×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

/ / ما هي حقيقة المجاز في القرآن

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

ما هي حقيقة المجاز في القرآن؟ وقد أخبرني بعض أصدقائي بأنه ينبغي أن يؤخذ القرآن حرفيا، فإذا ذكرت: (يد الله) فعلينا أن نقبلها كما هي ولا نؤولها، فهل هذا صحيح؟ وما المراد من تشبيه الغزالي في كتابه "جواهر القرآن": القرآن بالمحيط اللامتناهي المليء بالمحارات والتي تحتوي بدورها على الدرر النفيسة للقرآن، وأن بعض الناس يقنع بمجرد الحصول على المحارات ، بينما الآخرون يبحثون عن الدرر، وكذلك قوله: إن للقرآن ظاهرا وباطنا؟

المشاهدات:3427
- Aa +

ما هي حقيقة المجاز في القرآن؟ وقد أخبرني بعض أصدقائي بأنه ينبغي أن يُؤخَذ القرآن حرفيًّا، فإذا ذُكِرت: (يد الله) فعلينا أن نقبلها كما هي ولا نُؤوِّلها، فهل هذا صحيح؟ وما المراد من تشبيه الغزالي في كتابه "جواهر القرآن": القرآن بالمحيط اللامتناهي المليء بالمحارات والتي تحتوي بدورها على الدرر النفيسة للقرآن، وأن بعض الناس يقنع بمجرد الحصول على المحارات ، بينما الآخرون يبحثون عن الدرر، وكذلك قوله: إن للقرآن ظاهراً وباطناً؟

الجواب

الحمد لله وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإجابة على سؤالك نقول وبالله تعالى التوفيق:

الصواب: أنه ليس في القرآن مجاز، والمجاز على تعريف البلاغيين: هو استخدام اللفظ في غير ما وُضِع له أولاً، فمثلاً لفظة الأسد في اللغة تعني الحيوان المفترس المعروف، فإذا سمعت أحداً يقول : رأيت أسداً يخطب أيقنت أن المراد به رجل شجاع، ولم يرد في بالك أنه الحيوان المفترس؛ لأنه لا يُتصوَّر منه هذا الفعل ، ومن هنا قالوا: إن هذا مجاز ، والصواب أنه ليس مجازاً، بل هو حقيقة؛ إذ إن العرب لا تفهم من هذا اللفظ إلا ما ذكرنا آنفاً فدلَّ على أنه حقيقة، والتفصيل في هذه المسألة لا يناسب هذا الجواب المختصر، وفيما ذكرتُ بعض كفاية .

أما ما ذكرت عن الغزالي في كتابه "جواهر القرآن" في تمثيله القرآن بالمحيط اللامتناهي المليء بالمحارات والتي تحتوي بدورها على الدرر النفيسة للقرآن، وأن بعض الناس يقنع بمجرد الحصول على المحارات، بينما الآخرون يبحثون عن الدُّرَر، وكذلك قوله: إن للقرآن ظاهراً وباطناً .

فالجواب أن يقال: هذا الكلام مُجمَل يحمل معنى صحيحاً وآخر فاسداً، فإن أراد به أن هذا القرآن الكريم حوى براهين ودلالات على إعجازه، وأنه من لَدُن رب العالمين نزل به الروح الأمين على محمد صلى الله عليه وسلم ليكون من المنذرين، وأن أكثر الناس يقفون عند الألفاظ ولا يتجاوزونها إلى المعاني المستفادة منها، والتي لا تخالف ظاهر اللفظ، فهذا لا شك في صحته فإن الناس تتفاوت مداركهم وأفهامهم؛ ولذلك قال عليٌّ رضي الله عنه لما سُئِل هل خصَّكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيءٍ من العلم؟ قال: "لا،  إلا فهماً يؤتيه الله عبداً في كتابه". وهذا الفهم يتفاضل فيه الناس حسب فَتْحِ الله لهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (ج13/ص245):  "فلا ريب أنَّ الله يفتح على قلوب أوليائه المتقين وعباده الصالحين، بسبب طهارة قلوبهم مما يكرهه واتِّباعهم ما يحبه، ما لا يُفتَح على غيرهم، وهذا كما قال عليٌّ رضي الله عنه: "إلا فهماً يؤتيه الله عبداً في كتابه"، وفي الأثر: "من عَمِل بما عَلِم، أورثه الله عِلْم ما لم يعلم" . وقد دل القرآن على ذلك في غير موضع كقوله: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68)} [النساء: 66 - 68] ثم قال رحمه الله: أخبر أنَّ اتِّباع ما يكرهه يصرِف عن العلم والهدى، كقوله تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 5]، والمهم أن الفتح على العبد في فهم كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم يكون بقدر إقامته أمر الله تعالى وأمر رسوله، ولذلك ورد عن الشافعي رضي الله عنه أنه استخرج ألفَ فائدة من قوله صلى الله عليه وسلم للصبي الذي مات طيرُه: «يا أبا عُمَيْر، ما فعل النُّغير؟». وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله واسع عليم.

