×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

صوتيات المصلح / محاضرات / يمنون عليك أن أسلموا

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis
يمنون عليك أن أسلموا
00:00:01
413.91

وقفة مع قولالله تعالى{يمنون عليك أن أسلموا { يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتمصادقين}+++سورة الحجرات، الآية:18   --- الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد:  فأسأل الله تعالى، أن يعفو عني وعنكم، وأن يرزقنا وإياكم البصيرة في الدين، وأن يعيننا على ما فيه الخير لأنفسنا، والخير للبشرية كآفة. أيها الأحباب" الكلمة التي سألقيها، لن تتجاوز العشرة دقائق إن شاء الله تعالى، هذا الذي آمله".  وهي في الحقيقة تذكير لي ولكم، بما ذكر الله تعالى به المؤمنين.  في هذه السورة العظيمة [سورة الحجرات]  يقول الله تعالى مخبرا عن قوم، أتوا النبي (صل الله عليه وسلم). فقالوا له: يا محمد؛ نصرناك حين عداك الناس، ولم نقاتلك حين  قاتلك الناس، وأسلمنا وآمنا حين كفر الناس. فأنزل الله تعالى الآية في سورة الحجرات { يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان} هذه الآية الكريمة، كانت جواب لنازلة، هذه النازلة والحادثة، ليس خاصة بأولئك، الذين جاءوا وقالوا؛ هذا الكلام للنبي (صل الله عليه وسلم)، هو معالجة لشعور، يملء صدور كثير من الناس، ممن يوفقهم الله تعالى للطاعة، كثير ممن يوفق للطاعة، يشعربنوع من الفرح، والفرح بالطاعة عبادة لأن من سرته حسنته، وساءته سيئته، فهو المؤمن.  لكن هذا الفرح قديزيد، إلى حد ينسى الإنسان، فضل الله عليه بالطاعة، فيظن أن التوفيق للطاعة، والعمل بالصالح، إنما هو كسب يده، إنما هو جهده، إنما هو من نفسه، فينسى فضل الله عليه، الذي اصطفاه، واختاره، وجعله من عباده المتقين، وجعله من أوليائه المؤمنين، الله تعالى يقول: { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}+++سورة فاطر، الآية:32---. فالله تعالى اصطفى من عباده، من أورثهم الكتاب، وكل مسلم فقد أورثه الله تعالى الكتاب، لأن الله تعالى، قسم الذين أورثهم الكتاب، إلى ثلاثة أقسام: 1- فمنهم ظالم لنفسه. 2- ومنهم مقتصد. 3- ومنهم سابق بالخيرات. فالله تعالى يصطفي للهداية، من يشاء من عباده، ويمن عليه بشرح صدره للاستقامة، فينبغي للمؤمن المشتغل بالطاعة، أن يكون بين عينيه، فضل الله عليه، حتى لا يغفل عن هذا الحقيقة، التي إذا غفل عنه؛ انطمست بصيرته، وعمي قلبه، {قال إنما أوتيته على علم عندي}+++سورة القصص الآية :87--- ، وأعجب بعمله، عندما يعجب الإنسان بالعمل يحبط. و من أعظم ما يحبط العمل، وأسرع ما يهدم البناء الإعجاب بالنفس، الإعجاب بالعمل، الإدلال بعملك على الله، أن تمن بعملك على الله تعالى.  الله هو الذي تفضل عليك لذلك يقول تعالى: { بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان}+++سورة الحجرات، الآية:17---. لم يذكر الله تعالى في سياق النعم؛ التي أنعمها على عباده المن (وما بكم من نعمة فمن الله) +++سورة النحل الآية : 53---نعمة السمع، البصر، الصحة، العافية، المال، الولد، الوظيفة، الأزواج، الأهل، العشيرة، الأمن، سائر ما أنعم الله تعالى به علينا، لم يذكر المن على عباده في شيء، من تلك النعم.  إلا نعمة الهداية هي الوحيدة؛ التي جاء فيها بصيغة المن، لأنها النعمة العظيمة، التي لا يقوم لها شكر العبد مهما فعل ؛فالعبد مهما فعل شكرا لله تعالى، على نعمة الهداية لن يكافئ الله حقه.   ولذلك إذا وجدت من نفسك، إقبالا على الطاعة، فبادر إلى شكر الله (عز وجل)، فإن كثيرين من خلق الله، يتمنون الذي أنت فيه، وذاك فضل الله، فان الله هو الذي يلقي في قلب العبد النور، الذي يحمله على الاستقامة والطاعة يقول الله تعالى: { أو من كان ميتا فأحييناه}+++سورة الأنعام، الآية:122--- هو الذي أحيا قلوبنا، فجعلنانأتي إلى صلاة المغرب. كم هم الذين في الشوارع، والأسواق، وفي بيوتهم، واستراحاتهم، وفي أماكن عملهم، لم يفكروا أن يأتوا إلى المساجد، أضعاف مضاعفة.  فلماذا جئت أنت؟ إنه فضل الله عليك، { أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات}+++سورة الأنعام، الآية:122---لا والله لا يستويان ليس هذا كذاك، فينبغي للمؤمن أن يستحضر نعمة الله تعالى عليه بالهداية يقول الله تعالى: { حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون (7) فضلا من الله ونعمة (8) }+++سورة الحجرات، الآية: 7و8   ---. هذه الهداية للطاعة، الهداية للعمل بالصالحات، الهداية لكراهية المعصية، هي فضل من الله، هي نعمة من الله، تستوجب الشكر، نحن الآن حينما ينعم الله علينا؛ بولد مثلا، لمن لم يعطيه ولد، ينعم الله عليه بمال، نجد سرور، نقول الحمد لله، الله رزقنا كذا. فأعظم من كل رزق رزق  الهداية، ولكم هذا المثل، في سيرة النبي (صل الله عليه وسلم) لما فرغ النبي، (صل الله عليه وسلم) من غزوة حنين، قسم الفيء، الذي أفاء الله تعالى به عليه، على جماعة من العرب؛ ممن أسلم، لاسيما من كان حديث عهد بكفر، تأليفا لهم فرق بينهم الفيء، ولم يعط الأنصار شيئا، فوجد بعض الأنصار في نفوسهم شيئا، من أن النبي (صل الله عليه وسلم)، أعطى غالب العرب، ولم يعطيهم شيئا، فبلغ ذلك النبي (صل الله عليه وسلم)، فجمعهم فقال لهم، (صل الله عليه وسلم) مذكرا بالنعمة ،قال: ألم تكونوا غلالا فهداكم الله بي. فأرخوا رؤوسهم، وهم  في مثل هذا المجلس يبكون، ولا يجدون إلا أن يجيبوا بقولهم :الله ورسوله أمل.أى نعمة الله علينا، بالهداية ونعمة النبي (صل الله عليه وسلم)، وفضله علينا بما خصنا به، من الدلالة و الهداية، والبقاء في مدينتنا، أعظم من كل ماأعطيه الناس، ألم تكونوا فقراء عالة، فأغناكم الله بي، فما يقولون:إلا أن الله ورسوله أمل.  ألم تكونوا متفرقين فجمعكم الله بي، فلا يجيبوا الإ بقولهم: الله ورسوله أمل. فكان كلما ذكر شيئا، قالوا الله ورسوله أمل، ثم قال النبي (صل الله عليه وسلم) ذاكرا فضلهم ومكانتهم، لو شئتم لقلتم كذا وكذا، أي لو شئتم أن تجيبواعلى هذا الكلام، بأن تقولوا أنت جئتنا مهاجرا، طريدا فآويناك ، ضعيفا فقويناك، محاربا فنصرناك.  لكنهم لم يقولوا ذلك ،كانوا يعرفون أن نعمة الله عليهم؛ بتلك الأعمال هي من فضل الله عليهم، وليس منهم شيء، ألم يكونوا يقولون في وقت حفر الخندق، والله لولا الله ما اهتدينا، والله لولا الله لولا توفيقه، و تسديده وإعانته ما اهتدينا، ولا تصدقنا ولا صلينا. كل عمل صالح تقوم به، هو من فضل الله عليك، هو الذي يسره لك، هو الذي أعانك عليه، هو الذي دلك عليه، هو الذي يتفضل بقبوله منك، إذا فضل الله لاحق، ومقابل العمل الصالح، وسابق له. سابق هو الذي دلك عليه، مقارب هو الذي أعانك؛ على سلوك الطريق المستقيم، لاحق هو الذي يتقبله منك، إنما يتقبل الله من المتقين، فنعمة الله عليك في كل عمل صالح. تخيل هذا الأمور الثلاثة:  من الذي دلك على هذا العمل (الله).  من الذي يسره وأعانك على القيام به (الله).  من الذي يتفضل عليك بقبوله، ويأجرك عليه ويشرح صدرك به (الله).  إذا الله ورسوله أمل كماقال الصحابة (رضوان الله عليهم) الذين فقهوا عظيم منة  الله عليهم، من النبي (صل الله عليه وسلم) ثم قال لهم كلمة سمحت خواطرهم. فقال: ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة،  والغنم والبعير، وترجعون برسول الله (صل الله عليه وسلم) إلى بيوتكم، لا شك أنه لا تقارن نعمة الله بالهداية، بنعمة الأموال مهما كانت طائلة. فأعظم منه أن كان النبي (صل الله عليه وسلم) بين أظهرهم . ثم قال (صلى الله عليه وسلم): لو سلك الناس شعبا، وسلك الأنصار شعبا، لسلكت شعب الأنصار، الأنصار شيع، والناس بيسار. وهذا بيان لفضلهم ومكانتهم؛ فالمقصود من هذا أنه مهما عظمت النعمة عليك، مهما رأيت لنفسك الفضل في الطاعة، فى الإحسان، تذكر أن ذاك فضل الله، من به عليك وأن أعظم ما ينعم الله تعالى به عليك، أن يشرح صدرك للهداية، لماذا؟ لأنها نعمة تكون في الداريين، تكون في الحال، تكون في المآل والمستقبل، بخلاف سائر النعم  لأنه لو جاءك ولد، لو جاءك مال، لو جائتك وظيفة، هي نعمة محدودة في زمان، يعتريها ما يعتري سائر النعم المقصورة في زمان لا تتعدى هذا الزمان، وهو الحياة الدنيا، لكن نعمة الهداية، نعمة تكون في الدنيا، بالطمأنينة، والسعادة، والانشراح، وتكون في الآخرة، بالعطاء الجزيل والأجر الكبير،{وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون}+++سورة الزخرف، الآية: 72  ---. أسأل الله العظيم، رب العرش الكريم، أن يمن علي، وإياكم بطاعته (أمين)، وأن يسلك بنا سبيل الرشاد، وأن يشرح صدورنا للبر والتقوى، وأن يجعلنا من أوليائه وحزبه، وأن يوفقنا وإياكم، للعمل الصالح ظاهرا وباطنا، وأن يصلح فساد قلوبنا، وأن يقيمنا على الحق، وأن يعيننا على الثبات، وأن يجعل خير أعمالنا  خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاه، وصل الله وسلم عل نبينا محمد.

