قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" ولفظ " الحرف والكلمة " له في لغة العرب التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم بها معنى وله في اصطلاح النحاة معنى .
فالكلمة في لغتهم هي الجملة التامة الجملة الاسمية أو الفعلية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته : «كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ».
وقال صلى الله عليه وسلم « إن أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد : ألا كل شيء ما خلا الله باطل ».
وقال : «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب له بها سخطه إلى يوم القيامة ».
وقال لأم المؤمنين:«لقد قلت بعدك أربع كلمات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله عدد خلقه سبحان الله رضا نفسه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله مداد كلماته ».
ومنه قوله تعالى «كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا».
وقوله : «وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها» وقوله تعالى «يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ».
وقوله : «وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون» وقوله : «وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا » وقول النبي صلى الله عليه وسلم "« من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله » ونظائره كثيرة .
ولا يوجد قط في الكتاب والسنة وكلام العرب لفظ الكلمة إلا والمراد به الجملة التامة.
" مجموع الفتاوى" (12/ 103- 105).