أما إن أراد بكلامه أننا نستنبط من كلام الله تعالى أو كلام رسوله خلاف ما يدلُّ عليه ظاهره، فهذا سبيل أهل البدع من الباطنية والرافضة وغلاة الصوفية وغيرهم. فمثلاً الباطنية من الرافضة يقولون في معنى قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)} [المسد: 1] إنهما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وأن معنى قوله: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} [التوبة: 12] أنهم طلحة والزبير، وأن معنى قوله تعالى: {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} [الإسراء: 60] بأنها بنو أُميَّة . والفلاسفة يُفسِّرون الملائكة والشياطين بقُوى النفس. وما وُعد الناس به في الآخرة بأمثال مضروبة لتفهيم ما يقوم بالنفس بعد الموت من اللَّذة والألم؛ لإثبات حقائق مشهودة في الآخر.
وأما أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية المنصورة فإنهم يمنعون تفسير كلام الله أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم بخلاف ما يدلُّ عليه ظاهره، إلا إذا قامت الدلائل على أنَّ ظاهر اللفظ غير مراد.

أما ما ذكرت من أن بعض أصدقائك يقول: ينبغي أن يُؤخَذ القرآن حَرفيّاً، ومثَّلْتَ لذلك أنهم إذا ذُكرت (يدُ الله) فعلينا أن نقبلها كما هي ولا نؤوّلها بمعنى مجازيّ يدل على قوة الله تعالى: فإن ما ذكره من وجوب الأخذ بظواهر الكتاب والسنة هو الصواب، وأننا لا نؤولها إلى معانٍ بعيدة، فإن التأويل الذي ذكرت نوع من التحريف؛ لأنه صَرْفٌ للكلام عن ظاهره بغير دليل يقتضيه، وهذا تحريف للكلم عن مواضعه، والواجب علينا فيما أخبر الله تعالى عن نفسه أو أخبر عنه رسوله أن نُمِرَّه ونؤمن به كما جاء من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تمثيل ولا تكييف، فنحن نثبت لله ما أثبته تعالى لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم إثباتاً بلا تمثيل، وتنزيهاً بلا تعطيل، وهذه العقيدة في أسماء الله تعالى وصفاته هي التي مضى عليها سلف الأمة المتقدمون من الصحابة والتابعين وتابعيهم وأئمة الدين من بعدهم، فاستمسكْ بها وعُضَّ عليها بالنواجذ، فإنه لا يُصلِح آخرَ هذه الأمة إلا ما أصلَح أولَها.


الاكثر مشاهدة

1. جماع الزوجة في الحمام ( عدد المشاهدات129481 )
6. مداعبة أرداف الزوجة ( عدد المشاهدات64148 )
8. حكم قراءة مواضيع جنسية ( عدد المشاهدات63595 )
11. حکم نزدیکی با همسر از راه مقعد؛ ( عدد المشاهدات56369 )
12. لذت جویی از باسن همسر؛ ( عدد المشاهدات55576 )
13. ما الفرق بين محرَّم ولا يجوز؟ ( عدد المشاهدات53848 )
14. الزواج من متحول جنسيًّا ( عدد المشاهدات51242 )
15. حكم استعمال الفكس للصائم ( عدد المشاهدات45736 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف