فصل النساء على الرجال في المسجد بوضع حاجز بينهم هناك بعض الإخوة يرى أنه بدعة ولا يجوز فصل الرجال على النساء؛ لأنه لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وثانيا: أن النساء لا يرون الإمام إلى غير ذاك من الحجج، فنرجو من فضيلتكم التوضيح في هذه المسألة. وكذلك الاختلاط في الحرم هل في هذه الحال لا يجوز للمرأة أن تختلط بالرجال؟ والسلام عليكم.

الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فإجابة على سؤالك نقول وبالله تعالى التوفيق:
أولاً: المسارعة في وصف الأعمال بالبدعة ليس من سمات أهل العلم المحققين، بل هو من سمات أهل البدع فيجب التريُّثُ في إطلاق مثل هذه الأحكام لا سيما أن المسألة المسؤول عنها قد دلت السنة على الحرص على إبعاد الرجال عن النساء، وذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم :«خير صفوف الرجال أوَّلُها وخير صفوف النساء آخرها»، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى الرجال عن المسارعة في الانصرف حتى ينصرف النساء، ومن المعلوم أن الحياة في زمن الصحابة يسيرة ليس فيها من الإمكانات ما تيسر لنا اليوم، فإيجاب الحاجز بين الرجال والنساء ليس بدعة، بل هو تحقيق لمقصود النبي صلى الله عليه وسلم في بُعدِ الرجال عن النساء؛ ولذا ينبغي أن يُعنى المسلم وطالب العلم خصوصاً بفهم معاني كلام الله ورسوله ومقاصد التشريع ومقاصد الأحكام، فإن ذلك يقيه مثل هذه الزلات. يسَّر الله أمركم وفقهكم في دينكم