السؤال:
هل من يسقط من مكان عالٍ يُعتبر من الشهداء؟
الجواب :
الشهادة مرتبة عُليا، ومنزلة سامية، جعل الله تعالى أصحابها من الرفيق الحسن الجميل، قال جلَّ وعلا: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا}سورة النساء. الآية 69.فجعل الله تعالى هؤلاء ممن أنعم الله عليهم، وزكى رفقتهم.
والشهادة أعلى مراتبها القتل في سبيل الله؛ لإعلاء كلمة الله في قتال الكفار، فالشهيد هو الذي يُقتل في أرض المعركة في قِتال الكفار، هذا على مراتب الشهادة، ثم ألحقت السنة بهذا جُملة من الموتى الذين يكون في موتهم بلاءٌ عظيم، ففي الصحيحين من حديث أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي rقال: «الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغَرِق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله»رواه البخاري (2829)، ومسلم (1914)..
وجاء أيضًا في حديثٍ آخر: «مَنْ قُتِلَ فِي سبيلِ اللهِ فهو شهيدٌ، ومَنْ ماتَ في سبيلِ اللهِ فهوَ شهيدٌ»رواه مسلم (1915) عن أبي هريرة t.، فجعل الموت في سبيل الله كالقتل في سبيل الله شهادة، وفي حديث آخر «من قُتِلَ دونَ مالِهِ فَهوَ شَهيدٌ»رواه البخاري (2480)، ومسلم (141) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.، وهذه الأحاديث في مجموعها تدل على أن الشهادة تثبت في غير القتل في سبيل الله، وفي غير قتال الكفار، لكن هذا مُقيد بما جاء به النص.
فمن سقط من علو لم يرد به حديث خاص في إلحاقه بالشهادة، ولا يجتمع في معنى من المعاني التي جاء بها النص، فليس في معنى المطعون، ولا المبطون، ولا الغريق، ولا صاحب هدم، والله تعالى أعلم.