"مجموع الفتاوى" (وقد اختلف الناس في قدرة العبد على خلاف معلوم الحق أو مرادهوالتحقيق أنه قد يكون قادرا بالقدرة الأولى الشرعية المتقدمة على الفعل فإن الله قادر أيضا على خلاف المعلوم والمراد وإلا لم يكن قادرا إلا على ما فعله وليس العبد قادرا على ذلك بالقدرة المقارنة للفعل فإنه لا يكون إلا ما علم الله كونه وأراد كونه فإنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
وكذلك قول الحواريين : { هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء} إنما استفهموا عن هذه القدرة وكذلك ظن يونس أن لن نقدر عليه أي فسر بالقدرة كما يقال للرجل ؛ هل تقدر أن تفعل كذا ؟ أي هل تفعله ؟ وهو مشهور في كلام الناس.
"مجموع الفتاوى" ( 8/373-374).