ما موقف المسلم من اختلاف مطالع الهلال؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.
وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.
ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر
على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004
من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا
بارك الله فيكم
إدارة موقع أ.د خالد المصلح
خزانة الأسئلة / الصوم / موقف المسلم من اختلاف مطالع الهلال
ما موقف المسلم من اختلاف مطالع الهلال؟
الجواب
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فإجابة على سؤالك نقول وبالله تعالى التوفيق:
الأصل في الصوم إذا ثبت في بلد أن يَعُمَّ ذلك عموم بلاد المسلمين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهم: «صوموا لرؤيته وأفطِروا لرؤيته»، فهذا هو السنة، وهذا هو مذهب الحنفية ومذهب الحنابلة وقول جماعة من أهل العلم.
وقال آخرون: إن لكل بلد مَطلعه، فالمطالع تختلف، وهذا مذهب الإمام الشافعي وجماعة.
والمسألة من حيث التنظيرُ الفقهي، للعلماء فيها عدة أقوال وهذه أبرزها، وقال جماعة من أهل العلم: إنه من حيث التطبيق العملي الآن الذي يسع الناس هو أن يَتَّبِعوا ما في بلدانهم، فإذا أعلنت الجهات ذات الاختصاص في البلد أنه رمضان لزمهم الحكم، وإذا لم يعلنوا فإنه لا يلزمهم الصوم.
والواقع أنه فيما يتعلَّق بالعراق هذه السنة، قد اتصل بي جماعة من أهل العراق في ليلة الجمعة بعد أن أعلنت رؤية الهلال في السعودية وفي كثير من بلاد المسلمين، وقالوا: إن هناك من رأى الهلال ولكن لم تُقبَل شهادته من الجهة المختصة لأجل اعتبارات معينة، فسألت: هل أنت سمعت هذا؟ قال: لا، أُعلن في بعض القنوات أو الإذاعات، يعني: المسألة فيما نقل إليَّ ليست ثابتة ثبوتاً جلياً، ففي هذه الحال أرى أن يرجعوا إلى علماء بلدهم، ويصوموا مع ما قال علماء بلدهم ويفطرون معهم.
وهناك اعتبارات سياسية طبعاً بالتأكيد لا تُخفى، سواءً كانت تتعلق بميل العراق إلى إيران بحكم الحكومة الموجودة، أو بما يتعلق -أيضاً- باختلاف الطوائف ووجود غير أهل السنة في العراق، فالمسألة تكتنفها أشياء، لكن بما أن المرجع الذي يصدر عنه الناس وهو الوقف السني في العراق أخبر بأنه لم ير الهلال؛ فالذي أرى أن يُتَّبع ما قالوا؛ لأن لكل بلد علماؤه، ويرجع إليهم في هذا الشأن.
لكن لو أن أحداً صام فلا أرى أن عنده إشكال؛ لأنه عمل بما عليه عامة المسلمين وأكثر البلاد، فالمسألة قريبة، على أن هذا ليس خاصاً بالعراق، فباكستان أعلنت أنه السبت وكذلك دول شرق آسيا، فالمسألة متكررة كل سنة، والذي يسع الناس عملياً هو أن يتبعوا بلدانهم.
وفيما يتعلق بسوريا فقد حصلت هذه الإشكالية،، فالنظام أعلن أن رمضان هو السبت، والهيئة التابعة للثورة قالوا: بأنه يوم الجمعة، والذي أرى أن يتبعوا ما صدر عن هيئة الثورة، فهي الممثل الحقيقي للشعب، وهي المرجع في الصيام والفطر.