×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / دروس المصلح / الحديث وعلومه / شرح حديث أبي بكر / الدرس(4) من شرح حديث أبي بكر رضي الله عنه

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:3739

الطالب: وفي الصحيح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: "يقول الله ـ تعالى ـ: "شتمني ابن آدم وما ينبغي له ذلك، وكذبني ابن آدم وما ينبغي له ذلك، فأما شتمه إياي فقوله إن لي ولدا، وأنا الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، وأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني، أوليس أول الخلق بأهون علي من إعادته". أخرجه البخاري (4975) .

وهؤلاء الغالية يجمعون بين شتم الرب وتكذيبه، وهكذا الغالية المنتسبون إلى هذه الأمة تجد أحدهم يغلو في قدوته، حتى يكره أن يوصف بما هو فيه، ويقال عليه الحق، وهو مع هذا يقول في الله العظائم التي ما قالتها فيه لا اليهود ولا النصارى، حتى يقول: إن الله موصوف بكل ذم وكل عيب، كما هو موصوف بكل حمد وكل مدح، وإنه هو إبليس وفرعون والأصنام.

الشيخ: أعوذ بالله وهذا قول من؟ قول الاتحادية أهل الوحدة والوجود الذين يقولون: كل هذا الكون هو الله فهو متعدد في العين وواحد في الحقيقة والواقع وتقدم لنا بيان بطلان قولهم وسوء ما ذهبوا إليه في قراءتنا لكتاب الفرقان ففيه الكفاية ـ إن شاء الله ـ لكن من سوء ما قالوه في الرب قالوا: وما الكلب والخنزير إلا إلهنا وما ربنا إلا عابد في صومعة إلى هذه الدرجة من شتم الله وسبه ـ تعالى ـ الله عما يقولون علوًا كبيرًا.

والمؤمن إذا سمع هذا يستعظم كيف يكون من هؤلاء الذين ينتسبون إلى الإسلام مثل هذه الأقوال لكن ﴿فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ[الحج: 46] نسأل الله السلامة والعافية.

الطالب: كما قالته النصارى في المسيح، والله ـ سبحانه ـ عاب على المشركين ما هو دون هذا، حيث قال:{وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}.الأنعام:136

الشيخ: وذلك أنهم جعلوا صفوة أموالهم من الحرث والأنعام لشركائهم وجعلوا شيئًا منها لله فقال الله –جل وعلا-: ﴿فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ[الأنعام: 136] لأنه لم يبتغى به وجهه ولم يقصد به ﴿وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ[الأنعام: 136] لأن الله –عز وجل-قد قال: «أنا أغْنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ»أخرجه مسلم (2985) فالله –جل وعلا-غني عن عمل هؤلاء الذين خلطوا في أعمالهم، وهذا معنى قوله ـ تعالى ـ: ﴿فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ[الأنعام: 136] أي قبح حكمهم وساء عملهم حيث فضلوا معبوداتهم على الله أو أنهم ساووا غير الله به سبحانه وتعالى.

الطالب: وقال: }وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ.{الأنعام (108)

الشيخ: الآية الأولى ﴿وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا[الأنعام: 136] سووا غير الله به هذا على المشهور في تفسير هذه الآية.

والآية الثانية فيها تفضيل معبوداتهم على الله –عز وجل-حيث أنهم جعلوا مسبة الله أهون في قلوبهم من مسبة أصنامهم وكيف ذلك؟ حيث أنهم سبوا الله غضبًا لمن؟ لآلهتهم فدل ذلك على أن محبتهم لآلهتهم أعظم من محبتهم لله وهذا هو الذي ذكره الله –عز وجل-في قوله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ[البقرة: 165] المقصود أن الله عاب عليهم هذا فكيف مع أنهم لم يسووا به غيره من كل وجه بخلاف أولئك الذين نسبوا له الولد وجعلوا الولد إلها يسئل ويعبد ويصلى له وينذر ويصرف له كل ما لا يجوز صرفه إلا لله عز وجل.

