قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" ثم بعد هذا إذا نزل هل يخلو منه العرش أو لا يخلو ؟ " هذه مسألة أخرى " تكلم فيها أهل الإثبات .
فمنهم من قال : لا يخلو منه العرش ونقل ذلك عن الإمام أحمد بن حنبل في رسالته إلى مسدد وعن إسحاق بن راهويه وحماد بن زيد وعثمان بن سعيد الدارمي وغيرهم .
ومنهم من أنكر ذلك وطعن في هذه الرسالة وقال : راويها عن أحمد بن حنبل مجهول لا يعرف .
والقول الأول معروف عند الأئمة كحماد بن زيد وإسحاق بن راهويه وغيرهما قال الخلال في " كتاب السنة " : حدثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا أحمد بن محمد المقدمي ثنا سليمان بن حرب قال : سأل بشر بن السري حماد بن زيد فقال : يا أبا إسماعيل الحديث الذي جاء : «ينزل ربنا إلى سماء الدنيا» يتحول من مكان إلى مكان ؟ فسكت حماد بن زيد ثم قال : هو في مكانه يقرب من خلقه كيف شاء .
ورواه ابن بطة في كتاب " الإبانة " فقال : حدثني أبو القاسم حفص بن عمر الأردبيلي حدثنا أبو حاتم الرازي حدثنا سليمان بن حرب قال سأل بشر بن السري حماد بن زيد فقال : يا أبا إسماعيل الحديث الذي جاء «ينزل الله إلى سماء الدنيا» أيتحول من مكان إلى مكان ؟ فسكت حماد بن زيد ثم قال : هو في مكانه يقرب من خلقه كيف شاء .
وقال ابن بطة : وحدثنا أبو بكر النجاد ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا علي بن خشرم قال : قال إسحاق بن راهويه : دخلت على عبد الله بن طاهر فقال : ما هذه الأحاديث التي تروونها قلت : أي شيء أصلح الله الأمير ؟ قال : تروون أن الله ينزل إلى السماء الدنيا قلت : نعم رواها الثقات الذين يروون الأحكام .
قال : أينزل ويدع عرشه ؟ قال : فقلت : يقدر أن ينزل من غير أن يخلو العرش منه، قال : نعم، قلت : ولم تتكلم في هذا وقد رواها اللكائي أيضا بإسناد منقطع واللفظ مخالف لهذا. وهذا الإسناد أصح وهذه والتي قبلها حكايتان صحيحتان رواتهما أئمة ثقات".
"مجموع الفتاوى" ( 5/375-376).