شخص مارس العادة السرية مرات كثيرة لا يعلمها، وهو جاهل عن الاغتسال بعدها، ثم تعلم وتاب، فماذا عليه؟
خزانة الأسئلة / منوع / مارس العادة السرية ولم يكن يعلم حكم الاغتسال
شخص مارس العادة السرية مرات كثيرة لا يعلمها، وهو جاهل عن الاغتسال بعدها، ثم تعلم وتاب، فماذا عليه؟
الجواب
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فإجابة عن سؤالك نقول وبالله تعالى التوفيق:
الله جل وعلا أرسل الرسل مبشرين ومنذرين، وجعل إرسالهم حجة على العالمين، يقول جل في علاه: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ [الإسراء: 15]، فكل التكاليف والشرائع إنما تثبت بعد العلم بها، فقبل العلم بالشرع لا تكليف، أي أنه لا يجب ولا يحرم على الإنسان شيء لم يعلمه، فالعلم هو الأصل الذي يثبُت به التكليف، أما من جهل حكمًا كما هو حال أخينا السائل أنه كان يجهل حكم الاغتسال من الاستمناء، ولذلك لم يكن يغتسل؛ فهذا لا يؤثر في صلاته، ولا في عبادته شيئًا؛ لأنه لم يعلم، وبالتالي فصلاته صحيحة، ولا إثم عليه فيما صلى من صلوات دون اغتسال.
ولكن ينبغي في الجملة أن يعرف الإنسان أنه لا بد له أن يتعلم ما يستقيم به دينه، وما يصلح به سيره إلى الله جل وعلا، فالعلم نوعان: علم كفائي وعلم عيني، أي: علم يجب على كل أحد أن يتعلمه، وعلم لو تعلمه بعض الناس تحصل بهم الكفاية والحاجة وقام ما يجب فيما يتعلق بهذا النوع من العلم.
وضابط العلم العيني الذي يجب على كل أحد أن يتعلمه: هو ما يقيم به دينه في طهارته وفي صلاته، وقبل هذا فيما يتعلق بتحقيق العبودية لله عز وجل في الإيمان به وإخلاص العبادة له جل في علاه. وهذا القدر من العلم يجب أن يتعلمه كل أحد، فلا يجوز لأحد أن يخل به؛ لأن ذلك يُخِلُّ بسيره إلى الله جل وعلا وقيامه بما يجب عليه.
فالمقصود أنه ما دام لم يكن يعلم فلا شيء عليه، وأسأل الله أن يتوب علينا وعليه.