الطالب: وهؤلاء يريدون أن يقال في أئمتهم الحق، ويقولون على الله الباطل، ويرضون بأن يسب الله ويشتم، ولا يرضون بأن يسب متبوع أحدهم على ما افتراه على الله ورسوله.

الشيخ: ذكر الشيخ –رحمه الله-فائدة جليلة في غير هذا الكتاب وهي أنه من سمات من غلا في عصمة الأنبياء أنهم أعظم الناس تكذيبًا لأخبار الأنبياء ومخالفة لأمرهم، وهذا واضح الذين غلوا من الجهمية والرافضة هم أشد الناس مخالفة لأمر الرسول –صلى الله عليه وسلم-وأشد الناس تكذيبًا لخبره –صلى الله عليه وسلم-وهذا يدلك على أنهم لم يصدقوا في محبتهم، وأنهم لما زادوا نقصوا في الحقيقة.

فمقتضى غلوهم في عصمة الأنبياء وأن الأنبياء لا يخطئون ولا يقع منهم خطأ لا في السابق ولا في اللاحق لا قبل البعثة ولا بعدها مقتضى هذا أن يقبلوا ما جاءوا به قبولًا تامًا قبولا بالأخبار وعملًا بالأحكام والواقع أنهم أعظم الامة وأشدها مخالفة للأنبياء ولمن غلوا فيهم في الأمرين في الأخبار تكذيبًا وفي الأعمال مخالفة ومعصية.

الطالب: بل لا يرضون أن يقال فيه الحق، أو أن يضاف إليه خطأ جائز عليه وواقع منه. وقال تعالى حكاية عن الخليل ـ عليه السلام ـ:}وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82){. الأنعام:81, 82

كان المشركون يخوفون المؤمنين بآلهتهم، ويقولون: إنكم إذا لم تتخذوها شركاء وشفعاء فإنها تضركم، فأنكر الخليل ـ عليه السلام ـ وقال: }وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا {الأنعام:81، أي: كيف أخاف ما تدعونه من دون الله؟ وهو لا يضر ولا ينفع إلا بإذن الله، وأنتم لا تخافون الله حيث أشركتم به فجعلتم له أندادا، فأعدلتموهم به، تدعون من دونه وتخافونهم وترجونهم، وهو لم ينزل بذلك عليكم سلطانا، وهو الكتاب المنزل من السماء،}فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{الأنعام:81

وفي الصحيحين عن ابن مسعود قال: لما نزلت هذه الآية:}الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ{الأنعام:82 شق ذلك على أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقالوا: أينا لم يظلم نفسه؟ فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إنما هو الشرك، ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح" }إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ{لقمان:13"البخاري (3429)، ومسلم (124)

وهذا باب يطول وصفه، وإنما المقصود التنبيه عليه.

إذا عرف هذا فقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وجميع الطوائف الذين لهم قول يعتبر أن من سوى الأنبياء ليس بمعصوم، لا من الخطأ ولا من الذنوب، سواء كان صديقاً أو لم يكن، ولا فرق بين أن يقول: هو معصوم من ذلك، أو محفوظ من ذلك، أو ممنوع من ذلك.