المشاهدات:3971

وقفة مع قولالله تعالى{يمنون عليك أن أسلمواْ

{ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلْ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْصَادِقِينَ}سورة الحجرات، الآية:18  

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

 فأسأل الله تعالى، أن يعفو عني وعنكم، وأن يرزقنا وإياكم البصيرة في الدين، وأن يعيننا على ما فيه الخير لأنفسنا، والخير للبشرية كآفة.

أيها الأحباب" الكلمة التي سألقيها، لن تتجاوز العشرة دقائق إن شاء الله تعالى، هذا الذي آمله".

 وهي في الحقيقة تذكير لي ولكم، بما ذكّر الله تعالى به المؤمنين.

 في هذه السورة العظيمة [سورة الحجرات]

 يقول الله تعالى مخبراً عن قومٍ، أتوا النبي (صل الله عليه وسلم).

فقالواْ له: يا محمد؛ نصرناك حين عداك الناس، ولم نقاتلك حين  قاتلك الناس، وأسلمنا وآمنا حين كفر الناس.

فأنزل الله تعالى الآية في سورة الحجرات { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلْ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ}

هذه الآية الكريمة، كانت جواب لنازلة، هذه النازلة والحادثة، ليس خاصة بأولئك، الذين جاءوا وقالوا؛ هذا الكلام للنبي (صل الله عليه وسلم)، هو معالجة لشعور، يملء صدور كثير من الناس، ممن يوفقهم الله تعالى للطاعة، كثير ممن يوفق للطاعة، يشعربنوعٍ من الفرح، والفرح بالطاعة عبادة لأن من سرته حسنته، وساءته سيئته، فهو المؤمن.

 لكن هذا الفرح قديزيد، إلى حدٍ يُنسى الإنسان، فضل الله عليه بالطاعة، فيظن أن التوفيق للطاعة، والعمل بالصالح، إنما هو كسب يده، إنما هو جهده، إنما هو من نفسه، فينسى فضل الله عليه، الذي اصطفاه، واختاره، وجعله من عباده المتقين، وجعله من أوليائه المؤمنين، الله تعالى يقول: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}سورة فاطر، الآية:32.

فالله تعالى اصطفى من عباده، من أورثهم الكتاب، وكل مسلمٍ فقد أورثه الله تعالى الكتاب، لأن الله تعالى، قسم الذين أورثهم الكتاب، إلى ثلاثة أقسام:

1- فمنهم ظالم لنفسه.

2- ومنهم مقتصد.

