×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / دروس المصلح / الحديث وعلومه / شرح حديث أبي بكر / الدرس(3) من شرح حديث أبي بكر رضي الله عنه

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:3317

الطالب: وأول من دخل في الغلو من أهل الأهواء هم الرافضة، فإنهم لما ادعوا في علي وغيره أنهم معصومون حتى من الخطأ، احتاجوا أن يثبتوا ذلك للأنبياء بطريق الأولى والأحرى، ولما نزهوا عليا ومن هو دون علي من أن يكون له ذنب يستغفر منه كان تنزيههم للرسل أولى وأحرى.

ثم جاءت القرامطة الزنادقة المنتسبون إلى الشيعة لما ادعوا عصمة أئمتهم الإسماعيلية العبيدية القرامطة الباطنية الفلاسفة الدهرية صاروا يقولون: إنهم معصومون يعلمون الغيوب، وصار من صار منهم يعبدهم ويعتقد فيهم الإلهية، كما كانت الغالية تعتقد في علي وغيره الإلهية أو النبوة.

وأما الإمامية الاثنا عشرية الذين لا يقولون بإمامة إسماعيل بن جعفر، بل بإمامة موسى بن جعفر، فهم -وإن كانوا لا يقولون بإلهية علي ولا نبوته-فهم يقولون بالعصمة حتى في المنتظر الذي دخل في سرداب سامراء سنة ستين ومائتين وهو طفل غير مميز، قيل: كان له سنتان، وقيل: ثلاث سنين، وقيل: خمس. ويقولون: إنه إمام معصوم لا يجوز عليه الخطأ، ويقولون: إن الإيمان لا يتم إلا به، ومن لم يؤمن به فهو كافر. وقد علم أهل العلم بالأنساب أن الحسن بن علي العسكري أباه لم يكن له نسل ولا عقب، ولو كان له ولد صغير لكان تحت الحجر على ماله، وأن يحضنه من يستحق الحضانة، فلا يكون له ولاية لا على نفسه ولا على ماله حتى يبلغ ويؤنس منه الرشد، فحينئذ يسلم إليه ماله، فكيف يكون لمثل هذا ولاية على المسلمين؟ فضلا عن أن يكون معصوما، فضلا عن أن يكون اتباعه ركنا في الإيمان.

ثم لما صار مثل هذا يدعى، ادعى ابن التومرت صاحب "المرشدة" أنه المهدي الذي بشر به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان يقال في الخطبة له: "المهدي المعلوم" و"الإمام المعصوم" حتى رفع ذلك.

وصار طائفة من الغلاة في مشايخهم يعتقد أحدهم في شيخه نحو ذلك، فإما أن يقول: هو معصوم، أو يقول: هو محفوظ، والمعنى عنده واحد، وإما أن ينكر ذلك بلسانه، ولكن يعامله معاملة المعصوم.

الشيخ: وهذا كثير هذا الأخير كثير بأن يقبل قول شيخه في دقيق الأمر وجليله، في صغيره وكبيره، في خاصته وعامته دون نظر إلى قوله أو إلى دليله، إنما حجته أن الشيخ قد قاله، وقد لا يقول إن الشيخ؛ بل قد يقول ويصرح أن الشيخ غير معصوم، لكنه لا يعمل هذا في أقواله فهذا كثير في المتقدمين والمتأخرين.

قال: وإما أن ينكر ذلك بلسانه يعني ينكر عصمته، ولكن يعامله معاملة المعصوم وهذا كثير في مقلدة المذاهب حتى إن بعضهم يقول: لو جاءني الحديث الصحيح الذي لا مطعن في ثبوته ولا إشكال في معناه ولكن المذهب خلافه لم أنظر إليه أتركه وأتبع المذهب هذا لا شك أنه يعتقده العصمة في مذهبه وإلا لما ترك قول المعصوم الثابت بالسند الواضح من حيث المعنى لقول قائل مهما كان.

