66 - حقوق الأنبياء "وإنما حقوق الأنبياء ما جاء به الكتاب والسنة عنهم . قال تعالى في خطابه لبني إسرائيل : ﴿وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار﴾ والتعزير : النصر والتوقير والتأييد وقال تعالى : ﴿إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه﴾ فهذا في حق الرسول ثم قال في حق الله تعالى : ﴿وتسبحوه بكرة وأصيلا﴾ وقال تعالى ﴿ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون * الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون﴾ . وقال تعالى : ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم * قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين﴾ . وقال تعالى : ﴿إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما﴾ . وقال تعالى : ﴿قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا﴾ . وذكر طاعة الرسول في أكثر من ثلاثين موضعا من القرآن وقال : ﴿يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم﴾ وقال تعالى : ﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما﴾ وقال تعالى : ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم﴾ وقال تعالى : ﴿إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون * ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون﴾ فجعل الطاعة لله والرسول وجعل الخشية والتقوى لله وحده . كما قال : ﴿فإياي فارهبون﴾ . وقال : ﴿وإياي فاتقون﴾ وقال : ﴿فلا تخشوا الناس واخشون﴾ . وقال : ﴿إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم﴾ وقال تعالى : ﴿لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا﴾ وقال تعالى : ﴿النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم﴾ . وقال صلى الله عليه وسلم « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين . وقال له عمر : والله يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل أحد إلا من نفسي فقال : لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال : فأنت أحب إلي من نفسي قال : الآن يا عمر » . فقد بين الله في كتابه حقوق الرسول من الطاعة له ومحبته وتعزيره وتوقيره ونصره وتحكيمه والرضى بحكمه والتسليم له واتباعه والصلاة والتسليم عليه وتقديمه على النفس والأهل والمال ورد ما يتنازع فيه إليه وغير ذلك من الحقوق . وأخبر أن طاعته طاعته فقال : ﴿من يطع الرسول فقد أطاع الله﴾ ومبايعته مبايعته فقال : ﴿إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله﴾ وقرن بين اسمه واسمه في المحبة فقال : ﴿أحب إليكم من الله ورسوله﴾ . وفي الأذى فقال : ﴿إن الذين يؤذون الله ورسوله﴾ وفي الطاعة والمعصية فقال : ﴿ومن يطع الله ورسوله﴾ . ﴿ومن يعص الله ورسوله﴾ وفي الرضا فقال : ﴿والله ورسوله أحق أن يرضوه﴾ فهذا ونحوه هو الذي يستحقه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي" "مجموع الفتاوى ( 1/66 - 68 ). 96 - محركات القلوب "فإذا ذكر العبد ما أنعم الله به عليه من تسخير السماء والأرض وما فيها من الأشجار والحيوان وما أسبغ عليه من النعم الباطنة من الإيمان وغيره فلا بد أن يثير ذلك عنده باعثا وكذلك الخوف تحركه مطالعة آيات الوعيد والزجر والعرض والحساب ونحوه وكذلك الرجاء يحركه مطالعة الكرم والحلم والعفو" "مجموع الفتاوى (1 /96 ).