قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" وقد قال : {وما قدروا الله حق قدره}.
قال ابن عباس - في رواية الوالبي عنه : هذه في الكفار فأما من آمن إن الله على كل شيء قدير - فقد قدر الله حق قدره .
وذكروا في قوله : {ما قدروا الله حق قدره} ما عرفوه حق معرفته، وما عظموه حق عظمته، وما وصفوه حق صفته.
وهذه الكلمة ذكرها الله في ثلاثة مواضع : في الرد على المعطلة وعلى المشركين وعلى من أنكر إنزال شيء على البشر .
فقال في الأنعام:{وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء}.
وقال في الحج:{إن الذين تدعون من دون الله} - إلى قوله تعالى - { ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز }.
وقال في الزمر:{وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}.
وقد ثبت في "الصحيحين" من حديث ابن مسعود: أن حبرا من اليهود قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا محمد إن الله يوم القيامة يجعل السموات علىإصبع والأرض على إصبع والجبال والشجر على إصبع والماء والثرى وسائر الخلق على إصبع ثم يهزهن ويقول : أنا الملك قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تصديقا لقول الحبر ثم قرأ:{وما قدروا الله حق قدره}. الآية.
وفي"الصحيحين" أيضا عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«يقبض الله الأرض يوم القيامة ، ويطوي السماء بيمينه ثم يقول : أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ ثم يقول : أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ ».
وكذلك في "الصحيحين" من حديث ابن عمر «يطوي الله السموات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول : أنا الملك . أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ »".
"مجموع الفتاوى" (8/24-25).