بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحابته ومن سار على نهجهم واقتفى آثارهم إلى يوم الدين.
قال –رحمه الله- تعالى في منظومته:
فـيــاربِّ وفِّـقْــنَـا إلى مـا نـقُـولُــه *** فمَـا زلتَ يا ذا الطَّوْل بَـرًّا ومُنْـعِمَـا
فــإنِّي وإنْ بَـلَّغْـتُ قَـولَ مُـحَــقِّـقٍ *** مُقِـرُّ بتـقْصِـيرِي و جَهلِـي لِعـلمِ مَـا
ولَـمَّـا أتَى مِثـلي إلَى الـجَـوِّ خالِـيًـا *** مِنَ العِلمِ أضْحَى مُعْـلِنًـا مُتـكلِّـمَـا
كغَـابٍ خَـلا مِنْ أُسْـدِهِ فَـتواثَـبَـتْ *** ثَعالبُ ما كانتْ تَطَا في فِـنَا الـحِـمَى
فيَا سامعَ النَّجْوَى ويا عالِـمَ الـخَـفَا ***سَـألْـتُكَ غُفْـرَانًـا يكـونُ معمَّـمَـا
فَـمَـا جَــرَّني إلَّا اضْطِــرارٌ رأيْـتُــه *** تَـخوَّفْـتُ كَوني إنْ توقَّـفتُ كاتِـمَـا
فَـأبْديْتُ مِن جَـرَّاه مُزْجَـى بِضاعتِـي *** وأمَّـلْتُ عَـفْوًا مِنْ إلٰـهي ومَرْحَـمَـا
فمَـا خَــابَ عبْـدٌ يَستَـجــير بِربِّــه *** ألَـحَّ وأمْسَى طاهرَ القَـلبِ مسْلِـمَـا
و صلُّوا عَـلى خــير الأنَــام محـمَّــدٍ *** كذَا الآلِ والأصحابِ ما دامتِ السَّمَا
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين أما بعد..
فالمؤلف –رحمه الله- ختم هذه المنظومة المباركة التي ضمنها جملة من المسائل المتعلقة بالقلوب بهذه الأبيات التي تبين ثمرة علم ما تقدم فإن ثمرة علم ما تقدم هو سلامة القلب، وهذه الأبيات تنضح بسلامة القلب ونرجو الله تعالى أن يكون المؤلف ممن يلقى الله تعالى بقلب سليم، فإنه –رحمه الله- بالغ في النصح واجتهد في جمع ما ينفع في هذه المنظومة فجزاه الله تعالى عنا خير الجزاء.
هذه المنظومة يفتتحها المؤلف –رحمه الله- بما تقدم التنبيه إليه من حمد الله تعالى والثناء عليه والصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم بدأها بذكر أسباب حياة القلب فقال:
فـيَـا أيُّـها البَـاغي استِـنَـارةَ قَـلْـبِـهِ *** تَـدَبَّـرْ كِلا الوَحيَـيْنِ وانْـقَدْ وسَلِّمَـا
وهذا أول ما ذكره المؤلف بأسباب حياة القلب، ثم عقبه بذكر الإقبال على الله تعالى المقرون بالتعظيم وذلك بقوله:
فعُنْـوانُ إسعَـادِ الفَـتَى في حَـيَـاتِــهِ *** مَـعَ اللهِ إقْــبَـالًا علَـيْـه مُعَــظِّــمَـا
ثم بعد ذلك أتى بذكر ثالث أسباب حياة القلب وهو صدق المحبة لله –جل وعلا- وذلك في قوله:
وعَينُ امْتراضِ القَلبِ فَـقْدُ الَّـذي لَه *** أُرِيدَ من الإخْلاصِ و الحبِّ فاعْلَمَـا
ثم ذكر –رحمه الله- جملة من الأبيات المتعلقة بالمحبة، ومما ذكره المؤلف –رحمه الله- بعد هذه الأسباب الكبرى لصلاح القلوب وحياتها واستقامتها علامات وآيات للقلب السليم، علامات ودلائل القلب السليم وقد ذكر في ثنايا المنظومة مرض القلب وعلامات مرض القلب لكن القضايا البارزة التي أشار إليه المؤلف في نظمه هو ما ذكرناه ذكر ثلاثة أسباب رئيسية في حياة القلب ثم عقب ذلك بعلامات ودلائل سلامة القلب وذلك بقوله –رحمه الله-:
إذا صحَّ قَـلبُ العَبـدِ بَانَ ارتِـحالُـه *** إلى دارهِ الأخْــرَى فَــراحَ مُسَـلِّـمَـا
وذكر في سلامة القلب جملة من الأسباب أولها الارتحال عن الدنيا إلى دار الآخرة، والارتحال هنا ليس ارتحال البدن، إنما ارتحال القلب فمفاوز الآخرة تقطع بسير القلوب لا بسير الأقدام هذا أولا.
