إذا تمَّ البيع فلا حقَّ للمتعاقدين بعده في شيء.
السؤال:
اشتريت من رجل سيارة، واتفقنا على كل شيء، وتم العقد، وبعد مدة جاءني يطلب زيادة، فاختلفنا، فحكَّمنا والده بيننا، فحكم له بمبلغ، فأعطيته إياه، ثم جاءني مرة ثانية يطلب زيادة أخرى؛ فما رأيكم في هذا؟
الجواب:
لا يجب له عليك شيء، حسب ما فهمنا من سؤالك، لا يجب أن تعطيه شيئًا من المال، لماذا؟ لأن المال الذي تم عليه العقد قد استوفاه ورضيه، والله تعالى يقول: ((وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ)) البقرة:275
والله تعالى يقول: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ))[النساء:29]، وقد حصل التراضي.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما في السنن بإسناد لا بأس به: «إِنَّمَا الْبَيْعُ عَنْ تَرَاضٍ» أخرجه ابن حبان (4967)، وابن ماجة (2185)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (5029) وقد حصل التراضي بينكما.
ولذلك كونه يرجع بعد ذلك يطلب زيادة، هذا ليس له حقٌّ، فلو أن إنسانًا باع آخر أو تعاقد معه على شيء، ثم بعد تمام العقد يرجع ويطالب، فليس له حقٌّ، وإلا فسدت معاملة الناس، فلذلك ليس له عليك حقٌّ لازم، لكن إن شئت أن تُطيب خاطره بأن تكرمه، فهذا إحسان، لكنه ليس بواجب.