3- ومنهم سابق بالخيرات.

فالله تعالى يصطفي للهداية، من يشاء من عباده، ويمن عليه بشرح صدره للاستقامة، فينبغي للمؤمن المشتغل بالطاعة، أن يكون بين عينيه، فضل الله عليه، حتى لا يغفل عن هذا الحقيقة، التي إذا غفل عنه؛ انطمست بصيرته، وعمي قلبه، {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي}سورة القصص الآية :87 ، وأُعجِب بعمله، عندما يعجب الإنسان بالعمل يحبط.

و من أعظم ما يحبط العمل، وأسرع ما يهدم البناء الإعجاب بالنفس، الإعجاب بالعمل، الإدلال بعملك على الله، أن تمن بعملك على الله تعالى.

 الله هو الذي تفضل عليك لذلك يقول تعالى: { بَلْ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ}سورة الحجرات، الآية:17.

لم يذكر الله تعالى في سياق النعم؛ التي أنعمها على عباده المن (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ) سورة النحل الآية : 53نعمة السمع، البصر، الصحة، العافية، المال، الولد، الوظيفة، الأزواج، الأهل، العشيرة، الأمن، سائر ما أنعم الله تعالى به علينا، لم يذكر المن على عباده في شيء، من تلك النعم.

 إلا نعمة الهداية هي الوحيدة؛ التي جاء فيها بصيغة المن، لأنها النعمة العظيمة، التي لا يقوم لها شكر العبد مهما فعل ؛فالعبد مهما فعل شكراً لله تعالى، على نعمة الهداية لن يكافئ الله حقه.

 

ولذلك إذا وجدت من نفسك، إقبالاً على الطاعة، فبادر إلى شكر الله (عزَّ وجلَّ)، فإن كثيرين من خلق الله، يتمنون الذي أنت فيه، وذاك فضل الله، فان الله هو الذي يلقي في قلب العبد النور، الذي يحمله على الاستقامة والطاعة

يقول الله تعالى: { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ}سورة الأنعام، الآية:122

هو الذي أحيا قلوبنا، فجعلنانأتي إلى صلاة المغرب. كم هم الذين في الشوارع، والأسواق، وفي بيوتهم، واستراحاتهم، وفي أماكن عملهم، لم يفكروا أن يأتوا إلى المساجد، أضعاف مضاعفة.

 فلماذا جئت أنت؟ إنه فضل الله عليك، { أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ}سورة الأنعام، الآية:122لا والله لا يستويان ليس هذا كذاك، فينبغي للمؤمن أن يستحضر نعمة الله تعالى عليه بالهداية

يقول الله تعالى: { حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمْ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمْ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَنِعْمَةً (8) }سورة الحجرات، الآية: 7و8   .

هذه الهداية للطاعة، الهداية للعمل بالصالحات، الهداية لكراهية المعصية، هي فضل من الله، هي نعمة من الله، تستوجب الشكر، نحن الآن حينما ينعم الله علينا؛ بولد مثلاً، لمن لم يعطيه ولد، ينعم الله عليه بمال، نجد سرور، نقول الحمد لله، الله رزقنا كذا. فأعظم من كل رزق رزق  الهداية، ولكم هذا المثل، في سيرة النبي (صل الله عليه وسلم) لما فرغ النبي، (صل الله عليه وسلم) من غزوة حنين، قسم الفيء، الذي أفاء الله تعالى به عليه، على جماعة من العرب؛ ممن أسلم، لاسيما من كان حديث عهدٍ بكفر، تأليفاً لهم فرق بينهم الفيء، ولم يعط الأنصار شيئاً، فوجد بعض الأنصار في نفوسهم شيئاً، من أن النبي (صل الله عليه وسلم)، أعطى غالب العرب، ولم يعطيهم شيئاً، فبلغ ذلك النبي (صل الله عليه وسلم)، فجمعهم فقال لهم، (صل الله عليه وسلم) مذكراً بالنعمة ،قال: ألم تكونوا غلّالاً فهداكم الله بي. فأرخوا رؤوسهم، وهم  في مثل هذا المجلس يبكون، ولا يجدون إلا أن يجيبواْ بقولهم :الله ورسوله أمل.أى نعمة الله علينا، بالهداية ونعمة النبي (صل الله عليه وسلم)، وفضله علينا بما خصنا به، من الدلالة و الهداية، والبقاء في مدينتنا، أعظم من كل ماأعطيه الناس، ألم تكونوا فقراء عالة، فأغناكم الله بي، فما يقولون:إلا أن الله ورسوله أمل.

