ما حكم الحديث الذي رواه النسائي والذي فيه أن أناسًا كانوا يرجعون للصفوف في آخر المسجد لينظروا لامرأة حسناء كانت تصلي، فأنزل الله: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ} [الحجر: 24] . الآية.
خزانة الأسئلة / حديث / الكلام حول سبب نزول قوله تعالى: {ولقد علمنا المستقدمين} الآية.
ما حكم الحديث الذي رواه النسائي والذي فيه أن أناسًا كانوا يرجعون للصفوف في آخر المسجد لينظروا لامرأة حسناء كانت تصلي، فأنزل الله: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ} [الحجر: 24] . الآية.
الجواب
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
هذا الحديث رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه، كلهم من طريق نوح بن قيس عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس، قال: كانت امرأة تصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم حسناء من أحسن الناس، قال: فكان بعض القوم يتقدم في الصف لئلا يراها، ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر، فإذا ركع نظر تحت إبطه، فأنزل الله عز وجل: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ﴾ (الحجر: 24) قال الترمذي: وروى جعفر بن سليمان هذا الحديث عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء، ولم يذكر فيه ابن عباس، وهذا أشبه أن يكون أصحّ من حديث نوح، وقال عنه ابن كثير في تفسير الآية: حديث غريب جدًّا، وقال عنه أيضًا: وهذا الحديث فيه نكارة شديدة.
وقد رواه عبد الرزاق في مصنفه عن جعفر بن سليمان عن عمرو بن مالك أنه سمع أبا الجوزاء، وساق الخبر، فالظاهر أنه من كلام أبي الجوزاء فقط، وليس فيه لابن عباس ذِكْر، وقد قال البخاري في أبي الجوزاء: في إسناده نظر، وعليه فإنه لا يصح هذا الخبر.