قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" قوله : { فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم } فإنه مثل قوله : { وما رميت إذ رميتولكن الله رمى }.
فإن قتلهم حصل بأمور خارجة عن قدرتهم مثل إنزال الملائكة وإلقاء الرعب في قلوبهم وكذلك الرمي لم يكن في قدرته أن التراب يصيب أعينهم كلهم ويرعب قلوبهم فالرمي الذي جعله الله خارجا عن قدرة العبد المعتاد هو الرمي الذي نفاه الله عنه .
قال أبو عبيد : ما ظفرت أنت ولا أصبت ولكن الله ظفرك وأيدك .
وقال الزجاج : ما بلغ رميك كفا من تراب أو حصى أن يملأ عيون ذلك الجيش الكثير إنما الله تولى ذلك .
وذكر ابن الأنباري : ما رميت قلوبهم بالرعب إذ رميت وجوههم بالتراب .
ولهذا كان هذا أمرا خارجا عن مقدوره فكان من آيات نبوته".
"مجموع الفتاوى" ( 8/17-18).