×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

صوتيات المصلح / برامج / أمثال قرآنية / الحلقة (71) من برنامج أمثال قرآنية

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis
الحلقة (71) من برنامج أمثال قرآنية
00:00:01

بسم الله الرحمن الرحيم (( الحلقة الحادية والسبعون )) الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، أحمده حق حمده، لا أحصي ثناء عليه كما أثنى على نفسه. وأشهد أن لا إله إلا الله، لا إله إلا الله،وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه، ومن اتبع سنته، واقتفى أثره، بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد. فأهلا وسهلا ومرحبا بكم أيها الإخوة والأخوات، في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم"أمثال قرآنية". نحن في هذا البرنامج نتناول أمثال القرآن العظيم، نبين معانيها، ونقف مع بعض وأبرز فوائدها، فأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته، وأن ينظمنا في سلك عباده العلماء الذين قال فيهم جل في علاه:﴿وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون﴾+++ سورة العنكبوت:43.---. كنا قد تحدثنا في لقاءات سابقة عن أطول مثل في القرآن، وهو ما ذكره الله تعالى في سورة يس عن أصحاب القرية الذين جاءهم المرسلون فكذبوهم، ثم جاءهم رجل منهم أمرهم ونهاهم فقتلوه، ثم بشره الله تعالى بدخول الجنة فقال:﴿قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون﴾. وتكلمنا على فوائد هذه الآيات، ووقفنا عند هذه الآية، عند قول الله تعالى:﴿ قال يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين﴾. في هذا المثل من الفوائد أن المؤمن الصادق تسقط عنده كل عداوة، ويزول من قلبه كل شر اتجاه الناس، مهما آذوه،ومهما أصابوا منه، فإنه ينظر إلى ما فاته من عظيم فضل الله ورحمته، فينظر إليهم بنظر الرحمة حيث يتأسف على عدم طاعتهم واستجابتهم. وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  حتى نهاه ربه عن أن يهلك نفسه بسبب عدم إيمان من آمن من قومه، ﴿لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين﴾+++ سورة الشعراء:3.---. فالنبي صلى الله عليه وسلم  ضرب أعظم مثال في هذا، فكان قومه قد أصابوا منه، وآذوه، وهموا بقتله، وأخرجوه من بلده، ومع ذلك كان يقول صلى الله عليه وسلم  :«اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»+++ أخرجه البخاري(3478)، ومسلم(1792).---. وقد قص ذلك صلى الله عليه وسلم  عن نبي من الأنبياء أن قومه أدموه، وضربوه، فكان يقول:«اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون». وكان النبي صلى الله عليه وسلم  على هذه الحال، يقول في إيذاء قومه، «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون». وهذا الرجل بعد أن قتله قومه، وانتقل من دار الدنيا إلى دار الآخرة، وعاين صدق ما أخبرت به الرسل، وصدق ما كان يؤمن به، فرأى الغيب شهادة، قال:﴿يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين﴾. وهذه الأمنية أقرب ما يقال فيها كما مضى أنها أمنية أن يطلعوا على جمال مآله، وحسن مصيره، وكمال نهايته، لأجل أن ينتهوا عما هم عليه من كفر ومعاندة لقومهم، ولرسلهم الذين أرسلهم الله تعالى ليبينوا لهم الحق ويدلوهم على الهدى. وفي هذا المثل من الفوائد أن عاقبة المتقين حميدة مهما كانت أوائل طريقهم صعبة شاقة، فالعبرة بالنهايات، أما المقدمات فقد يعتريها ما يعتريها من النقص والقصور إنما الفائز هو من يضحك أخيرا. وهذا هو شأن هذا الرجل فقد لقي من قومه ما لقي، وقتلوه لكنه فاز في نهاية المطاف بهذه النعمة التي لم يملك أن يقول إيذاء توصيف جمالها، وعظيم حسنها وكمال صورتها إلا أن قال:﴿يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين﴾. وفيه أن الصابرين على الحق القائمين به يفوزون بجائزتين: الجائزة الأولى: المغفرة من رب العالمين، وهي إزالة كل قصور والتجاوز عن كل عثرة، والصفح عن كل خطأ، فالمغفرة تتضمن التجاوز والستر. وأما الأمر الثاني الذي يفوز به الصابرون القائمون بالحق، الكرامة من رب العالمين، ﴿وجعلني من المكرمين﴾، وذلك بأن يبوأه الجنة التي جعلها دار كرامته لعباده وأوليائه المتقين. ثم من فوائد هذه القصة، وهذا المثل العظيم الذي ذكره الله العظيم في كتابه أن رب العالمين على قدرة تامة، وقوة كاملة، لا يبلغها وصف فيحيط بها، ولا يبلغها بيان فيبينها على ما هي عليه في الحقيقة، ذلك أن الله تعالى بعد أن أهلك قومه، أهلك هؤلاء الذين كذبوا الرسل، قال:﴿وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء﴾، أي ما كنا محتاجين في إهلاكهم وفي إصابتهم وفي الانتقام منهم أن ننزل عليهم جندا من السماء، بل الأمر أهون من ذلك، وأسهل. فهذا دليل على عظيم قدرة الله جل وعلا، لذلك قال:﴿وما كنا منزلين﴾، أي ولا يستحق الأمر في إهلاك هؤلاء أن ننزل جندا من السماء، فهذا دليل على عظيم قدرة الله عز وجل  الذي إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون. فما كان من الأمم المكذبة إلا أن عذبهم الله بألوان من العذاب، هذه الألوان وتلك الأنواع تناسب جرمهم، وهي من أيسر ما يكون. هؤلاء عذبهم الله تعالى بالصيحة، فأهلكهم، كما قال جل وعلا:﴿إن كانت إلا صيحة واحدة﴾. وانظر إلى عظيم قدرة الله عز وجل  الذي أهلك هؤلاء على عتوهم واستكبارهم وقدرتهم وتمكنهم بصيحة، وهي من أسهل ما يكون، وأرق ما يكون حيث لا حاجة فيها إلى جند ولا إلى قدرة خارقة، إنما هو صوت مدوي عظيم يطرق أسماعهم فتنخلع له قلوبهم، فلا إله إلا الله، القوي العزيز، ﴿إن كانت إلا صيحة واحدة﴾، هذه الصيحة ماذا كانت عاقبتها، أنهم خامدون. وفي ضعف بني آدم، وأنه مهما بلغوا في الاستكبار والقوة والمعاندة، إلا أن الله بهم محيط وعليهم قدير، فيجب أن يستحضر المؤمن قدرة الله عليه، وقهره له، فهو القاهر فوق عباده جل في علاه، لا يخرج أحد عن سلطانه. ولذلك لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم  أبا مسعود من أصحابه الكرام رضي الله عنهم  يضرب عبدا له بسبب قصور أو تقصير، قال:«اعلم أبا مسعود »، وكان قد رفع الصوت ليضرب العبد،« اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا»+++ أخرجه مسلم(1659).---. فلا إله إلا الله، عندما يستحضر المؤمن أن الله علي كبير، قوي عزيز، تقف نفسه عن أن يخالف أمره أو أن يتجاوز حدوده. وهكذا هذه الآية الكريمة بينت عظيم قدرة الله عز وجل  وشدة إهلاكه، وسرعة أخذه سبحانه وبحمده، وقد قص علينا في محكم كتابه أنواعا من العقوبات، وهذه العقوبات التي جرت للأمم هي على حسب جرمهم، وتناسب ما كانوا فيه، يقول الله جل وعلا:﴿فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون﴾+++ سورة العنكبوت:40.---. فتلك العقوبات هي حصاد أعمال الناس، حصاد أيدي العاملين،...هل جزاء الإحسان إلا الإحسان، وجزاء سيئة سيئة مثلها. فلما وقعوا في الإساءة كانت العقوبة على نحو ذلك. هذا بعض ما يسر الله تعالى من الفوائد، في هذا المثل، أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقني وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، وأن ينظمنا في سلك أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يفتح علينا في تدبره وفهمه، وأن ييسر لنا العمل به والقيام على حدوده، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. وإلى أن نلقاكم في حلقة قادمة – إن شاء الله تعالى- من برنامجكم "أمثال قرآنية"، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المشاهدات:2805
بسم الله الرحمن الرحيم
(( الحلقة الحادية والسبعون ))
الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، أحمده حق حمده، لا أحصي ثناء عليه كما أثنى على نفسه.
وأشهد أن لا إله إلا الله، لا إله إلا الله،وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه، ومن اتبع سنته، واقتفى أثره، بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد.
فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم أيها الإخوة والأخوات، في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم"أمثال قرآنية".
نحن في هذا البرنامج نتناول أمثال القرآن العظيم، نبين معانيها، ونقف مع بعض وأبرز فوائدها، فأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته، وأن ينظمنا في سلك عباده العلماء الذين قال فيهم جل في علاه:﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾ سورة العنكبوت:43..
كنا قد تحدثنا في لقاءات سابقة عن أطول مثل في القرآن، وهو ما ذكره الله تعالى في سورة يس عن أصحاب القرية الذين جاءهم المرسلون فكذبوهم، ثم جاءهم رجل منهم أمرهم ونهاهم فقتلوه، ثم بشره الله تعالى بدخول الجنة فقال:﴿قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ﴾.
وتكلمنا على فوائد هذه الآيات، ووقفنا عند هذه الآية، عند قول الله تعالى:﴿ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ﴾.
في هذا المثل من الفوائد أن المؤمن الصادق تسقط عنده كل عداوة، ويزول من قلبه كل شر اتجاه الناس، مهما آذوه،ومهما أصابوا منه، فإنه ينظر إلى ما فاته من عظيم فضل الله ورحمته، فينظر إليهم بنظر الرحمة حيث يتأسف على عدم طاعتهم واستجابتهم.
وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  حتى نهاه ربه عن أن يهلك نفسه بسبب عدم إيمان من آمن من قومه، ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ سورة الشعراء:3..
فالنبي صلى الله عليه وسلم  ضرب أعظم مثال في هذا، فكان قومه قد أصابوا منه، وآذوه، وهموا بقتله، وأخرجوه من بلده، ومع ذلك كان يقول صلى الله عليه وسلم  :«اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» أخرجه البخاري(3478)، ومسلم(1792)..
وقد قصَّ ذلك صلى الله عليه وسلم  عن نبي من الأنبياء أن قومه أدموه، وضربوه، فكان يقول:«اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون».
وكان النبي صلى الله عليه وسلم  على هذه الحال، يقول في إيذاء قومه، «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون».
وهذا الرجل بعد أن قتله قومه، وانتقل من دار الدنيا إلى دار الآخرة، وعاين صدق ما أخبرت به الرسل، وصدق ما كان يؤمن به، فرأى الغيب شهادة، قال:﴿يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ﴾.
وهذه الأمنية أقرب ما يقال فيها كما مضى أنها أمنية أن يطلعوا على جمال مآله، وحسن مصيره، وكمال نهايته، لأجل أن ينتهوا عما هم عليه من كفر ومعاندة لقومهم، ولرسلهم الذين أرسلهم الله تعالى ليبينوا لهم الحق ويدلوهم على الهدى.
وفي هذا المثل من الفوائد أن عاقبة المتقين حميدة مهما كانت أوائل طريقهم صعبة شاقة، فالعبرة بالنهايات، أما المقدمات فقد يعتريها ما يعتريها من النقص والقصور إنما الفائز هو من يضحك أخيراً.
وهذا هو شأن هذا الرجل فقد لقي من قومه ما لقي، وقتلوه لكنه فاز في نهاية المطاف بهذه النعمة التي لم يملك أن يقول إيذاء توصيف جمالها، وعظيم حسنها وكمال صورتها إلا أن قال:﴿يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ﴾.
وفيه أن الصابرين على الحق القائمين به يفوزون بجائزتين:
الجائزة الأولى: المغفرة من رب العالمين، وهي إزالة كل قصور والتجاوز عن كل عثرة، والصفح عن كل خطأ، فالمغفرة تتضمن التجاوز والستر.
وأما الأمر الثاني الذي يفوز به الصابرون القائمون بالحق، الكرامة من رب العالمين، ﴿وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ﴾، وذلك بأن يبوأه الجنة التي جعلها دار كرامته لعباده وأوليائه المتقين.
