هل يجوز لحلقات تحفيظ القرآن عمل الحفلات في المساجد؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.
وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.
ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر
على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004
من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا
بارك الله فيكم
إدارة موقع أ.د خالد المصلح
خزانة الأسئلة / منوع / عمل حفلات في المساجد
هل يجوز لحلقات تحفيظ القرآن عمل الحفلات في المساجد؟
الجواب
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فإجابة عن سؤالك نقول وبالله تعالى التوفيق:
الأصل في المساجد أنها لذكر الله وإقامة الصلاة، قال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾ [النور: 36-37].
وهذا يبين أن المساجد إنما بُنيت لهذه المقاصد، وقد بيّن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث أنس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللهِ وَالصَّلاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ». وفي حديث أبي هريرة عند مسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يُنْشِدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ: لَا رَدَّهَا اللهُ عَلَيْكَ؛ فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا». فيجب صيانة المساجد عن كل ما يخرج بها عن هذا القصد، وقد جاء الترخيص في إظهار المرح واللعب في المسجد في أيام العيد؛ ففي البخاري (988) ومسلم (892) من حديث عائشة أنها قالت: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد، فزجرهم عمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «دَعْهُمْ فَإِنَّمَا هُمْ بَنُو أَرْفِدَةَ». وكان ذلك في يوم عيد، فأقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على لعِبهم في المسجد؛ تأليفًا لهم وتوسعةً في يوم عيد لدعاء المصلحة لذلك.
وعلى هذا فإنه إذا كان هناك ما يشبه هذه الحال التي تقتضي الترخيص والتوسعة، وكانت عارضة، لا على وجه الدوام، فالذي يظهر لي أنه لا حرجَ فيما سألت عنه إذا كان على الوجه الذي ذكرتَ، ولم يُتَّخَذْ عادةً. والله أعلم.