فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحن طالبات في المدرسة، ونحترم مدرساتنا كثيرًا، ونحبهن في الله، ولكننا نقلد حركاتهن في بعض الأحيان، ونحن لا نقصد الاستهزاء، ولكن نفعل ذلك مزاحًا ومحبة لهن، فهل يُعد هذا من الغِيبة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.
وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.
ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر
على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004
من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا
بارك الله فيكم
إدارة موقع أ.د خالد المصلح
خزانة الأسئلة / منوع / حكاية قول شخص أو فعله في غيبته
فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحن طالبات في المدرسة، ونحترم مدرساتنا كثيرًا، ونحبهن في الله، ولكننا نقلد حركاتهن في بعض الأحيان، ونحن لا نقصد الاستهزاء، ولكن نفعل ذلك مزاحًا ومحبة لهن، فهل يُعد هذا من الغِيبة؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فحكاية قول شخص أو هيئته إذا كان لمصلحة فلا بأس، ومنه ما رواه البخاري (3477) ومسلم (1792) من طريق شَقيق بن سلَمة، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: «كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيًّا من الأنبياء ضربه قومه فأدمَوه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»، وكذا حكاية بعض الصحابة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، كما فعل عبد الله بن مغفَّل رضي الله عنه في حكاية قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لسورة الفتح، كما في البخاري (7541)، والحكاية هنا هي: نقل صورة الفعل أو صفة القول.
أما إذا كان القصد من محاكاة الغير في القول أو الصورة الإضحاك، فإن ذلك لا يجوز؛ لأنه من الأذى والسخرية، وقد قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ﴾ [الحجرات: 11]،وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» رواه البخاري (10) ومسلم (40) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وقد عد جماعة من أهل العلم الحكاية من الغيبة، كما ذكر صاحب الزواجر عن اقتراف الكبائر (2/ 34) وكشاف القناع (6/ 423)؛ لأنها داخلة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ». رواه مسلم (2589) من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه.
أخوكم
أ.د. خالد المصلح
30 /12 /1425هـ