قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" كتأويلهم قوله {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} المتقدم ذنب آدم والمتأخر ذنب أمته وهذا معلوم البطلان ويدل على ذلك وجوه: أحدها: أن آدم قد تاب الله عليه قبل أن ينزل إلى الأرض فضلاً عن عام الحديبية الذي أنزل الله فيه هذه السورة قال تعالى : {وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى} وقال : {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم}.
وقد ذكر أنه قال : {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} .
والثاني : أن يقال : فآدم عندكم من جملة موارد النزاع ولا يحتاج أن يغفر له ذنبه عند المنازع فإنه نبي أيضا ، ومن قال : إنه لم يصدر من الأنبياء ذنب يقول ذلك عن آدم ومحمد وغيرهما.
الوجه الثالث: أن الله لا يجعل الذنب ذنبا لمن لم يفعله فإنه هو القائل:{ولا تزر وازرة وزر أخرى} .
فمن الممتنع أن يضاف إلى محمد صلى الله عليه وسلم ذنب آدم صلى الله عليه وسلم أو أمته أو غيرهما".
"مجموع الفتاوى" ( 10/314).