تفتيش جوال الزوجة
السؤال:
هل للزوج حقٌّ في أن يطلب هاتف زوجته ويطلع على ما فيه من مكالمات.. رسائل.. إلى آخره؟ وهل لها الحق أن ترفض؟
الجواب:
الأصل في هذا قوله تعالى: ﴿وَلَا تَجَسَّسُوا﴾سورة الحجرات من الآية 12 فلا يجوز التجسس، إلا إذا كان ثمة ما يوجب ذلك، من ريبة أو نحو ذلك، وهذه حالات استثنائية، والأصل أن يعاملها بما يحب أن تعامله به، فإذا كان لا يرضى أن تطلب منه الهاتف لتفتش في رسائله؛ فكذلك هو؛ قال الله تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾البقرة: 228.
وكثير من الأحيان تنفتح أبواب الشرور والمفاسد بسبب هذه الشكوك، وهذا لا يعني السلامة، فكل بني آدم خطَّاء، وما من أحدٍ إلا وقد يقع في الخطأ، لكن لا تكون المعالجة بالتجسس وتتبع العثرات والزلات؛ لأن هذا لا يُطفئ نار الشك، بل هو وقود يزيدها اضطرامًا، والشكوك اشتعالاً، وبالتالي فليس من الحكمة ولا من المصلحة الدخول في مثل هذا، إلا إذا كان هناك ما يوجبه.
لكني أحذر الجميع من الانزلاق وراء ما يمكن أن يكون من عثرات الاتصالات، وهي كثيرة، لا في حق الرجال، ولا في حق النساء، فمن الرجال من يتتبعون الاتصالات ويملئون بها أوقاتهم، وتشغلهم عن زوجاتهم وأولادهم، وهم في ذلك في سيئات قولية وعملية وبصرية، وكذلك من الزوجات من يقعن في هذا، ويبررن ذلك بأن أزواجهن مشغولون عنهن، ولا يلتفتون إليهن، وأنهن يفتقدن الحنان، وسماع الكلام الحسن، وأن عندهن فراغًا واسعًا!
كل هذه المبررات لا تسوِّغ التورط في هذه القاذورات، يجب على المؤمن أن يتقي الله تعالى، وأن يُبعد نفسه عن مثل هذه المزالق، وأحيانًا يرى الإنسان باب الدخول، لكنه إذا دخل لا يُحسن الخروج، وقد تكون العواقب وخيمة، وقد تتطور الأمور إلى ما لا يتصوره الإنسان، وشواهد هذا كثيرة، من الابتزاز، والوقوع في الشر والفساد، والله أعلم.