السؤال:
حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذُكر له رجل نام حتى أصبح فقال: «ذاك رجال بال الشيطان في أذنه» هل هذا الحديث فيمن نام عن صلاة الفجر أو من نام عن قيام الليل؟
الجواب:
هذا الحديث في الصحيح من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذُكر له رجل نام حتى أصبح فقال: «ذاك رجال بال الشيطان في أذنه» وفي رواية «أذنيه» أخرجه البخاري (3270)، ومسلم (774).،واختلف العلماء في حقيقة هذا البول، هل هو كناية عن تمكن الشيطان منه أم أنه حقيقة؟ وهل الوعيد على من ترك قيام الليل، أو على من ترك صلاة الفجر حتى أصبح؟ والذي يظهر ـ والله تعالى أعلم ـ أن الوعيد على من نام عما يجب عليه من الصلاة؛ لأن من نام ولم يصل من الليل فإنه ترك مستحبًّا، ولم يترك واجبًا، وبالتالي فلا يكون مذمومًا، ثم الذي يظهر أن بول الشيطان في أذن من نام عن صلاة الفجر مع قدرته على القيام، أما من كان معذورًا فإنه سالم من هذا، فقد نام النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه عن صلاة الفجر في سفر وقد قال: «ليس في النوم تفريط، إنما التفريط في اليقظة»رواه أبو داود (441)، والترمذي (177)، والنسائي (615) ، وابن ماجه (698) عن أبي قتادة رضي الله عنه، وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه ابن خزيمة (989)، وابن الملقن (3/193)، وابن حجر في التلخيص (254). ، فمقتضى أنه ليس في النوم تفريط، أن من نام معذورًا فإن الشيطان لا يتمكن منه، ولا يسلطه الله تعالى عليه، على أن الشيطان يتسلط على كل نائم، كما جاء في الحديث في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان»رواه البخاري (1142)، ومسلم (776).، فالمقصود أن ظاهر هذا الحديث هو فيمن نام نومًا ترك فيه ما يجب عليه من حق الله في الصلاة، والله أعلم.