مراحل تأديب المرأة الناشز
السؤال:
في مسألة مراحل تأديب المرأة الناشز في قوله تعالى: ﴿وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ﴾النساء:34. ، هل هذه المراحل على الترتيب أم التخيير؟
الجواب:
هي على الترتيب فيما يظهر، فإذا كان يتأتى الإصلاح بالأدنى فلا يذهب إلى الأعلى، فإذا تأتىَّ الإصلاح بالموعظة فلا يهجر، وإذا تأتى الإصلاح بالهجر فلا يضرب؛ لأن القاعدة الشرعية كما قال النبي صلى الله وعليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام»رواه مسلم (2564) عن أبي هريرة t.، فلا يحل بدن أحد بضرب إذا كان يمكن أن يتحقق المقصود بما هو دونه من الهجر والموعظة الحسنة.
لكن لو أن أحدًا قدَّر أنه من خلال معرفته بزوجته وسلوكها أنه لا تنفع معها الموعظة، فانتقل للمرتبة الثانية وهي الهجر، فلا حرج عليه، لكن يجب أن يتقي الله، ويتذكر قول الله تعالى في ختام الآية: ﴿فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾النساء:34. ، وهذا فيه التخويف من الإسراف في استعمال هذا الحق؛ لأن الإنسان إذا ملك القدرة والسلطة فقد يسرف في استعمالهما في غير موضعهما، فيقع في الظلم.
فقول الله تعالى: ﴿فإن أطعنكم﴾ وزال نشوزهن، ﴿فلا تبغوا عليهن سبيلًا﴾ أي: لا تطلبوا مُضارتهن بأيّ سبيل؛ لأن سبيل نكرة في سياق النهي فتعم كل سبيلٍ يُفضي إلى البغي عليهن؛ ﴿إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾ تذكير بقدرة الله وعلوه وقهره واطلاعه، وليتذكر بهذه الآية قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي مسعود البدري رضى الله عنه لما رآه يضرب عبدًا له أخطأ: «اعلم أبا مسعود، أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام»رواه مسلم (1659). ، فالله أقدر عليك أيها الزوج منك على زوجتك، فاتقِ الله، واعلم أن الله عليٌّ كبير.