وهنا أنبه أنه ينبغي على المؤمن ان يتقي الله –تعالى- في حجه، الحج شعاره التوحيد، ولذلك ما نسمعه في بعض المخيمات من الدعاء غير الله –عز وجل- هو وثنية وشرك وهو مضاد لهذه الدعوة التي جاء ببها النبي –صلى الله عليه وسلم- فاللذين يهتفون بأسماء الأموات سواء كانوا أنبياء، كانوا صالحين، كانوا صحابة، كانوا من آل البيت، كانوا من كانوا، الذين يهتفون بأسمائهم هؤلاء لم يحققوا لبيك اللهم لبيك؛ لبيك لا شريك لك لبيك، فإنه لا شريك لله –عز وجل- في العبادة فلا يهتف إلا باسمه -جل في علاه- ولا يدعى إلا هو، ولذلك كان خير الدعاء في يوم عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شئ قدير.
وهؤلاء يؤذون أنفسهم الذين يدعون غير الله في هذه المواقف المباركة، بل يعظم إثمهم لأنهم يأتون بالوثنية في مقر التوحيد ومعقله، وفي المكان الذي أبطل فيه النبي –صلى الله عليه وسلم- كل شعارات الجاهلية، وأقام فيه شعار التوحيد: لا إله إلا الله، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
فلذلك ينبغي أن يتنبه كل حاج على أي مذهب كان أن: الحج إنما قصده وغرضه تعظيم الله؛ لا تعظيم أحد من الخلق، الذي يريد أن يعظم الأموات يذهب إليهم في قبورهم، لا يأتي إلى أطهر البقاع وأرض التوحيد ويدعوا غيرا الله -عز وجل- ويهتف بأسمائهم.
هؤلاء الأموات لا ينفعون أحدا؛ كما قال الله –جل وعلا-: ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ، وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ﴾(1)، وقد قال الله –جل وعلا-: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾(2)، فلا يجوز لأحد أن يتورط في هذه السيئة الكبيرة، وإنما أنا نبهت لهذا لأنه يلاحظ أن ثمة مجاميع من الحجيج يحصل منهم مثل هذا بإظهار بالمكبرات وغيرها؛ إظهار الدعاء لغير الله، ونقول لهم: لم تحققوا ما دعاكم له الله من عبادته وحده لا شريك له.
نسأل الله الهداية لضال المسلمين وأن يعيذنا وإياكم من الشرك وشعائره.