السؤال:هل يشرع قراءة القرآن في الطواف، ومتى يصلي ركعتي الطواف إذا طاف سبعاً ثم سبعاً.
الجواب:
المشروع في الطواف أن يُكثر فيه من ذكر الله -جل وعلا- والدعاء، والتسبيح، والتكبير، والتحميد، وأن يقول أيضًا من ما جاء عن جماعة من الصحابة -رضي الله عنهم- أن ثبت أنهم كانوا يقولون: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾. البقرة:201 وهذا أجمع دعاء يدعو به المؤمن في صلاته، وفي سائر دعائه، ولذلك جاء في الصحيحين من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-كان كثيرًا ما يقول في دعائه:﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾. لأنه أجمع دعاء يجمع على خير الدنيا، وخير الآخرة.
ما يتعلق بالطواف إذا كان يقرأ القرآن فإنه سيشتغل بالذكر، فلو لم يقول هذا، أو قاله في شوط من الأشواط، أو قاله في الشوط الأخير، فإنه لا حرج، ويكون قد أتى بالسنة، ولا يلزم أن يقطع القراءة إذا كان هذا أصلح لقلبه، فإنه يستمر في قراءته، وقد سُئل الإمام أحمد عن مسألة هل أفعل كذا من الخير، أو أفعل كذا من الخير؟ قال: «أنظر إلى ما هو أصلح لقلبك فأفعله». "الآداب الشرعية" (2/ 23".
وهذا يُبين لنا أن القاعدة في الأعمال الخيرية التي لم يُحدد فيها شيء مُحدد، واضح، وبيِّن أن يبحث فيها الإنسان عن الأصلح لقلبه ويفعله.
أما ما يتعلق بمن كرر الطواف، طاف سبعًا، ثم سبعًا، ثم سبعًا، فهل يصلي ركعتين بعد كل طواف؟
هذا هو السنة، أن يصلي ركعتين بعد كل طواف، لكن لو أنه قال أريد أن أطوف جملة من الأطواف، فأطوف سبعًا، ثم سبعًا، ثم سبعًا، ثم أصلي ركعتين للطواف الأول، وركعتين للطواف الثاني، وركعتين للطواف الثالث، الأمر في هذا واسع ولا حرج، وفي كلا الحالين تصيبُ ما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: «يا بني عبد منافǃلا تمنعوا أحدًا طاف بهذا البيت أي ساعةً من ليل أو نهار أن يصلي ركعتين».
وعلى أن من العلماء مَن يرى أنه إذا تكرر الطواف بهذه الطريقة، يعني طاف سبعًا، ثم سبعًا، ثم سبعًا، فإن يكفيه ركعتين لتداخل هذه الطوافات، فتتداخل الركعتان في الأطواف المتعددة، وتكون ركعتان فقط عن جميع ما طافه بالبيت سواءً كان سبعًا، أو أكثر منى ذلك، لكن الذي يظهر وهو أقرب إلى السنة أن لكل طوافٍ ركعتين، فيكون بهذا إذا طاف طوافين سبعًا، ثم سبعًا، فيصلي ركعتين، ثم ركعتين، والأفضل أن يفصل بين الأطواف بالركعتين.