قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" وقيل لهم – الفلاسفة -: الذي في الكتاب والسنة من ذكر الملائكة وكثرتهم أمر لا يحصر حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم « أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا ملك قائم أو قاعد أو راكع ؛ أو ساجد ».
وقال الله تعالى : { تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم } .
فمن جعلهم عشرة أو تسعة عشر أو زعم أن التسعة عشر الذين على سقر : هم العقول والنفوس ؛ فهذا من جهله بما جاء عن الله ورسوله .
وضلاله في ذلك بين : إذا لم تتفق الأسماء في صفة المسمى ولا في قدره كما تكون الألفاظ المترادفة . وإنما اتفق المسميان في كون كل منهما روحا متعلقا بالسموات .
وهذا من بعض صفات ملائكة السموات فالذي أثبتوه هو بعض الصفات لبعض الملائكة وهو بالنسبة إلى الملائكة وصفاتهم وأقدارهم وأعدادهم في غاية القلة أقل مما يؤمن به السامرة من الأنبياء بالنسبة إلى الأنبياء ؛ إذ هم لا يؤمنون بنبي بعد موسى ويوشع . كيف ؟ وهم لم يثبتوا للملائكة من الصفة إلا مجرد ما علموه من نفوسهم مجرد العلم للعقول والحركة الإرادية للنفوس .
ومن المعلوم أن الملائكة لهم من العلوم والأحوال والإرادات والأعمال ما لا يحصيه إلا ذو الجلال ووصفهم في القرآن بالتسبيح والعبادة لله أكثر من أن يذكر هنا كما ذكر تعالى في خطابه للملائكة وأمره لهم بالسجود لآدم .
"مجموع الفتاوى" ( 4/120-121).