ما هو صوم الوصال؟ وهل هو مشروع؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.
وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.
ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر
على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004
من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا
بارك الله فيكم
إدارة موقع أ.د خالد المصلح
خزانة الأسئلة / الصوم / ما هو صوم الوصال؟ وهل هو مشروع؟
ما هو صوم الوصال؟ وهل هو مشروع؟
الجواب
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فإجابة على سؤالك نقول وبالله تعالى التوفيق:
الوصال هو أن يصِلَ صوم يوم بيوم، ومعنى هذا: أن لا يتخلَّل اليومين فطر، فإذا فرغ من صيام اليوم لم يفطر في المغرب، بل يستمر على صيامه إلى أن يَشرَع في صيام اليوم الذي يليه، هذا هو الوصال.
وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال له أصحابه كما في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «يا رسول الله، إنك تواصل، فقال: إني لستُ كهيئتكم، إني أظلُّ عند ربي يطعمني ويسقيني»، وهذا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم يُمَدُّ بأنواع من القوى وألوان من المدد الذي يغنيه عن الطعام والشراب، وليس المقصود أنه يأكل من الجنة -كما قال بعض الشراح- أو يُسقى من الجنة، ولو كان كذلك لما كان مواصلاً ولما كان صائماً، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن الله جل وعلا يُلهمه قوة وإعانة تكفيه عن الطعام والشراب، وهذا ما ليس لبقية أصحابه، ولذلك قال: «أنا لستُ كهيئتِكم»، يعني: لست في هذا الأمر محلاً للتأسي، وقد ظن الصحابة رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما نهاهم رفقاً بهم وشفقة عليهم، فواصلوا، وكان ذلك في آخر الشهر، فواصل بهم يوماً صلى الله عليه وسلم، ثم واصل بهم يوماً حتى واصل بهم يومين ثم قال: «لو أنَّ الهلال تأخر لزدتكم، كالمنكِّل لهم»، يعني: كالمعاقب لهم أنهم لم يمتثلوا ما نهاهم عنه النبي صلى الله عليه وسلم من ترك الوصال الذي سألوه عنه.
وهل هو مشروع؟ فصوم الوصال ليس من المشروع،؛ولذلك نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما المشروع أن يُبادِر المسلم إلى الفطر كما في حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر»، وأن يتسحَّر كما في حديث أنس في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تسحَّروا فإن في السَّحور بركة»، وفي حديث عبد الله بن عمرو قال صلى الله عليه وسلم: «فصْلُ ما بين طعامنا وطعام أهل الكتاب أكلة السَّحَر»، ولهذا يرى بعض العلماء أنه يجوز الوصال لغير النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لا على أن يصل يوماً بيوم، بل لا بد من الفطر في السحور؛ ولذلك جاء في حديث عبد الله بن عمرو «فصْلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السَّحَر»، فإذا أراد أن يواصل فله أن يواصل، لكن لا يتجاوز ذلك بأن يصل يوماً بيوم، بل يصل صيامه إلى السَّحَر.