كيف يوافق النبي اليهود في صيام عاشوراء
السائلة: في شبهة يثيرها الرافضة عندما يرون أهل السنة يصومون عاشوراء، ينكرون على أهل السنة صيام عاشوراء، فلما يرد عليهم بالأحاديث النبوية وخاصة حديث النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى اليهود تصوم عاشوراء وصامه النبي صلى الله عليه وسلم يقولون بأن الرسول يأخذ دينه من اليهود فكيف يرد على هذه الشبه؟
المذيع: ذكرت أختنا أيضاً أنه هناك من يطرح شبهه أو إشكال فيما يتعلق بصوم عاشوراء يقول: كيف النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ أمور الدين من اليهود؟
الشيخ: النبي صلى الله عليه وسلم جاء مصدقاً للرسل من قبله ويفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم، وما كان من نصر رسل الله المتقدمين فهو نصر لأهل الإسلام لذلك قال الله جلّ وعلا في محكم كتابه (الّـم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لله الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ الله يَنصُرُ) سورة الروم، الاية 1،2،3،4،5، نصر الله، نصر الله الروم على فارس، الروم كانوا من أهل الكتاب وفارس كانوا مشركين وثنيين، فكان نصر أهل الكتاب على الوثنين المشركين مما يفرح به المؤمنون، وبالتالي هذه الأمة أمة واحدة، فنصر أهل الإيمان عبر العصور كلها هو نصر لأهل الإسلام، وفرحهم بنجاة أنبيائهم هو فرح لأهل الإسلام، ولهذا لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم اليهود عن هذا، قالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه وأهلك عدوه فصامه موسى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أنا أولى بموسى أنا أحق بموسى" (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) سورة الأحزاب، الآية 6، هنا يشمل كل المؤمنين سواء كانوا من هذه الأمة أو من غيرهم من الأمم، فينبغي أن يعرف أنه ليس أخذاً للدين، لكن هذا تصديق للدين الذي قال الله جلّ وعلا (إنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) سورة الأنبياء، الاية 92.