ثم من فوائد هذه القصة، وهذا المثل العظيم الذي ذكره الله العظيم في كتابه أن رب العالمين على قدرة تامة، وقوة كاملة، لا يبلغها وصف فيحيط بها، ولا يبلغها بيان فيبينها على ما هي عليه في الحقيقة، ذلك أن الله تعالى بعد أن أهلك قومه، أهلك هؤلاء الذين كذبوا الرسل، قال:﴿وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ﴾، أي ما كنا محتاجين في إهلاكهم وفي إصابتهم وفي الانتقام منهم أن ننزل عليهم جندا من السماء، بل الأمر أهون من ذلك، وأسهل.
فهذا دليل على عظيم قدرة الله جل وعلا، لذلك قال:﴿وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ﴾، أي ولا يستحق الأمر في إهلاك هؤلاء أن ننزل جندا من السماء، فهذا دليل على عظيم قدرة الله عز وجل  الذي إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون.
فما كان من الأمم المكذبة إلا أن عذبهم الله بألوان من العذاب، هذه الألوان وتلك الأنواع تناسب جرمهم، وهي من أيسر ما يكون.
هؤلاء عذبهم الله تعالى بالصيحة، فأهلكهم، كما قال جل وعلا:﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾.
وانظر إلى عظيم قدرة الله عز وجل  الذي أهلك هؤلاء على عتوهم واستكبارهم وقدرتهم وتمكنهم بصيحة، وهي من أسهل ما يكون، وأرق ما يكون حيث لا حاجة فيها إلى جند ولا إلى قدرة خارقة، إنما هو صوت مدوي عظيم يطرق أسماعهم فتنخلع له قلوبهم، فلا إله إلا الله، القوي العزيز، ﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾، هذه الصيحة ماذا كانت عاقبتها، أنهم خامدون.
وفي ضعف بني آدم، وأنه مهما بلغوا في الاستكبار والقوة والمعاندة، إلا أن الله بهم محيط وعليهم قدير، فيجب أن يستحضر المؤمن قدرة الله عليه، وقهره له، فهو القاهر فوق عباده جل في علاه، لا يخرج أحد عن سلطانه.
ولذلك لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم  أبا مسعود من أصحابه الكرام رضي الله عنهم  يضرب عبدا له بسبب قصور أو تقصير، قال:«اعلم أبا مسعود »، وكان قد رفع الصوت ليضرب العبد،« اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا» أخرجه مسلم(1659)..
فلا إله إلا الله، عندما يستحضر المؤمن أن الله عليُّ كبير، قوي عزيز، تقف نفسه عن أن يخالف أمره أو أن يتجاوز حدوده.
وهكذا هذه الآية الكريمة بيَّنت عظيم قدرة الله عز وجل  وشدة إهلاكه، وسرعة أخذه سبحانه وبحمده، وقد قصَّ علينا في محكم كتابه أنواعاً من العقوبات، وهذه العقوبات التي جرت للأمم هي على حسب جرمهم، وتناسب ما كانوا فيه، يقول الله جل وعلا:﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ سورة العنكبوت:40..
فتلك العقوبات هي حصاد أعمال الناس، حصاد أيدي العاملين،...هل جزاء الإحسان إلا الإحسان، وجزاء سيئة سيئة مثلها.
فلما وقعوا في الإساءة كانت العقوبة على نحو ذلك.
هذا بعض ما يسر الله تعالى من الفوائد، في هذا المثل، أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقني وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، وأن ينظمنا في سلك أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يفتح علينا في تدبره وفهمه، وأن ييسر لنا العمل به والقيام على حدوده، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وإلى أن نلقاكم في حلقة قادمة – إن شاء الله تعالى- من برنامجكم "أمثال قرآنية"، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاكثر مشاهدة

1. خطبة : فابتغوا عند الله الرزق ( عدد المشاهدات19194 )
4. خطبة: يسألونك عن الخمر ( عدد المشاهدات12366 )
8. خطبة : عجبا لأمر المؤمن ( عدد المشاهدات9957 )
12. الاجتهاد في الطاعة ( عدد المشاهدات8466 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف