هل يجوز للمسلم أن يقول: المدد يا رسول الله، أو: المدد يا شيخ فلان؟ وإذا كان يصح ما هو الدليل؟ ثم هل ورد عن السلف الصالح مَن فَعَلَ ذلك؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.
وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.
ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر
على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004
من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا
بارك الله فيكم
إدارة موقع أ.د خالد المصلح
خزانة الأسئلة / عقيدة / حكم قول : المدد يا رسول الله
هل يجوز للمسلم أن يقول: المدد يا رسول الله، أو: المدد يا شيخ فلان؟ وإذا كان يصح ما هو الدليل؟ ثم هل ورد عن السلف الصالح مَن فَعَلَ ذلك؟
الجواب
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
أجمع المسلمون على أن دعاء غير الله تعالى وسؤاله مما لا يقدر عليه إلا الله كفر بالله تعالى، قال الله تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً﴾ (الجـن: 18) ، وقال جلَّ وعلا: ﴿وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ (يونس: 106) وقال تعالى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ﴾ (الأحقاف: 5) .
ولا ريب أن مَن دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره من الخلق فقد اتخذ من دون الله أندادًا يدعوهم، وقد عاب الله تعالى على هؤلاء وحكم بكفرهم فقال تعالى: ﴿لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ﴾ (الرعد: 14) .
وقد وصف دعاء غيره بأنه باطل فقال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ (الحج: 62) هذا يشمل دعاء غير الله، سواء دعا الرسول أو دعا غيره.
والذي يقول: يا رسول الله المدد، أو: يا بدوي المدد، يسأل من المخلوق الزيادة في القوة، والإعانة على وجه الإطلاق لا تُسْأَل إلا مِن الله تعالى كما قال جل ذكره: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ (الفاتحة: 5) ، وأما المخلوق فإنه يُسْأَل ما يقدر عليه إذا كان حاضرًا، أما الموتى أو الغائبون فلا يجوز طلب العون منهم.
وأما سؤالك عن السلف وهل فعل ذلك أحدهم فليس ذلك معروفًا عن أحد منهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله في مجموع الفتاوى (1/347) : "لم يُنْقَل دعاء أحد من الموتى أو من الغائبين لا الأنبياء ولا غيرهم عن أحد من السلف وأئمة العلم، وإنما ذكره بعض المتأخرين ممن ليس من أئمة العلم المجتهدين". والله أعلم.
أخوكم/
خالد بن عبد الله المصلح
16/02/1425هـ