فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.
وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.
ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر
على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004
من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا
بارك الله فيكم
إدارة موقع أ.د خالد المصلح
خزانة الأسئلة / منوع / الإصرار على الصغائر
فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة؟
الجواب
الحمد لله وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فإجابة عن سؤالك نقول:
لأهل العلم في الإصرار على الصغيرة هل يُصَيِّرها كبيرة قولان:
الأول: أن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة، وبه قال ابن عباس رضي الله عنهما، وروي عن غيره من الصحابة رضي الله عنهم، وهو قول أكثر أهل العلم.
الثاني: أن الإصرار على الصغيرة لا يصيرها كبيرة.
وقد احتج أصحاب كل قول بحجج تعضد ما ذهبوا إليه، وأبرز ما احتج به أصحاب القول الأول ما رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «لَا صَغيرةَ مع الإصرار، ولا كبيرةَ معَ الاستغفار». وقد رُوي مرفوعًا من وجوه ضعفها ابن رجب وغيره من المحدثين.
وأما أصحاب القول الثاني، فاحتجوا بالنصوص المفرقة بين الكبائر والصغائر، كقوله تعالى: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا﴾[النساء: 31]، وكقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم (223) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ».
والذي يظهر لي أن القول الثاني أقرب للصواب، فالصغيرة لا تصير كبيرة بتكرارها والمداومة عليها، سواء أكان التكرار لصغيرة بعينها، أو لجنس الصغائر.
وأما ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره، فمحمول على أن الإصرار هو استدامة غير الآبه بحدود الله تعالى، وغير المبالي بحرماته، وغير المعظم لأمره ونهيه، وهذا لا ريب أنه من كبائر ذنوب القلوب، وأما الاستدامة لغلبة الشهوة ونحو ذلك، مع خوف العقوبة، والوجل من المؤاخذة، فليس كبيرة، والله أعلم.
أخوكم
أ.د.خالد المصلح
20/ 9 /1428 هـ