عندنا في المنطقة بعد الصلاة على الجنازة وفي أثناء الدفن يقرؤون القرآن (يس) في المقبرة، فهل يجوز القراءة، أي: قراءة القرآن في المقبرة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.
وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.
ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر
على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004
من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا
بارك الله فيكم
إدارة موقع أ.د خالد المصلح
خزانة الأسئلة / الجنائز / قراءة سورة (يس) في المقبرة
عندنا في المنطقة بعد الصلاة على الجنازة وفي أثناء الدفن يقرؤون القرآن (يس) في المقبرة، فهل يجوز القراءة، أي: قراءة القرآن في المقبرة؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة سورة يس جاء الأمر به في أحاديث متعددة أشهرها ما رواه أبو داود وغيره من حديث معقل ابن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اقرؤوا يس على موتاكم»، وفي رواية: «اقرؤوها عند موتاكم يعني يس». وهذا الحديث ذهب جمهور العلماء إلى تضعيفه؛ فقال الدارقطني: هذا حديث ضعيف الإسناد مجهول المتن ولا يصح في الباب شيء، وقد اختلف العلماء في معنى قوله: «اقرؤوا يس على موتاكم» فمنهم من قال: إن المقصود بالحديث قراءتها حال الاحتضار، ومنهم من قال: إنها تقرأ بعد الموت. والمعنى الأول هو الأقرب إلى الصواب. قال ابن حبان في بيان معنى الحديث: أراد به مَن حضرته المنية لا أن الميت يُقرَأ عليه، وهو نظير قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة: «لقِّنوا موتاكم لا إله الا الله». فإن أمره بالتلقين المراد به نفع الميت بتذكيره لا اله الله لتكون هذه الكلمة آخر كلامه من الدنيا، فيحصُل له فضل كون آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان آخرَ كلامه لا اله إلا الله وجبت له الجنة» كما في حديث معاذ عند أحمد وغيره؛ ولذلك استحب جمهور العلماء قراءة سورة يس عند المحتضر، وذهب بعضهم إلى استحباب قراءة هذه السورة على القبر، لحديث ضعيف رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من دخل المقابر فقرأ سورة يس خَفَّف الله عنهم، وكان له بعدد من دُفِن فيها حسنات» فلعل ما تذكره من فعل بعض الناس عندكم مُستنِد إلى هذا؛ على أن الإمام مالكاً قد كره قراءة يس عند المحتضر وعلى القبور؛ لأنه ليس من عمل السلف، كما هو معروف في كتب المالكية.
فالذي يترجح لي هو ما ذهب إليه الإمام مالك رحمه الله؛ لأنه لم يصِحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء من ذلك، ولم يعمل به أحد من الصحابة رضي الله عنهم.
أخوكم/
خالد المصلح
09/10/1424هـ