 ألم تكونوا متفرقين فجمعكم الله بي، فلا يجيبواْ الإ بقولهم: الله ورسوله أمل. فكان كلما ذكر شيئاً، قالوا الله ورسوله أمل، ثم قال النبي (صل الله عليه وسلم) ذاكراً فضلهم ومكانتهم، لو شئتم لقلتم كذا وكذا، أي لو شئتم أن تجيبواْعلى هذا الكلام، بأن تقولوا أنت جئتنا مهاجراً، طريداً فآويناك ، ضعيفاً فقويناك، محارباً فنصرناك.

 لكنهم لم يقولوا ذلك ،كانوا يعرفون أن نعمة الله عليهم؛ بتلك الأعمال هي من فضل الله عليهم، وليس منهم شيء، ألم يكونوا يقولون في وقت حفر الخندق، والله لولا الله ما اهتدينا، والله لولا الله لولا توفيقه، و

تسديده وإعانته ما اهتدينا، ولا تصدقنا ولا صلينا. كل عملٍ صالحٍ تقوم به، هو من فضل الله عليك، هو الذي يسره لك، هو الذي أعانك عليه، هو الذي دلك عليه، هو الذي يتفضل بقبوله منك، إذاً فضل الله لاحق، ومقابل العمل الصالح، وسابق له. سابق هو الذي دلك عليه، مقارب هو الذي أعانك؛ على سلوك الطريق المستقيم، لاحق هو الذي يتقبله منك، إنما يتقبل الله من المتقين، فنعمة الله عليك في كل عمل صالح.

تخيل هذا الأمور الثلاثة:

 من الذي دلك على هذا العمل (الله).

 من الذي يسره وأعانك على القيام به (الله).

 من الذي يتفضل عليك بقبوله، ويأجرك عليه ويشرح صدرك به (الله).

 إذاً الله ورسوله أمل كماقال الصحابة (رضوان الله عليهم) الذين فقهوا عظيم منة  الله عليهم، من النبي (صل الله عليه وسلم) ثم قال لهم كلمة سمحت خواطرهم.

فقال: ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة،  والغنم والبعير، وترجعون برسول الله (صل الله عليه وسلم) إلى بيوتكم، لا شك أنه لا تقارن نعمة الله بالهداية، بنعمة الأموال مهما كانت طائلة.

فأعظم منه أن كان النبي (صل الله عليه وسلم) بين أظهرهم .

ثم قال (صلى الله عليه وسلم): لو سلك الناس شعباً، وسلك الأنصار شعباً، لسلكت شعب الأنصار، الأنصار شيع، والناس بيسار.

وهذا بيان لفضلهم ومكانتهم؛ فالمقصود من هذا أنه مهما عظمت النعمة عليك، مهما رأيت لنفسك الفضل في الطاعة، فى الإحسان، تذكر أن ذاك فضل الله، منّ به عليك وأن أعظم ما ينعم الله تعالى به عليك، أن يشرح صدرك للهداية، لماذا؟ لأنها نعمة تكون في الداريين، تكون في الحال، تكون في المآل والمستقبل، بخلاف سائر النعم  لأنه لو جاءك ولد، لو جاءك مال، لو جائتك وظيفة، هي نعمة محدودة في زمان، يعتريها ما يعتري سائر النعم المقصورة في زمان لا تتعدى هذا الزمان، وهو الحياة الدنيا، لكن نعمة الهداية، نعمة تكون في الدنيا، بالطمأنينة، والسعادة، والانشراح، وتكون في الآخرة، بالعطاء الجزيل والأجر الكبير،{وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}سورة الزخرف، الآية: 72  .

أسأل الله العظيم، رب العرش الكريم، أن يمن عليَّ، وإياكم بطاعته (أمين)، وأن يسلك بنا سبيل الرشاد، وأن يشرح صدورنا للبر والتقوى، وأن يجعلنا من أوليائه وحزبه، وأن يوفقنا وإياكم، للعمل الصالح ظاهراً وباطناً، وأن يصلح فساد قلوبنا، وأن يقيمنا على الحق، وأن يعيننا على الثبات، وأن يجعل خير أعمالنا  خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاه، وصل الله وسلم عل نبينا محمد.

المادة السابقة
المادة التالية

الاكثر مشاهدة

1. خطبة : فابتغوا عند الله الرزق ( عدد المشاهدات18648 )
4. خطبة: يسألونك عن الخمر ( عدد المشاهدات11971 )
8. خطبة : عجبا لأمر المؤمن ( عدد المشاهدات9152 )
12. الاجتهاد في الطاعة ( عدد المشاهدات8020 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف