السؤال بالله هو العزيمة على شخص بذكر الله، وهو غليظ وعظيم، وإذا وُجِّه للمؤمن فإنه يصعب عليه أن يخالف من سأله، إذا كان سؤالا بحق، أما إذا كان سؤالا بباطل، فإنه لا يجوز له، ولا تجب إجابته، فقد جاء فيما رواه أحمد وغيره من حديث مجاهد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من سألكم بالله فأعطوه)) رواه أحمد (5365)، وأبو داود (5109)، والنسائي (2567)، وصححه ابن حبان (3408). وهذا يدل على أن العطاء مؤكد في هذه الحال؛ تعظيما لله عزَّ وجلَّ، لكن هذا إذا كان السؤال بالله ليس إثمًا، ولا يترتب عليه مفسدة، وليس مما يلحق المتكلم فيه مضرة، فمثلا لو قلت لك: أسألك بالله كم راتبك؟ أسألك بالله كم رصيدك بالبنك؟ أسألك بالله عندك كم زوجة؟ أسألك بالله كم لك من ولد؟ فهذه كلها أسئلة لا يلزمك الإجابة عنها، إلا إذا كان هناك حق يحتاج إلى البيان، فعند ذلك يجب، لكن أحيانا يجري على لسان الإنسان مثل هذه العبارة في كل أمر، فمثلا يرسل لك رسالة: أسألك بالله أن ترد، هذا يحصل كثيرًا، فهذا لا تجب إجابته؛ لأنه يلحق الناس حرجًا وضيقًا فيما وسع الله تعالى عليهم، والله أعلم.