وهذا الاستطراد من الشيخ –رحمه الله-هو في الحقيقة تتبع لأصل بدعة القول بعصمة الأنبياء وهذا مما تميز به شيخ الإسلام –رحمه الله-عن غيره من المتكلمين في العقائد أنه –رحمه الله-يعتني بالنظر في أصول البدع كيف ابتدأت؟ وكيف آل بأصحابها الأمر؟ وهذا يا إخواني يفيد أن البدع قد تكون يسيرة في نظر صاحبها أو تكون كبيرة من أول قولها، لكن ما يعقبها أكبر فقولهم بأن عليًا معصوم هو أسهل من قولهم بأن الأئمة جميعًا معصومون، وما إلى ذلك من البدع التي تطرقت وتتابعت حتى أثبتوا العصمة لخلق كثير من أئمتهم والمهم أنه ينبغي الحذر من البدع وينبغي في معالجة مسائل الاعتقاد أن ينظر إلى أصول الأقوال وألا يكتفى بنقلها مجردة أو دراستها مجردة عن أصولها، فإن مما يبطل القول أن تعلم أصله وكيف ابتدأ فإن هذا يفيدك أولًا الحذر من البدع، وثانيًا يجيب على تساؤلات كيف وصل بهم الحال وما صلة هذا المذهب بهذا المذهب ما صلة الصوفية بالرافضة، ما صلة الأشاعرة بالمعتزلة، ما صلة المعتزلة بالجهمية فهذا مفيد لطالب العلم وقل أن يتنبه له كثير ممن يطالعون كلام شيخ الإسلام يظنون أن هذا من باب السرد التاريخي أو الاستطراد الذي لا فائدة منه هذا منهج مهم في دراسة الأقوال والعقائد أن ينظر إلى أصول الأقوال وكيف ابتدأت وإلى أي شيء آلت.

الطالب: فهؤلاء إذا كان أحدهم يعتقد في بعض الرجال المؤمنين أنهم معصومون من الذنوب بل ومن الخطأ، كيف لا يعتقدون ذلك في الأنبياء؟ فغلوهم فيمن غلوا فيه من أئمتهم أهل المشيخة أو النسب يوجب عليهم أن يغلوا في الأنبياء بطريق الأولى، فإن كان من المسلمين اعتقدوا أن الأنبياء أفضل منهم، وإن كانوا ممن يعتقد في الشيخ والإمام أنه أفضل من النبي -كما يقول ذلك المتفلسفة والشيعة وغلاة المتصوفة الاتحادية وغير الاتحادية -فهم لا بد أن يقروا الغلو في الأنبياء حتى توافقهم الناس على الغلو في أئمتهم.

الشيخ: وإن كانوا في الأصل لا يرون الأنبياء بهذه المنزلة فالأنبياء عندهم دون درجة من غلوا فيهم من الأولياء ومن المشايخ ومن مقدمي طرائقهم، لكنهم اضطروا إلى تعظيم الأنبياء حتى يسلم لهم تعظيم من؟ الأولياء ومن عظموهم ممن دون الأنبياء رحمه الله.

الطالب: وهذا كله من شعب النصرانية الذين وصفهم الله بالغلو في القرآن، وذمهم عليه ونهاهم.

الشيخ: بعد أن فرغ الشيخ –رحمه الله-من ذكر أصل هذه البدعة في هذه الملة انتقل إلى بيان أصلها في الأمم السابقة لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: «لتتَّبعنَّ سَننَ من كانَ قبلَكم حذو القُذَّةِ بالقُذَّةِ»الفتاوي الكبرى (6/31) وهذا ربط جيد رحمه الله.

الطالب: فقال: }يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ  إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ  فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ  وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ  انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ  وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَوَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا{،النساء:171، 172 وقال ـ تعالى ـ: }قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيل.{المائدة:77

وقد ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله"البخاري (3445). وقال: "إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين". النسائي (3057)، وابن ماجه (3029) وهذا قال لهم بسبب رمي الجمار لئلا يغلوا فيها، فكيف فيما هو أعظم من ذلك؟

الشيخ: يعني هذا الغلو في عمل لا يتعلق باعتقاد فكيف بالغلو فيما هو أعظم من مسألة رمي الجمار، كالغلو في الأشخاص، الغلو في الأماكن، الغلو في الأقوال، الغلو في العقائد الأمر أخطر وأشد فإذا كان تحذير النبي –صلى الله عليه وسلم-في أمر دقيق وأمر قد لا يمر على الإنسان في عمره إلا مرة واحدة لا يمر عليه في عمره إلا مرة واحدة يقول: «إياكم والغلوَّ في الدينِ فإنما أهلَك مَن كان قبلَكم الغلوُّ في الدينِ» أخرجه النسائي (3057)، وابن ماجه (3029) فكيف بمن غلا في أمر متكرر ملازم ؟ كغلو في الأنبياء، كغلو في الصالحين، كغلوهم في الأولياء وما أشبه ذلك من مواطن الغلو الذي وقع فيه الناس الأمر أخطر وأعظم.

الطالب: وهؤلاء أهل الغلو النصارى ومن شابههم من هذه الأمة في الغلو -كما ثبت عنه في الصحيحين أنه قال: "لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه"البخاري في الاعتصام (7320) هم قصدوا تعظيم الأنبياء والصالحين بالغلو فيهم، فوقعوا في تكذيبهم وبغضهم ما جاءوا به.

