هل الْحَلِف بغير الله ينافي توحيد الربوبية أو الألوهية، وكذلك الحكم بغير ما أنزل الله، وهل كل ما ينافي الألوهية هو من الشرك الأكبر مطلقًا، وما ينافي الربوبية هو من الشرك الأصغر إلا إذا اعتقد أو استحل صار من الشرك الأكبر؟
خزانة الأسئلة / عقيدة / الحلف بغير الله ينافي توحيد الألوهية
هل الْحَلِف بغير الله ينافي توحيد الربوبية أو الألوهية، وكذلك الحكم بغير ما أنزل الله، وهل كل ما ينافي الألوهية هو من الشرك الأكبر مطلقًا، وما ينافي الربوبية هو من الشرك الأصغر إلا إذا اعتقد أو استحل صار من الشرك الأكبر؟
الجواب
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
الحلف بغير الله من الشرك المتعلق بالألوهية؛ لأن فيه تعظيم غير الله تعالى بالإقسام به، وإفرادُ الله بالتعظيم من حقوق توحيد الألوهية، فإن كان الحالف بغير الله قد عظَّمَه مثل تعظيم الله تعالى فهذا شرك أكبر مُخْرِج عن الملة باتفاق علماء الإسلام، أما إن كان لم يُعَظِّمْه مثل تعظيم الله تعالى فهو من الشرك الأصغر، يدل لذلك ما رواه أحمد (5352) والترمذي (1535) وأبو داود (3251) من حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ»، وفي رواية أحمد وأبي داود: «فَقَدْ أَشْرَكَ».
أما الحكم بغير ما أنزل الله فمنه ما هو إخلال بالربوبية، ومنه ما هو إخلال بالألوهية، فما يتعلق بالتشريع وسَنِّ الأحكام المخالِفة لحكم الله فهذا شرك في الربوبية، قال تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31] .
أما ما يتعلق بطاعتهم في تلك التشريعات والأحكام المخالفة لحكم الله فذلك شرك في الألوهية، قال الله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} (الشورى: 21) .
أما ما يُخِلُّ بالربوبية والألوهية فإنه من حيث حكمه على درجات؛ منه ما يكون شركًا أكبر؛ كاعتقاد خالق غير الله، أو صرف العبادة لغير الله، ومنه ما يكون شركًا أصغر، وهو ما كان وسيلة إلى ذلك، والله الموفق.
أخوكم/
خالد بن عبد الله المصلح
15/02/1425هـ