قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :"وهذا " الصراط المستقيم " يشتمل على علم وعمل: علم شرعي وعمل شرعي فمن علم ولم يعمل بعلمه كان فاجرا ومن عمل بغير علم كان ضالا وقد أمرنا الله سبحانه أن نقول{اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}.
قال النبي صلى الله عليه وسلم «اليهود مغضوب عليهم والنصارىضالون وذلك أن اليهود عرفوا الحق ولم يعملوا به والنصارى عبدوا الله بغير علم».
ولهذا كان السلف يقولون: احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون.
وكانوا يقولون: من فسد من العلماء ففيه شبه من اليهود ومن فسد من العباد ففيه شبه من النصارى فمن دعا إلى العلم دون العمل المأمور به كان مضلا ومن دعا إلى العمل دون العلم كان مضلا وأضل منهما من سلك في العلم طريق أهل البدع ؛ فيتبع أمورا تخالف الكتاب والسنة يظنها علوما وهي جهالات.
وكذلك من سلك في العبادة طريق أهل البدع، فيعمل أعمالا تخالف الأعمال المشروعة يظنها عبادات وهي ضلالات .
"مجموع الفتاوى" ( 11/26-27).