إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.
وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين لا إله إلا هو الرحمن الرحيم .
وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله , اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
أما بعد :
فاتقوا الله أيها المؤمنون , اتقوا الله تعالى في السر والعلن , في الغيب والشهادة , فيما يتعلق بحقه جل وعلا وفيما يتعلق بحق الخلق , اتقوا الله؛ تجعلوا بينكم وبين عذابه وسخطه وقاية بفعل ما أمركم به , وترك ما نهاكم عنه؛ رغبة فيما عنده وخوفا من عقابه , اللهم اجعلنا من عبادك المتقين وحزبك المفلحين وأوليائك الصالحين يا رب العالمين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} الأنفال: 29 .
اللهم ارزقنا تقواك , وأعنا على ما فيه الهدى والصلاح يا رب العالمين .
أيها المؤمنون عباد الله : هكذا هي الأعمار تنقضي , هكذا هي الأيام تمضي .. فيأتي يوم ويتلوه آخر , تشرق شمس ثم سرعان ما تغيب , وهكذا هي أعمارنا وهي حياتنا , تشرق ثم تكتمل بقوتها وعافيتها وصحتها ثم تتضيف للغروب حتى يبلغ الكتاب أجله فينقضي عمر الإنسان وتنتهي أيامه في هذه الحياة الدنيا .
إن الله تعالى من رحمته أن أقام لنا في حياتنا ما يبصرنا ويذكرنا , فتجد البصير يرى في كل شيء لله آية , تذكره وتنبهه إلى أن هذه الدنيا ليست دار بقاء .. أن هذه الدنيا ليست دار دوام , بل هي دار عبور وامتحان , يعبر فيها الناس إلى دار أخرى , وهكذا يختلف الناس في نظرتهم إلى الدنيا , من كانت نظرته إلى الدنيا أنها منتهى الأمل وأنها غاية المرام وأنها الدار التي لا دار بعدها فلن يكون في تعامله مع أيامها ولياليها كذاك الذي يوقن ويؤمن بأن هناك يوم يبعث فيه ويحاسب على القليل والكثير والصغير والكبير والسر والإعلان {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6) } المطففين: 6 حفاة عراة غرلا لا يأتي معهم شيئ من متع الدنيا وزخارفها إنما يقدمون على الله بأعمالهم { وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)} الإسراء: 13ـ14 ما في عناء في التقليب والتصفح, منشورا : ترى فيه كل ما كان من عمل في السر والخفاء , ثم بعد ذلك يجري الجزاء والحساب على ما دُون في هذه الصحائف , المدون لهذه الصحيفة والكاتب هو أنت, بما يكون منك من اعتقاد وعمل قلب بما يكون منك من قول , بما يكون منك من عمل, فاكتب ما شئت فإنك ستلقاه بين يدي ربك , إما أن تسر به فتقول {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} الحاقة: 19 , وإما أن تساء به فلا تلومن إلا نفسك , فأنت من كتب تلك الصحيفة بعملك { إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }الجاثية: 29 .
جعل الله تعالى الليل والنهار عبرة وعظة لكل من يعتبر لكل ذي قلب فينتبه المنتبهون لغروب الشمس وشروقها, قال جل وعلا {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً} الفرقان:62 يخلف الليل النهار ويأتي نهار بعد ليل؛ ليستدرك المتواني وينتبه الغافل ويعتبر العامل بأنه ليس في هذه الدنيا دوام بل هو عمل يتلوه عمل ولحظات كلها مدة امتحان واختبار , الراشد فيها من عمرها بطاعة الله تعالى, ولذلك قال تعالى {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ } يعتبر { أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62)} الفرقان: 62 أي : أراد عبادة وطاعة , فالشكور هو : القيام بحق الله {...وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)} سبأ: 13 .
الشكر في القرآن هو العبادة, إلا ما كان في حق الخلق فهو عبادة لله يشكر بها كما قال تعالى {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ } لقمان: 14 فالشكر له عباده , والشكر للوالدين عبادة طاعة لله جل وعلا .
