الشك في صحة الصوم بسبب المعاصي، هل يؤثر على الصيام؟
خزانة الأسئلة / الصوم / الشك في صحة الصوم بسبب المعاصي
الشك في صحة الصوم بسبب المعاصي، هل يؤثر على الصيام؟
الجواب
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فإجابة على سؤالك نقول وبالله تعالى التوفيق: السائل يظهر لي أن عنده شيئاً من الوسواس الذي يتعلق بصحة العبادة، فأقول: اطمئن، فالعبادة ليست محلاً للوساوس والقلق، فالعبادة سبب لشرح الصدر وإذهاب ما في الصدر من وقر وتردُّد، الله جل وعلا يقول: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ} [النساء: 147]، فأقدِمْ على العبادة وأنت مطمئن، ولا تجعل الشيطان يتسور عليك لذة العبادة، ويُفقِدُك طعمها بهذه الوساوس التي يقذفها في قلبك.
وأما ما يتعلق بصحة الصوم، فالأصل هو صحة الصوم، ولذلك ينبغي أن ندفع كل ما يمكن أن يرد على هذا الأصل، فكل ما يرد عليك من الشيطان من أن صيامك غير صحيح وناقص وفيه خلل، فادفعه بأن توقن بأن الأصل صحة الصيام، ما لم يقم دليل واضح على فساد الصوم، كأن تأكل أو تشرب أو ما أشبه ذلك.
وما يتعلق بالمعاملات المشبوهة: هل تؤثر على الصيام؟ المقصود من الصيام هو تطهير النفس، فالله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، ويقول صلى الله عليه وسلم: «الصوم جُنَّة»، ويقول: «إذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفُث ولا يفسُق ولا يصخَب، فإن أحد شاتمه فليقل: إني امرؤ صائم»، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري عن أبي هريرة: «مَن لم يدع قول الزور والعمل به؛ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».
إذاً: كل هذا يفهِمنا أن المقصود من الصيام، هو تطهير النفس من الآثام والذنوب، فينبغي البُعد عن الآثام الظاهرة البينة الجلية، ثم المرتبة الثانية هو أن نتقي الشبهات، «من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه»، فلو وقع الإنسان في شيء من المحرمات أو وقع في شيء من الشبهات فهل هذا مُفَطِّر؟ الجواب: ليس مُفَطِّراً، لكن هل يُنقص أجر الصيام؟ نعم ينقص أجر الصيام فيما إذا كانت معصية محقَّقة، أما إذا كانت مشتبهة فإنه لا ينقص أجر الصيام إلا إذا كان عنده ميل إلى أن هذا من الشبهات التي ينبغي أن يتوقاها ولم يتوقَّها.