قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" وأما قولهم : لا يجوز السجود لغير الله، فيقال لهم : إن قيلت هذه الكلمة على الجملة فهي كلمة عامة تنفي بعمومها جواز السجود لآدم وقد دل دليل خاص على أنهم سجدوا له والعام لا يعارض ما قابله من الخاص .
وثانيها : أن السجود لغير الله حرام علينا وعلى الملائكة .
أما الأول فلا دليل وأما الثاني فما الحجة فيه؟
وثالثها: أنه حرام أمر الله به أو حرام لم يأمر به، والثاني حق ولا شفاء فيه وأما الأول فكيف يمكن أن يحرم بعد أن أمر الله تعالى به؟.
ورابعها : أبو يوسف وإخوته خروا له سجدا ويقال : كانت تحيتهم ؛ فكيف يقال : إن السجود حرام مطلقا ؟ وقد كانت البهائم تسجد للنبي صلى الله عليه وسلم والبهائم لا تعبد الله .
فكيف يقال يلزم من السجود لشيء عبادته ؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «ولو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها» لعظم حقه عليها ومعلوم أنه لم يقل : لو كنت آمرا أحدا أن يعبد".
"مجموع الفتاوى" ( 4/359-360).