أيها المؤمنون عباد الله: إن رجلا جاء إلى عمر رضي الله عنه يشكو له فوات عمل ليله أو نهاره فقال له :" فاتتني الصلاة الليلة يا أمير المؤمنين، فقال: أدرك ما فاتك من ليلتك في نهارك، فإن الله جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر، أو أراد شكورا" أخرجه الطبري في تفسيره (19/ 290) .
استدركوا فيما بقي من أعماركم ما مضى من تقصير وتوان وخطأٍ ونسيان وغفلة وسهو؛ فإن الأعمال بالخواتيم , استدركوا كل ما فات بالتوبة والاستغفار إلى الله جل وعلا مما سلف وكان, والعزم على الرشد والإحسان؛ فإن الأيام تمضي , وكما مضى عامكم وأنتم تشاهدون سرعة انقضائه وتقضي أيامه ولياليه وكذلك عامكم الجديد وكذلك أعماركم سرعان ما تنقضي وتزول , كيف وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي بإسناد لا بأس به من حديث أنس : «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، فَتَكُونُ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَتَكُونُ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَيَكُونُ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونُ السَّاعَةُ كَالضَّرَمَةِ بِالنَّارِ» الترمذي (2332), وصححه الألباني صحيح الجامع(7419) أي شعلة النار التي سرعان ما تنطفئ ويذهب لهيبها .
قال الحافظ بن حجر رحمه الله : وهو من علماء القرن الثامن الهجري قبل ستمائة سنة يقول رحمه الله : " قَدْ وُجِدَ فِي زَمَانِنَا " يحكي عن أيامه .. كيف لو شهد أيامنا ؟ يقول : " قَدْ وُجِدَ فِي زَمَانِنَا هَذَا فَإِنَّا نَجِدُ مِنْ سُرْعَةِ مَرِّ الْأَيَّامِ مَا لَمْ نَكُنْ نَجِدُهُ فِي الْعَصْرِ الَّذِي قَبْلَ عَصْرِنَا " فتح الباري(13/16) , فماذا نقول ونحن نشهد هذا التقضي السريع حتى أصبحت الأعوام كالشهور, والشهور كالأسابيع, والأسابيع كالأيام, والأيام كالساعات , لا شك أن العبرة بهذا التقضي توجب عبرة واتعاظا , ولا تظن أن هذه السرعة تسقط المؤاخذة , " مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا " البخاري(1442), ومسلم(1010)
, فلا زال في كل يوم مهمة , ولا زال لك في كل يوم وظيفة , وكل يوم يمن الله تعالى به عليك في هذه الحياة فهو منحة .. فرصة للعمل الصالح الراشد الذي تسعد به في دنياك وتفوز به في أخراك , اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا , أعنا على طاعتك واصرف عنا معصيتك , استعملنا فيما تحب وترضى , اغفر لنا الزلل والخطل, وأصلح ما بقي من أيامنا وأعمارنا .
أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الحمد لله حمد الشاكرين أحمده حق حمده , لا أحصي ثناء عليه , هو كما أثنى على نفسه .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله , اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
أيها المؤمنون عباد الله : اتقوا الله؛ فتقوى الله تجلب كل سعادة , وينصرف بها كل سوء وشقاء وتعاسة , اللهم إنا نسألك تقواك وخشيتك والقيام بحقك , والاشتغال بما تحب وترضى يا رب العالمين .
أيها المؤمنون : طوبى لمن أبصر حقيقة الدنيا وأدرك أنها دار عمل , طوبى لمن اجتهد فيها بما يقربه إلى الله عز وجل , طوبى لمن أكثر من التوبة والاستغفار , فأسعد الناس وأكملهم أكثرهم توبة وأكثرهم استغفارا.