الشيخ: فرغ الشيخ –رحمه الله-في قوله: وهذا باب يطول وصفه أي تقرير ما يتعلق بعصمة الأنبياء فرغ منه وقال: هذا باب يطول وصفه أي شرحه وبيانه وما تقدم فيه كفاية وفيه وضوح تام لهذه المسألة والشيخ تناولها في مواضع عديدة من مؤلفات منها كتاب النبوات ومنها منهاج السنة النبوية وأيضًا تناولها في الفتاوى في عدة مواضع يقول: وإنما المقصود التنبيه عليه يعني على أصل هذه المسألة لينتقل إلى ما يريد البناء عليه فيقول: وإذا عرف هذا يعني إذا استقر ما يتعلق بالأنبياء فقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وجميع الطوائف الذين لهم قول معتبر إلى آخره، فما الذي استقر عندنا؟ ما الذي عرف فيما يتعلق بعصمة الأنبياء؟ الذي عرف أن الأنبياء معصومون عن الإقرار على المعصية، الأنبياء معصومون من أن يقروا على معصية وهذا لا إشكال فيه فإن الله –عز وجل-ما ذكر ذنبًا لنبي في كتابه إلا وذكر توبته وهذا يدل على أي شيء؟ على أنهم معصومون عن الذنب أو عن الإقرار عليه؟ معصومون من الإقرار على الذنوب لا من وقوعها فقد وقع ذلك في الكتاب والذين يقولون وقع ذلك أي ذكره في الكتاب والذين يقولون بعصمة الأنبياء يتكلفون في الجواب عن قوله تعالى على سبيل المثال ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى[طه: 121] ويتمحلون في الجواب بما يؤول في الحقيقة إلى كونه تحريفًا للكلم عن مواضعه فيقولون: هذا محمول على النسيان، هذا محمول على الغفلة ويأتون إلى أنواع من الأجوبة متهافتة، لا تستقيم مع دلالة النصوص، والجواب المسدد الذي عليه سلف الأمة وأئمتها، وأكثر أهل العلم على اختلاف طوائفهم أنهم معصومون من الإقرار على الخطأ هذا فيما يتعلق بالذنوب.

أيضًا هم معصومون من مواقعة ما يخالف المروءة وهم معصومون أيضًا من الكذب، وأما ما يتعلق بالتبليغ فهم معصومون عن أن يقع منهم شيئًا من الخطأ فيما يبلغونه عن الله، فإن الله –جل وعلا-قد حفظهم من ذلك هذا ملخص ما تقدم، وسيأتي في بعض الشيخ إعادة تقرير لهذا الأمر.

أما من سوى الأنبياء فاتفق سلف الأمة وأئمتها وجميع الطوائف الذين لهم قول معتبر يعني يعتد به أن من سوى الأنبياء ليس بمعصوم لا من الخبر ولا من الذنوب سواء كان صديقًا أو لم يكن ولا فرق بين أن يقول هو معصوم يعني أن يقول القائل هو معصوم أو هو محفوظ أو ممنوع من ذلك يعني سواء سمى العصمة حفظًا أو سماها معنًا أو سماها صيانة أو غير ذلك من الأسماء هم متفقون على أنهم يقع منهم الخطأ.

الطالب: قال الأئمة: كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الشيخ: لماذا عدل الشيخ –رحمه الله-عن مثل قوله –صلى الله عليه وسلم-: «كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُالخطَّائينَ التَّوَّابونَ»أخرجه الترمذي (2499)، وأحمد (13049) وهو في الدلالة أعلى من قول الأئمة لأنه قول النبي –صلى الله عليه وسلم-لماذا عدل؟ لأن الحديث عام وهو يريد أن يستدل على معصية من دون الأنبياء والحديث يشمل الأنبياء "كل ابن آدم" يشمل الأنبياء والرسل، والشيخ –رحمه الله-يريد أن يقرر قول السلف فيمن دون الأنبياء ؛ ولذلك نقل قول الأئمة لا على وجه الاستدلال؛ بل على وجه التقرير لما عليه أهل السنة والجماعة وإلا فالاستدلال سيأتي، كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-فإذا كان كل أحد يؤخذ من قوله ويترك دل ذلك على أن في قوله حقًا وباطلًا، صوابًا وخطأ، وهذا ما يخالف فيه من يرى عصمة من دون الأنبياء.

الطالب: فإنه هو الذي أوجب الله على أهل الأرض الإيمان به وطاعته، بحيث يجب عليهم أن يصدقوه بكل ما أخبر، ويطيعوه في كل ما أمر، وقد ذكر الله طاعته واتباعه في قريب من أربعين موضعًا في القرآن.

الشيخ: يعني في طاعة النبي –صلى الله عليه وسلم-وإتباعه وهذا استدلال للاستثناء الذي ذكره الأئمة في قولهم كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله، فدليل ذلك أن الله أوجب طاعته وذكر إتباعه في مواضع عديدة من القرآن يقول الشيخ: في قريب من أربعين موضعًا في القرآن.

الطالب: كما قال ـ تعالى ـ:}مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ{النساء:80 وقال: }وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ{النساء:64 وقال ـ تعالى ـ: }فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا{النساء:65 وقال ـ  تعالى ـ:}لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا{النور:63 إلى قوله:}فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{النور:63 وقال ـ تعالى ـ: }وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ{،التوبة:62 وقال ـ تعالى ـ: }قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ {،آل عمران:31 وقال ـ تعالى ـ: }فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ{النساء:59 وقال ـ تعالى ـ: }وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ{.النساء:69

وطاعة الله والرسول هي عبادة الله التي خلق لها الجن والإنس، فهي غايتهم التي يحبها الله ورسوله ويرضاها ويأمرهم بها، وإن كان قد شاء من بعضهم ما هو بخلاف ذلك وخلقهم له، فتلك غاية شاءها وقدرها، وهذه غاية يحبها ويأمر بها ويرضاها، والكلام على هذا مبسوط في غير هذا الموضع.

والعبادة لله أن يجمع غاية الحب له بغاية الذل له، فكل خير وكل كمال ومقام وحال قرب إليه ونحو ذلك مما يحمد من العباد ويطلب منهم، ويرضى لهم، فهو داخل في طاعة الله ورسوله، أو مستلزم لذلك. ولهذا اتفقت الأمة على أنه معصوم فيما يبلغه عن ربه تبارك وتعالى، فإن مقصود الرسالة لا يتم إلا بذلك.

الشيخ: بل عدم الإقرار بهذا يقتضي نقض الرسالة، ولذلك اتفقت الامة على أن النبي –صلى الله عليه وسلم-معصوم فيما يبلغه عن ربه قال الله –جل وعلا-: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىإِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى[النجم: 3-4] في وصف ما يتكلم به النبي –صلى الله عليه وسلم-فإذا كان الخطأ يتطرق إلى تبليغه فإن هذا ينقض الرسالة ويبطل المعجزة وينقض الرسالة، ولذلك أجمعت الأمة على أن النبي –صلى الله عليه وسلم-معصوم فيما يبلغه عن ربه تعالى.

الطالب: وكل ما دل على أنه رسول الله من معجزة وغير معجزة فهو يدل على ما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "فإني لن أكذب على الله"مسلم (2361).

الشيخ: هذا يدل على أنه دلائل نبوته –صلى الله عليه وسلم-لا تنحصر فيما يسمى بالمعجزات، بل حتى في غير المعجزات من حاله وشأنه –صلى الله عليه وسلم-ونصر الله له ما يدل على صدقه.

وقوله: من معجزاه هذا فيه جواز تسمية الآيات التي جاء بها رسول الله –صلى الله عليه وسلم-دالًا على صدق خبره أنها تسمى معجزات، وإن كان القرآن لا يسميها بهذا الاسم، إنما يسميها آيات وهذا غالب كلام الشيخ –رحمه الله-وغيره يطلقون عليها الآيات، لكن في اصطلاح المتأخرين يطلقون المعجزة على الآية وأيهما أبلغ أو أصدق في موافقة ما جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم-أية أو معجزة؟ الآية لماذا؟ لأنه اللفظ الذي تكلم به الله –جل وعلا-هذا واحد، ثانيًا أن المعجزة تكون من غير النبي أما الآية فلا تكون إلا للنبي فالمعجزة تكون من الساحر وتكون أيضًا من الولي يعني تجري على المعجزة هي الأمر المعجز الخارق للعادة فيكون هذا من غير الأنبياء بخلاف الآيات فإنها تكون من الأنبياء، ولذلك الاستعمال الصحيح والصواب أن تسمى هذه البراهين والدلائل الدالة على صدق النبي –صلى الله عليه وسلم-مما خرق العادة وخرج عنها ماذا؟ يسمى آيات لا معجزات ولكن إذا جرى الإنسان في مثل هذا على الاصطلاح الدارج أو المستعمل فإنه لا حرج عليه ولا يعد بذلك مخالفا للصواب.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93876 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89754 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف