قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :"وإنما كثير من غالطي المتصوفة لهم مثل هذه التأويلات الباطلة في الكتاب والسنة .
وقد يكون المعنى الذي يعنونه صحيحا؛ لكن لا يدل عليه الكلام وليس هو مراد المتكلم وقد لا يكون صحيحا .
فيقع الغلط " تارة " في الحكم و " تارة " في الدليل كقول بعضهم : {أن رآه استغنى} أي : أن رأى ربه استغنى والمعنى إنه ليطغى أن رأى نفسه استغنى، وكقول بعضهم : "فإن لم تكن تراه": يعني فإن فنيت عنك رأيت ربك .
وليس هذا معنى الحديث فإنه لو أريد هذا لقيل : فإن لم تكن تره، وقد قيل : " تراه " ثم كيف يصنع بجواب الشرط ؟ وهو قوله : فإنه يراك ؛ ثم إنه على قولهم الباطل تكون كان تامة .
فالتقدير : فإن لم تكن : أي لم تقع ولم تحصل، وهذا تقدير محال فإن العبد كائن موجود ليس بمعدوم .
ولو أريد فناؤه عن هواه أو فناء شهوده للأغيار لم يعبر بنفي كونه؛ فإن هذا محال .
ومتى كان المعنى صحيحاً والدلالة ليست مرادة فقد يسمى ذلك " إشارة "وقد أودع الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي " حقائق التفسير " من هذا قطعة".
"مجموع الفتاوى" (10/560- 561).