كيف تكون المعاشرة بين الزوجين بالمعروف إذا عدمت المودة والرحمة؟
السؤال:
يقول تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف﴾النساء:19.، فكيف تكون المعاشرة بين الزوجين بالمعروف إذا عُدِمت بينهما الرحمة والمودة؟
الجواب:
بالتأكيد أن غياب المودة والرحمة يُلغي العشرة بالمعروف، فلا يمكن أن تتحقق العشرة بالمعروف إلا بتحقيق الحد الأدنى من هذين المعنيين، يقول الله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾الروم:21.،، فجعل الغاية هو السكن؛ أي: الطمأنينة، ثم ذكر الوسيلة المؤدية لهذا المقصد فقال: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾الروم:21.، والمودة هي خالص الحب، والرحمة تقتضي السعي في إيصال كل خير ودفع كل ضُرٍّ، والحياة الزوجية التي تقوم على هذين المعنيين حياة يهنأ بها الرجل، كما تهنأ بها المرأة، ويهنأ بها ما ينشأ عنهما من ولد، فإذا غابت هذه المعاني عن الأسرة، أو تقلصت أو ضعُفت، فسينقص من السكن والطمأنينة بقدر ما يغيب من هذه المعاني.
والعشرة بالمعروف هي ما أمر الله تعالى به في قوله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف﴾النساء:19.، حتى إذا لم يكن محبة بين الزوجين، لكن يبقى أداء الحقوق، فيحمل كلا الزوجين نفسيهما على أداء الحق، فلا يبخس الرجل المرأة حقها، ولا تبخس المرأة الرجل حقه، وبهذا تستمر الحياة الزوجية، والله أعلم.