{باب مَا جَاءَ فِي السَّعْيِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ}.
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا السَّعْيُ مِنْ دَارِ بَنِي عَبَّادٍ إِلَى زُقَاقِ بَنِي أَبِي حُسَيْن.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا طَافَ الطَّوَافَ الأَوَّلَ خَبَّ ثَلاَثًا وَمَشَى أَرْبَعًا ، وَكَانَ يَسْعَى بَطْنَ الْمَسِيلِ إِذَا طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَقُلْتُ لِنَافِعٍ أَكَانَ عَبْدُ اللهِ يَمْشِي إِذَا بَلَغَ الرُّكْنَ الْيَمَانِيَ قَالَ : لاََ ، إِلاَّ أَنْ يُزَاحَمَ عَلَى الرُّكْنِ فَإِنَّهُ كَانَ لاَ يَدَعُهُ حَتَّى يَسْتَلِمَهُ.
1645- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ سَأَلْنَا ابْنَ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ رَجُلٍ طَافَ بِالْبَيْتِ فِي عُمْرَةٍ وَلَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ أَيَأْتِي امْرَأَتَهُ فَقَالَ قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ فَطَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ سَبْعًا {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.
1646 - وَسَأَلْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ : لاَ يَقْرَبَنَّهَا حَتَّى يَطُوفَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ.
1647- حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ ثمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ثُمَّ تَلاَ {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.
1648- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ ، قَالَ : قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَكُنْتُمْ تَكْرَهُونَ السَّعْيَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ قَالَ نَعَمْ لأَنَّهَا كَانَتْ مِنْ شَعَائِرِ الْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ : {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ ، أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا}.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : إِنَّمَا سَعَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ لِيُرِيَ الْمُشْرِكِينَ قُوَّتَهُ.
هذه الأحاديث ساقها المصنف -رحمه الله- لبيان ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في شأن السعي بين الصفا والمروة، فساق أولًا بيان حدود السعي بين الصفا والمروة فيما نقله عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال:" السعي"؛ أي الذي يكون بين الصفا والمروة بين دار بني عباد إلى زقاق بني أبي حسين، وهذا لأن المسعى بين الصفا والمروة كان خارجا عن البيت، وكان فيه بيوت تحيط به، بل كان إلى عهد قريب قبل هذه التوسعة التي جاءت في الدولة السعودية في زمن الملك السعود -رحمه الله- كان المسعى أشبه ما يكون بالسوق ثمة دكاكين عن يمينه ويساره، والصور التي تصور المسعى قبل بناءه الحديث واضح فيها حال الناس ويخبرنا مشايخنا الذين أدركوا ذاك بأن الكلاب كانت تجري في هذا المكان وكان سوقا يباع فيه ما يباع من الأغراض، حتى أن شيخنا محمد ابن صالح العثيمين-رحمه الله- يحدثني يقول: اشتريت نظارة من الدكاكين التي كانت تحيط بالمسعى، فهذا أمر أدركه كبار السن ويعرفونه؛ يعرفون حال المسعى قبل هذه التوسعة، فقوله -رحمه الله- في تحديد المسعى بالدار والزقاق في قوله "السعي من دار بني عباد إلى زقاق بني أبي حسين" بيان لواقع الناس في ذلك اليوم، أما اليوم فالمسعى واضح المعالم مبدأ ومنتهى، حيث وضعت علامات بينة واضحة ظاهرة في بداية السعي ونهايته، وكذلك فيما يتعلق بطوله وفيما يتعلق بعرضه، أيضا حدد بتحديد واضح بين في حدود المسعى الذي جرت توسعته هذه الأيام، فمن سعى بين الصفا والمروة في الموضع الذي وضعت عليه العلامات فقد أدى ما عليه من السعي المشروع الذي جاءت مشروعيته في قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا}[البقرة:158]
وأما ما ساقه من الأحاديث فجملتها إثبات أن السعي وقع من النبيصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجه، وفي بيان صفة سعيه -صلوات الله وسلامه عليه-
فساق بإسناده "عن نافع عن ابن عمر كان النبيصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَإذا طاف الطواف الأول" الطواف الأول طواف القدوم، "خب ثلاثا"، أي رمل، والخب أي الإسراع في المشي بأن يسرع مشيا ويقارب الخطى، "خب ثلاثا، ومشى أربعا وكان يسعى بطن المسيل"، هذا فيما يتعلق بالطواف بين الصفا والمروة. "وكان يسعى بطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة" بطن المسيل هو بطن الوادي وذلك أن المسعى كان بين جبلين: والآن يشاهد الذاهب للصفا والمروة بعض أثار جبل الصفا ومرتفع جبل المروة، فهو بين جبلين.
وما بين الجبلين بطن مسيل: يعني محل جريان الماء إذا سال من الأمطار، فكان النبي إذا جاء إلي بطن المسيل المنطقة المنحدرة بين الجبلين شد سيره حتى إنه قال:" لا يقطع الأبطح " والأبطح هو ما بين الجبلين مما أجتمع فيه الحصى، "لا يقطع الأبطح إلا شدا" أي إلا عدوا وسرعة في السير ،وقد وضع لبطن المسيل علامات موجودة الآن، وهي موجودة من زمن حيث إن المسعى بُلِّط بالرخام منذ زمن قديم، ولكن الآن موضوع لبطن المسيل علامات خضراء مبدأ ومنتهي سواء بالأنوار أو بغيره من العلامات التي تبين المكان الذي كان فيه سعي رسول الله؛ أي اشتداده بالسير -صلوات الله وسلامه عليه، "وكان يسعى بطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة فقلت لنافع أكان عبد الله يمشي إذا بلغ الركن اليماني في طوافه قال: لا، إلا أن يزحم"، يعني كان يرمل إلا أن يُزحم، إلا أن يُزاحم على الركن فإنه كان لا يدعه حتى يستلمه، فكان يمشي بين الركنين لأنه أهيأ له كما جاء في رواية سابقة، وساق فيه أيضا من طريق عمرو ابن دينار قال: "سألنا ابن عمر رضي الله تعالى عنه عن رجل طاف بالبيت في عمرة ولم يطف بين الصفا والمروة أيأتي امرأته؟ أي يتحلل ويقتصد على طوافه بالبيت دون سعي فقال: قدم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فطاف بالبيت سبعا، وصلى خلف المقام ركعتين، وطاف بين الصفا والمروة سبعا {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[الأحزاب:21].
فأجاب أنه لا يجزئه ذلك.
وصرح بذلك جابر عندما سُئل حيث قال:"لا يقربها حتى يطوف بين الصفا والمروة".
وهذا يدل على أنهما كانا يريان أن الطواف بين الصفا والمروة من أعمال الحج والعمرة وأنه لا يتحلل في العمرة إلا بعدها، وساق بإسناده عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال: قدم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة فطاف بالبيت ثم صلى ركعتين ثم سعى بين الصفا والمروة ثم تلا قوله تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[الأحزاب:21]، ثم ذكر عن أنس أنه سُئل ، سأله عاصم، قال: قلت لأنس رضي الله تعالى عنه أكنتم تكرهون السعي بين الصفا والمروة قال: نعم، ويخبر عن الأنصار الذين كانوا يعظمون أصناما على الصفا والمروة فكرهوا أن يطوفوا بعد أن مَنَّ الله عليهم بالإسلام، وأن يعظموا شيئا كانوا يعظمونه في الجاهلية، فقال:" نعم لأنها كانت من شعائر الجاهلية حتى أنزل الله {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}[البقرة:158]فزالت تلك الكراهة"، أي زال ما يكرهه من الطواف بين الصفا والمروة.
وساق عن عبد الله ابن عباس بإسناده أنه قال :"إنما سعى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالبيت بين الصفا والمروة ليري المشركين قوته"، بيان سبب وأصل مشروعية السعي بين الصفا والمروة أي الاشتداد في الرمل عند الطواف، وفي الاشتداد بين الجبلين في بطن المسيل أنه فعل ذلك ليري المشركين قوته، هذا أخر ما ذكره المصنف في ما يتعلق بالأعمال المتصلة بالطواف والسعي.
ثم بعد ذلك يشرع المصنف رحمه الله بذكر أعمال الحج ابتداءً من اليوم الثامن من ذي الحجة.
القارئ:{باب تَقْضِي الْحَائِضُ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا إِلاَّ الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ}، وَإِذَا سَعَى عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ.
1650- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّهَا قَالَتْ قَدِمْتُ مَكَّةَ وَأَنَا حَائِضٌ وَلَمْ أَطُفْ بِالْبَيْتِ ، وَلاَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ قَالَتْ فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : افْعَلِي كَمَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لاَ تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي.
1651- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ : وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ أَهَلَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هُوَ وَأَصْحَابُهُ بِالْحَجِّ وَلَيْسَ مَعَ أَحَدٍ مِنْهُمْ هَدْيٌ غَيْرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَطَلْحَةَ وَقَدِمَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ وَمَعَهُ هَدْيٌ فَقَالَ أَهْلَلْتُ بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً وَيَطُوفُوا ثُمَّ يُقَصِّرُوا وَيَحِلُّوا إِلاَّ مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ فَقَالُوا نَنْطَلِقُ إِلَى مِنًى وَذَكَرُ أَحَدِنَا يَقْطُرُ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أَهْدَيْتُ وَلَوْلاَ أَنَّ مَعِي الْهَدْيَ لأَحْلَلْتُ وَحَاضَتْ عَائِشَةُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَنَسَكَتِ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا غَيْرَ أَنَّهَا لَمْ تَطُفْ بِالْبَيْتِ فَلَمَّا طَهُرَتْ طَافَتْ بِالْبَيْتِ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ تَنْطَلِقُونَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ وَأَنْطَلِقُ بِحَجٍّ فَأَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهَا إِلَى التَّنْعِيمِ فَاعْتَمَرَتْ بَعْدَ الْحَجّ.
1652- حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ كُنَّا نَمْنَعُ عَوَاتِقَنَا أَنْ يَخْرُجْنَ فَقَدِمَتِ امْرَأَةٌ فَنَزَلَتْ قَصْرَ بَنِي خَلَفٍ فَحَدَّثَتْ أَنْ أُخْتَهَا كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً وَكَانَتْ أُخْتِي مَعَهُ فِي سِتِّ غَزَوَاتٍ قَالَتْ كُنَّا نُدَاوِي الْكَلْمَى وَنَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى فَسَأَلَتْ أُخْتِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ هَلْ عَلَى إِحْدَانَا بَأْسٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا جِلْبَابٌ أَنْ لاَ تَخْرُجَ قَالَ لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا وَلْتَشْهَدِ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُؤْمِنِينَ فَلَمَّا قَدِمَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، سَأَلْنَهَا ، أَوْ قَالَتْ سَأَلْنَاهَا - فَقَالَتْ وَكَانَتْ لاَ تَذْكُرُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ قَالَتْ بِأَبِي فَقُلْنَا أَسَمِعْتِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ كَذَا وَكَذَا قَالَتْ نَعَمْ بِأَبِي فَقَالَ لِتَخْرُجِ الْعَوَاتِقُ ذَوَاتُ الْخُدُورِ ، أَوِ الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ - وَالْحُيَّضُ فَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ وَيَعْتَزِلُ الْحُيَّضُ الْمُصَلَّى فَقُلْتُ الْحَائِضُ فَقَالَتْ أَوَ لَيْسَ تَشْهَدُ عَرَفَةَ وَتَشْهَدُ كَذَا وَتَشْهَدُ كَذَا.
هذا الباب ذكر فيه المصنف -رحمه الله- جملة من الأحاديث المتعلقة بحال الحائض؛ والحائض: هي من جرى معها الدم المعتاد المألوف الذي يلقه الرحم، وهو شيء كتبه الله تعالى على بنات آدم، شيء يجري للمرأة على وجه معتاد، وهو من رحمة الله تعالى بالمرأة إذ إن هذا الدم بقاؤه في بدنها يضرها وذكر فيه ما تفعله الحائض؛ وأنها تفعل ما يفعله الحاج غير أن لا تطوف بالبيت، فقد خصت عائشة -رضي الله تعالى عنها- أنها لما حاضت قدمت مكة ولم تطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة، لم تسعى بين الصفا والمروة -رضي الله تعالى عنها- لقوله -صلى الله عليه وسلم- "افعلي كما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت" فمنع النبي -صلى الله عليه وسلم- الطواف بالبيت ويلحق به السعي فمن العلماء من يقول أنها لا تطوف ولا تسعى؛ لأن السعي لا يكون إلا بعد طواف.