فيما يتعلق بالتزام الأنظمة، ومراعاة ما يسن من ترتيبات، تتعلق في مواصفات من يحج، وما يتعلق بسنوات الحج، وما يتعلق أيضا بتصاريحهم، وما يتعلق بتنقلاتهم، وتفويج الحجاج؛ بالتأكيد أن هذا التنظيم عموما بكل ما يتصل به هو لتحقيق مصلحة الحجيج، ليس المقصود من ذلك الإشقاق ولا العنت ولا غير ذلك مما قد يتوهمه البعض، إنما المقصود أن يكون الحج على وجه يحصل به المقصود الشرعي من تعظيم هذه البقعة؛ دون ضرر ولا إضرار بأحد.
ولذلك من المهم لمن يقصد هذه البقعة المباركة أن يراعي تلك التنظيمات وتلك الترتيبات التي غرضها وغايتها خدمة قاصد هذه البقعة المباركة، وتخفيف الأضرار عنهم.
على سبيل المثال: ما يتعلق بالنسب والعدد، لو فتح المجال للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؛ كل من أراد أن يحج أن يأتي، بالتأكيد أن الرغبة جامحة في قلوب المؤمنين للمجيء إلى هذه البقعة المباركة، وهذه البقة المباركة سواء كان ذلك في المسجد الحرام أو كان ذلك في المشاعر من منى ومزدلفة وعرفة لها طاقة استيعابية محدودة، فلو أن الأمر فتح دون تنظيم ولا ترتيب لطفحت الأعداد مع هذا التيسير في التنقلات ويسر الوصول ووفرة المال عند كثير من الناس؛ لحصل بذلك إشقاق على النفس، وعلى الغير بهذا التزاحم الذي يحصل فيه من هلاك الأموال والأنفس بما يمكن أن يحدث من تعثرات، ما يجعل الترتيب في هذا يشبه أن يكون ضرورة، حتى يضبط الأمر على وجه يحقق المقصود دون ضرر، فالذي أوصي به إخواني أن يحتسبوا الأجر في التزام هذه الأنظمة؛ فإنها يقصد منها تحقيق المصلحة العامة.