الشيخ: في تكذيبهم ؛ لأنهم لم يقبلوا ما أخبروا به من منازلهم وفي بغض ما جاءوا به لأن ما جاءوا به لا يرقى إلى ما أنزلوه فيه من المنازل فإن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال: إنما أنا عبد الله ورسوله «لَا تُطْرُونِي كما أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ؛ فإنَّما أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولوا: عبدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ»البخاري (3445) فكيف يستقيم هذا مع من يقول: (ومن علومك علم اللوح والقلم) ما يستقيم فهو يضطر إلى تكذيب النبي –صلى الله عليه وسلم-فيما أخبر به في مثل هذا الحديث، ويضطر أيضًا إلى بغض ذلك ؛ لأنه لا يوافق ما يعتقده في منزلة النبي –صلى الله عليه وسلم-فكيف انقلب غلوهم فيما أمروا به إلى إبطال ما جاءت به الأنبياء إلى إبطال الشريعة.

وهكذا كل من زاد في شرع الله –عز وجل-وهذا السر في قول ابن القيم –رحمه الله-البدعة لا تزيد صاحبها من الله إلا بعدا وإذا تأملتها وجدتها منطبقة في البدع الدقيقة والجليلة في بدع الأعمال وبدع العقائد البدعة لا تزيد صاحبها من الله إلا بعداً لا يمكن أن تكون وسيلة للتقرب إلى الله –عز وجل-وهذا معنى قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: «مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ»البخاري (2697)، ومسلم (1718) ومعنى الرد أنه مبعد غير مقبول، فالبدع لا تزيد أصحابها إلا بعدا من الله عز وجل.

الطالب: فإن المسيح قال للنصارى كما أخبر الله عنه أنه قال: }مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {المائدة:117 وقال المسيح: }إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا {مريم:30. والغلاة فيه كذبوه وعصوه، فقالوا: ما هو عبد الله، بل هو الله، وأشركوا به الشرك الذي نهاهم عنه.

وكذلك الغالية في علي وفي غيرهم من أهل العلم والإيمان، وعلي ـ رضي الله عنه ـ يقول: "لا أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري".

وحرق الغالية فيه بالنار، ويقول ما نقل عنه من نحو ثمانين وجها: "خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر".

الشيخ: والعجيب أنه قال هذه الأقوال بعد مصير الخلافة إليه، فلا سبيل إلى ما يذكره الشيعة الرافضة من أنه إنما قال ذلك على وجه التقية، فإنهم كاذبون في ذلك بل إنما قال هذا بعد أن صار إليه الأمر ولم يبقى أحد يخافه أو يتقيه فهذا مما يدل دلالة واضحة على أن أبا بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ خير الأمة بعد نبيها –صلى الله عليه وسلم-حتى في اعتقاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

الطالب: ويذكر ذلك لابنه محمد بن الحنفية، كما رواه البخاري في الصحيح عنه، والشيعة تكذبه وتخالفه.

فهم معه كالنصارى مع المسيح واليهود مع موسى. وكذلك أتباع الشيوخ الصالحين المهتدين يضلون فيهم، ويتركون اتباعهم على الطريقة التي يحبها الله ورسوله.

وهذا باب دخل فيه الشيطان على خلق كثير فأضلهم، حتى يجعل أحدهم قول الحق تنقصا له، فإذا قيل للنصارى في المسيح.

الشيخ: نقف على هذا هل يضاف الظلم الذي يضاف إلى النفس كم قسم؟ قسمان ما هما؟ ترك الحق وتعدي الحد ما تحتاج وأيهما أعظم في الظلم للنفس ترك الحق أو تعدي الحد؟ ترك الحق أعظم ظلم النفس هل يطلق على التعدي على الغير بالجناية على النفس أو المال أو العرض؟ يطلق دليل ذلك أنه يطلق ظلم النفس على الجناية على الغير قول موسى لما تعدى على القبطي بالقتل ماذا قال؟ ﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي[القصص: 16] ذكرنا في التفريق بين الدعاء المصدر بالربوبية والدعاء المصدر بالإلهية أيهما الأكثر في القرآن؟ المصدر بالربوبية هل بينهما فرق؟ ما الفرق بينهما؟

إذًا يذكر بعده الحاجة مباشرة وأما المصدر باللهم أو يا الله نعم يعقبه الثناء.

ما مناسبة تصدير ما يفتتح بالثناء بذكر الألوهية؟ ما مناسبة تصدير الأدعية التي يذكر فيها الثناء بالألوهية؟ اللهم أو يا الله هل في مناسبة؟ هذا هو المعنى من حيث العموم أنه في كتاب الله –عز وجل-إذا ذكر الثناء والمدح فالغالب يبتدأ الله –جل وعلا-بذكر هذا الاسم العظيم وانظر ذلك في سورة الفاتحة ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[الفاتحة: 2] فبدأ بذكر ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ[الفاتحة: 3-4] بدأ أولا بذكر اسم الله –عز وجل-الله ذكر الألوهية، أيضًا في أعظم أية في القرآن ﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ[البقرة: 255] ثم أتى بعد ذلك بذكر الثناء وما يجب له ولذلك قالوا إن هذا الاسم لا يكون تابعًا، بل لا يكون إلا متبوعًا ويشكل على هذه القاعدة موضع واحد في القرآن وهو صراط العزيز الحميد الله على بالجر تكون صفة للعزيز صراط الله العزيز صراط الله إلى صراط العزيز الحميد تكون وصف للعزيز الحميد من صفات العزيز وأما عن القراءة بالابتداء صراط العزيز الحميد الله فهذا يكون سالم من الاعتراض والشذوذ عن القاعدة.

على كل هذه معنى مناسب وأنه يتبع الإلهية الثناء والمدح، ولذلك ما كان مفتتحًا بالثناء والمدح أو ما هو في معنى الثناء والمدح فإنه يفتتح بذكر الإلهية.

الطالب: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-تعالى في كتابه شرح حديث أبي بكر رضي الله عنه.

اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرًا قال –رحمه الله-: وهذا باب دخل فيه الشيطان على خلق كثير فأضلهم، حتى يجعل أحدهم قول الحق تنقصا له.

الشيخ: يعني في الأشخاص يجعلون قول الحق في الأشخاص بإنزالهم منازلهم التي أنزلهم الله إياها تنقصا لهم ويضرب لذلك أمثلة لذكر النصارى فقال رحمه الله.

الطالب: فإذا قيل للنصارى في المسيح ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة قالوا: هذا تنقيص بالمسيح وسوء أدب معه، وهم مع هذا يشتمون الله ويسبونه مسبة ما سبه إياها أحد من البشر، كما كان معاذ بن جبل يقول في النصارى: "لا ترحموهم، فلقد سبوا الله مسبة ما سبه إياها أحد من البشر".

الشيخ: وهذا منقول عن بعض الخلفاء الراشدين عن أحد الخلفاء الراشدين، لكن بعبارة أحسن من هذا ذكرها شيخ الإسلام –رحمه الله-ذكرها ابن القيم –رحمه الله-في بداية الحيارى قال: ونقل عن أحد الخلفاء الراشدين أنه كان يقول في النصارى أهينهم ولا تظلموهم شف أهينهم ولا تظلموهم فلقد سبوا الله مسبة ما سبه إياها أحد من البشر فأمر بإهانتهم لأنهم أهل الإهانة حيث أنهم أهانوا الله –جل وعلا-بالسب والشتم حيث نسبوا له الولد والله –جل وعلا-عظم هذا الأمر في كتابه تعظيمًا عظيمًا في مواضع كثيرة حيث أنهم وصفوه بما لا يليق به –سبحانه وتعالى-قال الله –جل وعلا-: ﴿لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا[مريم: 89] في وصف ما قالوه من نسبة الولد يعني شيئًا عظيمًا ثم بين عظم هذا ﴿تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ[مريم: 90] أي يتشققن ﴿تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا[مريم: 90-91] ثم قال: ﴿وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا[مريم: 92] أن يمتنع امتناعًا مستحيلًا أو محالًا أن يكون له –جل وعلا-ولد لأنه الأحد الذي لم يكن له كفوًا أحد ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ[الإخلاص: 1-4] ولذلك ما جاء به النصارى أمر عظيم وهم في كتبهم يقولون من لا يولد له فهو ناقص لأن العقيم نقص في المخلوق، فيجعلون عدم الولد في الرب –جل وعلا-نقصًا فيه ثم يومئون إلى المضاجعة أي المجامعة وكلام تقشعر منه جلود الذين يعظمون الله يخشون مغبته فضلا عن القول به يورقهم سماعه فضلا عن اعتقاده فالمسألة خطيرة عظيمة لكن ـ سبحان الله العظيم ـ كيف عمت بصائرهم وطبع على قلوبهم، فجعلوا قول أهل الإسلام بأن المسيح عبد ورسول تنقصا لهم ثم مع هذا لم يكتفوا بهذا، بل شتموا الله –جل وعلا-وسبوه حيث نسبوا له الولد ولما كانت نسبة الولد قرينة الشرك فإنه قد كثر فيهم الشرك، فإن النصارى يكثر فيهم الشرك أكثر من غيرهم وذلك ؛ لأنهم يجنحون إلى الغلو أكثر من غيرهم من الأمم السابقة، وحق فيهم ما قاله أحد الخلفاء الراشدين: أهينهم فهم أهل الإهانة. لكن انظر إلى عدل هذه الأمة قال: ولا تظلموهم. أي لا تحملكم إهانتهم على تعدي الحدود فيهم، بل يجب التزام الحدود والشرع في معاملة هؤلاء فلقد سبوا الله مسبة ما سبها إياهم أحد من البشر حيث نسبوا له الولد ويبين هذا في الحديث الصحيح.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91428 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87224 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف