قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" بل أسجد له جميع الملائكة كما نطق بذلك القرآن في قوله تعالى {فسجد الملائكة كلهم أجمعون} فهذه ثلاث صيغ مقررة للعموم وللاستغراق ؛ فإن قوله : {الملائكة} يقتضي جميع الملائكة ؛ فإن اسم الجمع المعرف بالألف واللام يقتضي العموم : كقوله : " رب الملائكة والروح " فهو رب جميع الملائكة
الثاني : {كلهم} وهذا من أبلغ العموم.
الثالث قوله : {أجمعون} وهذا توكيد للعموم.
فمن قال إنه لم يسجد له جميع الملائكة ؛ بل ملائكة الأرض فقد رد القرآنبالكذب والبهتان وهذا القول ونحوه ليس من أقوال المسلمين واليهود والنصارى ؛ وإنما هو من أقوال الملاحدة المتفلسفة الذين يجعلون " الملائكة " قوى النفس الصالحة " والشياطين " قوى النفس الخبيثة ويجعلون سجود الملائكة طاعة القوى للعقل وامتناع الشياطين عصيان القوى الخبيثة للعقل ؛ ونحو ذلك من المقالات التي يقولها أصحاب " رسائل إخوان الصفا " وأمثالهم من القرامطة الباطنية ومن سلك سبيلهم من ضلال المتكلمة والمتعبدة .
"مجموع الفتاوى" ( 4/345-346).