السؤال:
أسأل عن معنى قوله تعالى: {لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ ولا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ}سورة الحجرات، آية 11..
الجواب:
هذه الآية فيها نهي الله تعالى المؤمنين عن السخرية بغيرهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ}، والسخرية هي نوع من الاستخفاف والتقليل للشخص، بحيث يكون موضعًا للهزء والنيل منه، إما لهيئته، أو لقوله، أو لعمله، أو لأصله، أو لأي أمر يتعلق به، فالله تعالى نهى عن السخرية مطلقًا، وقوله: {لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ} نهي عن السخرية الجماعية، وهي شاملة أيضًا للسخرية بالأفراد، ولذلك جاء الوعيد على ذلك في قوله تعالى: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ}سورة الهمزة، آية رقم 1والهمز واللمز هما نوعان من السخرية التي يمارسها الإنسان في حق الفرد أو في حق مجموعة.
ثم بيَّن علة ذلك وسببه فقال: {عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ} ولا يعلم أيّ القوم أقرب إلى الله وأفضل عنده، ولذلك ينبغي للمؤمن أن يحفظ لسانه عن أن يستخف بأحد، ولو كان في ظاهره ضعيف الحال، أو كان في ظاهره مسرفًا على نفسه؛ فإن مَن أُعجب بنفسه وامتلأ قلبه زهوًا بحاله انعكس ذلك على قوله، تجده يسخر ويستهزئ؛ لأنه يتكبر على الناس.
وتصدير هذا النداء بوصف الإيمان يدل على أن مِن خصال الإيمان عدم السخرية بالآخرين، وأن السخرية هي عمل لغير أهل الإيمان.