جل وعلا-المحرفة يقولون لا نثبت أصابع حقيقية لله ـ تعالى ـ لأن هذا يقتضي أن له أعضاء، وإذا كان له أعضاء فهو يماثل المخلوقين، الآن صرف اللفظ عن ظاهره ما حجتهم؟ هل هناك قرينة؟ هل هناك دليل لهذا الصرف؟ لا هناك حجج عقلية ظنها قواطع وحكموا بها على النصوص وأبطلوا الدلالة.

والعجيب أنهم يقولون في مثل هذا النص، وقرأته لبعضهم يقولون هذا النص لا بد من تأويله أو التوقف فيه مع وجوب اعتقاد أن ظاهره باطل سبحان الله العظيم هكذا بكل صفاقة وعدم إجلال لكلام النبي –صلى الله عليه وسلم-يقول: يجب اعتقاد أن ظاهره باطل هل يقول مؤمن يؤمن بالله ورسوله أن النبي –صلى الله عليه وسلم-يتكلم بالباطل ويقول الزور ويضلل عباد الله ـ تعالى ـ وهو الذي جاء هداية للخلق، لا يقول هذا من يعقل هذا الكلام الذي يقوله، ويدرك أن هذا من أعظم الكلام طعنًا في النبي ـ صلى الله عليه وسلم.

هذا الكلام حق على حقيقته، لكن يجب أن يعتقد أنه ليس كمثله شيء، فهو كسائر ما أخبر الله ـ تعالى ـ به عنه نفسه، من السمع والبصر والحياة إذا كنا نثبت له حياة، ونقول حياته غير حياة المخلوقين، فما المانع أن نقول له أصابع وليست كأصابع المخلوقين الباب واحد في هذا وهذا، الله ـ تعالى ـ يوصف بأنه حي، والمخلوق يوصف بأنه حي، ولم يستلزم هذا التماثل أو هذا الاتفاق في الاتصاف أن صفة المخلوق كصفة الله، أو صفة الله كصفة المخلوق، فينبغي أن تجلي النصوص أو تصان عن مثل هذه الاعتقادات الفاسدة.

بماذا يؤولون الأصابع؟ يقولون: أصابع النعمة فقوله: بين إصبعين من أصابع الرحمن أي بين نعمتين، وظاهر النص لا يساعد هذا أولًا هو قال: إصبعين والله ـ تعالى ـ ذكر اثنين ثم قال: من أصابع الرحمن يعني نعمتين من نعمه، والمقام هنا مقام تخويف وبيان أن العبد لا يملك من شأن قلبه شيئًا كما قال ـ تعالى ـ: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ[الأنفال: 24] فالقلب ليس لك عليه سلطان، فمهما تصورت أن قلبك بيدك تستطيع أن تصرفه، فأنت غافل وغائب، فكم من إنسان يحال بينه وبين قلبه فلا يستطيع أن يتصرف فيه، لا يتمكن أن يوجهه، وهذا معنى قوله: يصرفها كيف شاء.

ثم قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك" أخرجه مسلم (2654) وهذا التصريف معلوم أنه إما أن يكون على الطاعة، وإما أن يكون على المعصية، فريق في الجنة، وفريق في السعير فمنكم كافر ومنكم مؤمن، فالله ـ تعالى ـ قسم الناس إلى كافر ومؤمن، وبالتالي الحديث هو لبيان افتقار الخلق إلى هداية الله ـ تعالى ـ افتقار الخلق إلى رحمته وإعانته على التسديد، ولذلك قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك أو صرف قلوبنا على طاعتك" أخرجه مسلم (2654) وهذا ليس مناسب يؤول فيه أنه نعمة، بل العبد يتقلب بين فضل وعدل، فلو خلا بينه وبين نفسه لكان عدلا من الله، إن الله لا يظلم الناس شيئًا، وإذا هداه ودله وأعانه على سلوك الطريق المستقيم كان هداية ومنة وفضلا من الله ـ تعالى ـ فالتأويل بالأصابع هذا غلط.

يقول المؤلف –رحمه الله-: وقد أخذ السلف أهل السنة بظاهر الحديث وقالوا: إن لله ـ تعالى ـ أصابع حقيقة نثبتها له كما أثبتها له رسوله–صلى الله عليه وسلم-ولا يلزم من كون قلوب بني آدم بين إصبعين منها أن تكون مماسة هذا من الاعتراضات التي اعترض بها المبطلون، هم قالوا: إن إثبات أصابع ذكرت شبهتهم يقتضي العضوية ،وأن الله له أعضاء وهذا يقتضي المماثلة وكلام لا طائر وراءه، كلها خيالات وضلالات مما اعترضوا به على النص قالوا: إنه إذا كان بين إصبعين من أصابع معنى أنه يحل فيه شيء من خلقه، تقتضي المماسة والحلول فأجاب المؤلف –رحمه الله-عن هذا الاعتراض قال: ولا يلزم من كون قلوب بني آدم بين إصبعين منها أن تكون مماسة لها حتى يقال إن الحديث موهم للحلول، فيجب صرفها عن ظاهره.

ومثل لذلك بأمثلة مجاهدة بمثالين؛ مثال مرئي سماوي، ومثال علمي إدراكي يقول: فهذا السحاب مسخر بين السماء والأرض كما قال الله ـ تعالى ـ: ﴿وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ[البقرة: 164] وهو لا يمس السماء ولا يمس الأرض، وبالتالي فليس من لازم البينية المماسة ولا الحلول هذا وجه هذا المثال الأول لإبطال دعوى المماسة.

المثال الثاني يقال: بدر بين مكة والمدينة مع تباعد ما بينهما، فقلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن حقيقة ولا يلزم من ذلك مماسة ولا حلول، بل الله منزه عن ان يكون فيه شيء من خلقه، أو أن يكون في شيء من خلقه، تعالى الله عما يقول الجاهلون علوا كبيرًا.

على هذا النسق سيسير المؤلف –رحمه الله-في الأمثلة التي عدها التي ذكرها في هذه الرسالة، وهي خمسة عشر مثالًا نقف على هذا ونستكمل ـ إن شاء الله ـ بقية الأمثلة في الدروس القادمة بإذن الله.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93795 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89655 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف