المشعر مأخوذ من الشعائر والشعيرة، وهي كل كما يُعظم، والله تعالى عظم الشعائر وجعلها محلا للإجلال والتقدير، فإن قيل: لماذا خُص هذا المكان دون غيره من الأماكن؟ فالجواب على هذا: قول الله جلَّ وعلا: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} سورة القصص. الآية 68.، فالله -جلَّ في علاه- يخلق ما يشاء ويختار ما يشاء، ومما اختاره هذه البقعة المباركة، التي قال فيها: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} سورة البقرة. الآية 198..
وسميت حراما؛ لأنها داخلة في حدود الحرم، بخلاف عرفة فهي من الحل.
وتُسمى جمعا؛ لأن الحجيج يجتمعون فيها بعد خروجهم من عرفة، وقد حُددت هذه المنطقة بأعلام واضحة؛ حتى تتميز عن غيرها.