ثم ذكر من علامات صحة القلب صدق المحبة، ولذلك قال: ومن ذاك أي علامات صحته
و مِنْ ذاك إحساسُ الـمُحِبِّ لِقَلبِــهِ *** بضَـرْبٍ و تَـحـريـكٍ إلى اللهِ دائِـمَـا
وهنا ليس تكرارًا لما مضى، فما مضى هو ذكر المحبة وعلامة ذلك، لكن هنا ذكر أن هذه المحبة لابد أن تثمر عملًا وتنشر صالحًا ولذلك قال:
و مِنْ ذاك إحساسُ الـمُحِبِّ لِقَلبِــهِ *** بضَـرْبٍ و تَـحـريـكٍ إلى اللهِ دائِـمَـا
إلى أن يُـهَـنَّـا بالإنَــابَــةِ مُـخْـبِــتًـا *** ..................................
إذًا المحبة تثمر عملًا وهو تحريك الجوارح ولذلك محركات القلوب هي الخوف والرجاء والمحبة، هذه محركات القلوب ورأسها المحبة ولذلك جاء في كلام الإمام أحمد وغيره الإنسان في سيره إلى الله تعالى كالطائر جناحه الخوف والرجاء ورأسه المحبة، رأس الطائر هو المحبة أي محبة الله تعالى هذا ثاني ما ذكره من دلائل صحة القلب أن تثمر المحبة القلبية عملًا صالحًا، ومنها دلائل الذكر هذا من دلائل ماذا يا إخوان؟ من دلائل علامات صحة القلب وسلامته، ومنها الصحبة الطيبة لو ترقمونها عندكم حتى تضبط، ومنها التألم لفوات الصالحات وذلك في قوله:
و منـها إذا مَــا فَـــاتَـه الوِرْدُ مَــرَّةً *** تَــرَاهُ كَـئِــيــبًـا نَــادمًـا متَــألِّـمَـا
هذا الخامس.
السادس من علامات صحة القلب التي ذكرها المؤلف،
ومنها اشْتِياقُ القلبِ في وَقتِ خدمةٍ *** إليْـها كمُشْـتَـدٍّ به الـجوعُ والظَّـمَـا
إليها يعني إلى الأذكار والأوراد والعبادات.
السابع
ومنْـها ذهـابُ الـهَمِّ وقتَ صلاتِــهِ *** بدنْــيَـاه مرتَــاحًـا بِـها مُـتَـنَـعِّـمَـا
هذه العلامة السابعة من علامات صحة القلب، أن تكون الصلاة فرجًا وطمأنينة وراحة لصاحبها، ومنها اجتماع الهم هذا الثامن من علامات صحة القلب
ومنـها اجْـتِـمَـاعُ الـهمِّ منـه بِـربِّــه *** بمَرضاتِـهِ يَـسْـعَى سريعًـا مُعظِّـمَـا
أن يجمع همه على الآخرة فيكون همه رضا مولاه وربه جل في علاه سبحانه وبحمده
ومنْـها مُراعَـــاةٌ وشُـحٌّ بِـوقْــــتِـه *** كمَـا شَحَّ ذُو الـمالِ البخِيلُ مُصَمِّمَـا
وهذا التاسع من العلامات التي ذكرها المؤلف –رحمه الله- العاشر
ومنهَا اهْتمامٌ يُـثْـمِرُ الـحِرصَ رغبَـةً *** بتَـصحيـحِ أعمَـالٍ يَــكونُ متـمِّمَـا
إذًا العناية بالعمل، العناية بإصلاح العمل، العناية بإحسانه أن يكون على وفق ما أمر الله ورسوله هذه العلامة العاشرة، ثم ذكر المؤلف في ثنايا هذا ستة من الصفات التي لا يعرى منها القلب السليم وهي الإخلاص والنصيحة والإحسان والإتباع شهود منة الله عليك بالتوفيق إلى الطاعة إقرارك بالتقصير في حق ربك ضمنها المؤلف –رحمه الله- في بيتين فقال:
............................. *** بتَـصحيـحِ أعمَـالٍ يَــكونُ متـمِّمَـا
بـإخـلاصِ قصدٍ والنَّصيحـةِ محسِنًـا *** وتَـقيِــيـدِه بـالإِتِّــبَــاعِ مُــلازِمَــا
ويَـشْهَـدُ مَــعْ ذا مِـنَّــةَ اللهِ عِـنْــدَه *** وتـقصـــيرَه في حـقِّ مولاهُ دائِــمَـا
منة الله عليه بتوفيقه للعمل الصالح، ثم قال بعد أن ذكر هذه الست التي لا يخلو مهما كان هي لباس القلب السليم.
فسِتٌّ بهـا القَـلبُ السَّليمُ ارتِــداؤُه *** ويَنجُو بها مِن آفـةِ الـمَوتِ و العمَى
أي رداء القلب السليم هي الخصال الستة، هذا الذي تقدم هو ملخص لما ذكره المؤلف –رحمه الله- وهو بمثابة فهرس المحتويات لما تضمنته هذه المنظومة المباركة، بعد هذا المؤلف شرع في ختم هذا النظم فقال:
فيا رب وهذا فيه دعاء لله –جل وعلا- وسأل الله تعالى بوصف الربوبية موافقة للقرآن فإن أكثر الدعاء في القرآن يتوسل فيه بالربوبية يذكر فيه وصف الربوبية، ﴿رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾[طه: 114]، ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾[الأعراف: 23]، ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾[آل عمران: 38] تأمل دعاء القرآن كله تجد أنه يفتتح بذكر الربوبية والسر في ذلك السبب في هذا أن الربوبية تقتضي إيصال الخير للعبد، فهو الذي يربي عباده، يوصل إليهم النعم –جل وعلا- يتدرج بهم سبحانه وبحمده إلى أن يوصلهم إلى ما تصلح به أحوالهم، فهو يسألهم –جل وعلا- بهذا الوصف المقتضي المنة والعطاء والرزق والتدبير من رب العالمين سبحانه وبحمده.
فيا رب وفقنا سأل الله التوفيق، والتوفيق أجل ما نزل من السماء كما قال جماعة من أهل العلم، وقد قيل: زمام الأمور التوفيق ومفتاحها أيش؟ الدعاء والتضرع، زمام يعني أزمة الأمور إنما تنال وتحصل بالتوفيق ومفتاح حصول هذا الزمام بيدك الذي تفتح به الأمور، مفتاح هذا الزمام هو الدعاء والتضرع، ولذلك المؤلف سأل الله التوفيق.
وأنت إذا تأملت في كلام العلماء وجدت لهم حفاوة بسؤال التوفيق لم يحتفوا بشيء كاحتفائهم به فتجد العالم في تأليفه يقول: وما توفيقي إلا بالله في أول كسفه ثم يختم كلامه فيقول: وبالله التوفيق وهذا كله عناية بهذا الأمر الذي به تحصل الخيرات وتستنزل الصالحات وتدرك المؤملات وتؤمن المخوفات يقول –رحمه الله-: فيا رب وفقنا الموافقة أو التوفيق ما هو؟
التوفيق هو الملائمة أن يلاءم الله تعالى بينك وبين ما تحب، والملائمة هي التيسير والجمع فالنفس إذا لاءمت ما تطلب وفقت وإذا نفرت لم توفق، وقد مر معنا كلام ابن القيم –رحمه الله- في تعريف التوفيق فقال: أجمع العارفون بالله على أن التوفيق هو ألا يكلك الله إلى نفسك، يعني أن يتولى أمرك أن يتولى الله تعالى أمرك هذا هو التوفيق، إذا أردت أن تعرف ما هو التوفيق؟ هو أن يتولى الله أمرك يوفقك ليس فقط في أمر الدين، بل في أمر الدين وفي أمر الدنيا لا مانع لما أعطي ولا معطي لما منع.
فالمؤلف يسأل الله تعالى ألا يكله إلى نفسه، بل يكله إلى عظيم قدرته جل في علاه فيقول:" فـيــاربِّ وفِّـقْــنَـا إلى مـا نـقُـولُــه" أي أعنا على العمل بما نقول، وفق لاءم بين أقوالنا وأعمالنا بأن يطابق القول العمل، وإذا طابق العمل القول نجح الإنسان، العلم يهدف للعمل فإن أجابه وإلا ارتحل أعظم ما يوثق به العلم هو العمل به، هو أعظم ما يوثق به العلم وهو أعظم زكاة للعلم، فإن زكاة العلم تكون بتعليمه وتكون بالعمل به والذي لا يمكن أن يعتذر عنه أحد هو العمل به، لأن التعليم قد يقول الإنسان والله أنا ما أستطيع أخجل لا أتكمن لا يقبل الناس مني، لا أتكمن من التدريب يعني يعتذر بأعذار شديدة أو كثيرة ومتنوعة، لكن العمل ما يعتذر عنه أحد لأن العمل إن قصرت عنه الجوارح فلا يكثر عنه القلب، لأن العمل عمل قلب وعمل جوارح.
فيا رب وفقنا لما نقوله أي يسر لنا العمل بما نقول من العلم وبما تقدم من البيان والإيضاح
فمَـا زلتَ يا ذا الطَّوْل بَـرًّا ومُنْـعِمَـا
هذا توسل إلى الله تعالى بصفاته فقال فما زلت أي لم تزل سبحانك وبحمدك عن هذه الصفة يا ذا الطول وهذا وصف من صفات الله تعالى يا ذا الطول يعني يا صاحب الطول ما معنى يا ذا الطول؟ يعني يا منعم يا قادر يا غني فالطول يدور على ثلاثة معاني؛ على الغنى، والقدرة، والإنعام، لأن به يصل إحسانه ويطول إحسانه خلقه سبحانه وبحمده فهو يقول فما زلت يا ذا الطول أي يا ذا الغنى يا ذا القدرة يا ذا الإنعام برا ومنعما، برا أي صاحب خير كثيرة وبر عظيم، والبر هو واسع العطاء مأخوذ من البر انظروا إن طلعنا إلى البر فهو المكان الفسيح الواسع، فكذا هذا في وصف الله تعالى الواسع في عطائه الواسع في غناه الواسع في قدرته سبحانه وبحمده فما زلت يا ذا الطول برا ومنعما أي تنعم على عبادك بأنواع النعم ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾[النحل: 53].
فالمؤلف –رحمه الله- يسأل الله التوفيق إلى العمل، وتوسل إليه بما يوجب حصول الغرض وهو غناه، قدرته، إنعامه لأن المنع إنما يكون عن عجز، وهذا ضده في وصف الله القدرة، وأما أن يكون عن بخل أو عدم والله تعالى الغني، وإما أن يكون عن حبس للإنعام وهذا ضده الإنعام والله تعالى متصل بها جميعًا سبحانه وبحمده.
بعد هذا يقول المؤلف يعني يريد أن يبين مصدر هذه المعلومات التي ذكرها فيقول:
فــإنِّي وإنْ بَـلَّغْـتُ قَـولَ مُـحَــقِّـقٍ
إذًا هذا الكلام الذي تقدم من بيان المؤلف وتوضيحه، ليس من إنشاءه واختراعه إنما هو تبليغ.
إذًا دوره التبليغ وهذا من تواضعه –رحمه الله- لم ينسب هذه المعلومات وهذه المذكورات في هذا النظم إلى نفسه إنما هي قول المحققين ما دوره؟ التبليغ وهذا في غاية التواضع معرفة الجميل إلى أهله وهذه سنة تخفى على كثير من الناس، تجده يتعلم تعليمًا كثيرًا ثم يأنف أن يقول أنا أخذت هذا من فلان، أو استفدت هذا من فلان إنما ينسبها إلى نفسه، وهذا من دلائل وعلامات عدم الإخلاص.
الشافعي إمام الدنيا هو شيخ الإمام أحمد –رحمه الله- يقول الإمام أحمد عن الشافعي: هو كالشمس للدنيا هو كالعافية للناس فانظر هل هما عوض؟ أو يقوم مقامهما شيء؟ يعني إذا فقدت الشمس لا يقوم مقامها شيء، إذا فقدت العافية مكان أبدان الناس ما قام شيء.
الشافعي في زمانه للناس كالشمس للدنيا، والعافية للناس يقول –رحمه الله-: الشافعي وددت أن الناس أخذوا عن العلم ولم أذكر يعني يأخذون العلم دون أن يقولون قال الشافعي لتمام إخلاصهم وحسن قصدهم رحمهم الله، وهذا ما أشار إليه المؤلف –رحمه الله- هنا في قوله:
فــإنِّي وإنْ بَـلَّغْـتُ قَـولَ مُـحَــقِّـقٍ *** أُقِـرُّ بتـقْصِـيرِي و جَهلِـي لِعـلمِ مَـا
يعني هذا الذي قلته لست ممن وفق للعمل به، فأنا أقوله وأقر بأني جاهل ومقصر في القيام به، فأقر بأمرين؛ أقر بالتقصير وهذا أيش سببه؟ هل هو أمر كسبي أو غير كسبي؟ يعني هل هو من الإنسان؟ نعم التقصير من الإنسان، وجهلي هذا قد يكون لقصور علمي لم يتمكن من العلم، وهاتان الآفتان يحصل بهما النقص في مسيرة الإنسان إلى الله تعالى ما هما؟ التقصير والقصور الذي استعاذ منهم النبي –صلى الله عليه وسلم- «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل» الكسور ومن الكسل التقصير، فالعجز هو الكسور، تنزل قدرتك عما تتمكن من الخير، والكسل تقصير وعود عما ينبغي أن تعمل به، والمؤلف أقر بالأمرين وهذا من تواضعه.
أُقِـرُّ بتـقْصِـيرِي و جَهلِـي لِعـلمِ مَـا
أي لعلم ما تقدم من المعارف التي فيها سعادة الدنيا وفوز الآخرة.
نقتصر على هذا ونكمل إن شاء الله تعالى بقية النظم في الدرس القادم والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.