إن التوبة والاستغفار ليس لها زمان ولا لها مكان بل هي العبادة التي تكون في كل الأحوال بعد الطاعة والمعصية ومن الراشد والغافل , ومن الطائع والعاصي , فالجميع مأمورون بالتوبة والاستغفار إلى الله جل وعلا في كل زمان ومكان , يقول الله جل وعلا {...وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)} النور: 31 , ويقول : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} التحريم: 8 , والتوبة النصوح هي : التي يخلص فيها الإنسان من كل خطأ ويصدق فيها في رغبة فيما عند الله تعالى وخوفه من عقابه .
فلنتب إلى الله جل وعلا , فرسولنا صلى الله عليه وسلم كان يتوب في اليوم أكثر من سبعين مرة , ويقول : «والذي نفسي بيده إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة » , البخاري(6307) ويقول : « يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ، فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ، مَرَّةٍ» مسلم(2702) , ويحسب له في المجلس الواحد أكثر من سبعين استغفارا , رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم . الترمذي(3434), وقال حسن صحيح , ولفظه: عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ تُعَدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المَجْلِسِ الوَاحِدِ مِائَةُ مَرَّةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَقُومَ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الغَفُورُ». .
فلنكثر من التوبة ولنعلم أننا بحاجة إليها, ليس فقد عند ختم الأعوام أو ختم الشهور أو في المناسبات , بل نحن نحتاجها صباح مساء , لذلك أول ما يستيقظ الناس من الأذكار المشروعة لهم التي يدركون بها فوزا عظيما وسبقا كبيرا .. من الأذكار سيد الاستغفار, أن تقول :" اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك" .. أي: مقيم على ما عاهدتك عليه من طاعتك والقيام بحقك .. "وأنا على عهدك ووعدك" .. أي : مصدق بما وعدت الطائعين وبما تهددت به العاصين , "وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت" , أي : قدرتي وطاقتي, "أبوء لك بنعمتك علي" .. أي : أقر بنعمتك علي , "وأبوء بذنبي" .. أي : وأقر بذنبي, "فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " أخرجه البخاري(6306) .
كلمات يبتدأ بها المؤمن نهاره , طيب : هو تو قائم من النوم , أين المعصية ؟ إنه يستغفر في ابتداء العمل وابتداء اليوم ليمحو ما كان من سائر الذنب في غابر الزمان , ويستأنف حياة بصفحة جديدة؛ فالتوبة تهدم ما كان قبلها , والتائب من الذنب كمن لا ذنب له , إذا كان هذا في كل صباح ومساء , وهذا الذكر يقوله أيضا المؤمن في المساء , فمن قاله صباحا موقنا ثم مات من يومه دخل الجنة , ومن قاله في المساء ومات من ليلته دخل الجنة , وهي تجديد للعهد وتذكّر بأنه بحاجة إلى أن يتوب ويؤب إلى الله كل لحظة لكل إقبال وإدبار ولكل ليل ونهار , فكيف بتعاقب الأيام والأسابيع والشهور والأعوام ؟
نحن بحاجة إلى أن نقف مع أنفسنا لنصحح المسار, وليكن مستقبل أيامنا خيرا من ماضيها , لننوي الرشد , فإن أول خطوات الإصلاح أن تعزم عليه , أن تعزم على الاستقامة , أن تعزم على ترك السيئة والخطأ في صاحب ردي, في سلوك منحرف في قول خارج عن الصراط المستقيم, في كل شأن ظاهر أو باطن, في رد الحقوق إلى أهلها , لا تسوف؛ فإن لا تدري أتدرك ذاك الزمان الذي تستطيع به الخلوص من حقوق العباد أو لا , من كان له مظلمة لأخيه فليتحلله اليوم , هكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم البخاري(2449), قبل أن لا يكون درهم ولا دينار , إنما هي الأعمال , فيؤخذ من حسنات الذي ظلم بقدر مظلمته , فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فوضعت عليه .
لنبدأ عامنا بنية راشدة على الصلاح والهدى , على الاستقامة والقيام بحق الله تعالى, على رد الحقوق إلى أهلها , على أداء الأمانات, على المحافظة على الصلوات , الصلوات .. حاسب نفسك في هذا العام .. كيف أنت فيها؟ هي أوتاد تقيم حياتك , جعلها الله تعالى مثبتات لك خمس مرات في اليوم والليلة , فلا تفرط فيها , حاسب نفسك فيها , هل أقمتها على الوجه الذي يرضى الله تعالى به عنك ؟ هذه أسئلة تحتاج أن تقف من نفسك , ليس فقط عند كل عام , إنما في كل يوم .. في كل فرصة؛ لتتذكر وتتعظ وتصحح المسار , التصحيح ليس صعبا يا إخواني , من ظن أن الإصلاح والتصحيح صعب فهذا من تصعيب الشيطان الذي يقف لنا على كل طريق , الأوبة والرشد يحتاج إلى نية فقط , إذا وجدت النية الراشدة الصادقة والعزيمة الأكيدة على محبة الرشد ثق تماما أنك ستجد من الله عونا؛ فإنه من يستعن بالله يعنه , وأعظم ما تحصل إعانة الله تعالى فيه الهداية, فإن من نوى الهداية ورغب فيها فتح الله له أبوابها {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا...} العنكبوت: 69 .
اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا , أعنا على طاعتك واصرف عنا معصيتك , خذ بنواصينا إلى ما تحب وترضى , واصرف عنا السوء والفحشاء , اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت , وقنا واصرف عنا شر ما قضيت , إنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك , اللهم إنا نسألك أن تصلح أحوالنا يا رب العالمين , اغفر ذنوبنا ويسر أمورنا , واشرح صدورنا وأنر بصائرنا , واجعل مستقبل أيامنا خيرا , اغفر لنا ما كان , ويسر لنا التوبة والإحسان , اللهم أعنا ولا تعن علينا , اللهم انصرنا على من بغى علينا , اللهم آثرنا ولا تؤثر علينا , اللهم اهدنا ويسر الهدى لنا , اللهم اهدنا ويسر الهدى لنا, اللهم اهدنا ويسر الهدى لنا, اللهم اجعلنا لك توابين أوابين رغّابين رهّابين ذاكرين شاكرين , وأعنا على ما تحب وترضى يا رب العالمين , اللهم اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ.
اللهم كن لإخواننا في الشام يا رب العالمين , اللهم انصرهم نصرا عزيزا مؤزرا , اللهم إنا نسألك لهم نجدة وعونا يا ذا الجلال والإكرام , اللهم أنجي المستضعفين بقوتك , اللهم اجعل دائرة السوء على الظالمين المعتدين المبتدعين , اللهم إنا نسألك بقوتك أن تدفع عن إخواننا أهل السنة في الشام يا رب العالمين وفي العراق وفي سائر البلدان , اللهم إن أهل الإسلام فيهم من الفتنة والبلاء والشر وتسلط الأعداء والتفرق والتشرذم ما لا يعلمه إلا أنت , اللهم فتولهم وأصلح شأنهم واجمع كلمتهم على الحق وول عليهم خيارهم يا ذا الجلال والإكرام .
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن , اللهم آمنا في هذه البلاد من كل فتنة وشر , اللهم اجمع كلمتنا على الحق والهدى , اللهم من أراد بنا سوء أو بأهلنا وإخواننا شرا فعليك به فإنه لا يعجزك , اللهم إنا نسألك أن تهدي ولاة أمرنا إلى ما فيه خير البلاد والعباد , وأن توفقهم إلى الإصلاح والصلاح , وأن ترزقهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الحق وتأمرهم به وتحذرهم من الشر وتنهاهم عنه يا رب العالمين , اللهم ولي علينا خيارنا , واكفنا شر أشرارنا في صغير الولايات وكبيرها واكتب مثل ذلك لسائر المسلمين يا رب العالمين , اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد