الحَمْدُ للهِ مُنْشِئِ الأَيَّامِ وَالشُّهُورِ , وَمُفْنِي الأَعْوامِ وَالدُّهُورِ , المتَفَرِّدِ بِتَقْدِيرِ الأَقْدارِ وَتَصْرِيفِ الأُمُورِ, ﴿يَعۡلَمُ خَآئِنَةَ ٱلۡأَعۡيُنِ وَمَا تُخۡفِي ٱلصُّدُورُ ﴾[غافر:19] أَحْمَدُهُ حَقَّ حَمْدِهِ لَهُ الحَمْدُ كُلُّهُ أَوَّلُهُ وَآخِرُهُ ظاهِرُهُ وَباطِنُهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ إِلَهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ , وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ , َصفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ, خِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ سُنَّتَهُ وَاقْتَفَى أَثَرَهُ بِإِحْسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فاتَّقُوا اللهَ أَيُّها المؤْمِنُونَ؛ فَتَقوَى اللهِ جَلَّ في عُلاهُ سَبَبُ سَعادَةِ الدُّنْيا وَفَوْزِ الآخِرَةِ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ﴾[الطلاق:2]﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يُكَفِّرۡ عَنۡهُ سَئَِّاتِهِۦ وَيُعۡظِمۡ لَهُۥٓ أَجۡرًا ﴾[الطلاق:5].
أَيُّها المؤْمِنُونَ عِبادَ اللهِ, جَعَلَ اللهُ تَعالَى هَذِهِ الدُّنْيا دارُ عَمَلٍ , يَجِدُّ فِيها النَّاسُ بِأَنْواعٍ مِنَ الأَعْمالِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يُبْعَثُونَ إِلَى رَبٍّ يُحاسِبُهِمْ جَلَّ في عُلاهُ عَلَى الدَّقِيقِ وَالجَليلِ , عَلَى القَطْمِيرِ وَالنَّقِيرِ , عَلَى ما قَدَّمُوا وَأَخَّرُوا , ذاكَ يَوْمٌ عَظِيمٌ يَفِدُ النَّاسُ فِيهِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَيُسْأَلُونَ: عَنْ أَعْمالِهِمْ, عَنْ أَعْمارِهِمْ فِيما أَفْنَوْها؟ وَعَنْ أَمْوالِهِمْ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبُوها وَفِيما صَرَفُوها؟ وَعَنْ كُلِّ دَقِيقٍ وَجَلِيلٍ مِنْ شَأْنِ دُنْياهُمْ , وَالمفْلِحُ الفائِزُ مَنْ أَعَدَّ لِلسِّؤُالِ جَوابًا , وَمَنْ تَهَيَّأَ لِذَلِكَ الموْقِفِ كَما قالَ جَلَّ وَعَلا {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى}النازعات:40, فَمَنْ خافَ ذاكَ المقَامَ أَعَدَّ لَهُ الجَوابُ عَلَى السُّؤالِ، مَنْ خافَ ذَلِكَ المقامِ تَهَيَّأَ لَهُ بِصالحِ الأَعْمالِ , مَنْ خافَ ذَلِكَ المقامِ تَخَفَّفَ مِنَ السَّيِّئاتِ وَالأَوْزارِ.
أَيُّها المؤْمِنُونَ عِبادَ اللهِ, اللهُ يُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَفي ذَلِكَ مِنَ العِبَرِ وَالعِظاتِ ما يَراهُ وَيَشْهَدُهُ أُولُو الأَبْصارِ , فاعْتَبِرُوا بِتَصَرُّمِ اللَّيالِي وَانْقِضاءِ الأَيَّامِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَعْمارِكُمْ.
أَيُّها المؤْمِنُونَ, إِنَّ سُرْعَةَ تَقَضِّي الأَيَّامِ وَذَهابِ الأَعْوامِ شَيْء أَخْبَرَ بِهِ سَيِّدُ الأَنامِ صَلَواتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ فِيما , جاءَ في الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ : «يَتَقارَبُ الزَّمانُ وَيَنْقُصُ العَمَلُ وَيُلْقَى الشُّحُّ وَيَكْثُرُ الهَرْجُِ , قالُوا : ما الهَرْجُ يا رَسُولَ اللهِ ؟ قالَ : القَتْلُ القَتْلُ »البُخارِيُّ(6037), وَمُسْلِمٌ(157), أَيْ : كَثْرَتُهُ وَظُهُورُهُ وَفُشُوُّهُ.
وَقَدْ جاءَ بَيانُ تَقارُبِ الزَّمانِ فِيما رَواهُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ قالَ : قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقارَبُ الزَّمانُ » , ثُمَّ بِيَّنَ ذَلِكَ بَيانًا يُعْرَفُ بِهِ مَعْنَى هَذا التَّقارُبِ , فَقالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «فَتَكُونُ السَّنَةُ كالشَّهْرِ وَيَكُونَ الشَّهْرُ كالجُمُعَةِ وَتَكُونَ الجُمُعَةُ كاليَوْمِ وَيَكُونَ اليَوْمُ كالسَّاعَةِ وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ»الترمذي(2332), وَأَحْمَدُ(10943)وإسنادهُ عِنْدَ أَحْمَدَ صَحِيحٌ أَيْ: الخُوصَةُ مِنْ خُوصِ النَّخْلِ , وَمَا أَسْرَعَ احْتِراقَها , وَما أَسْرَعَ زَوالَها , هَكَذا هِيَ أَيَّامُكُمْ , وَهَكَذا هِي جُمُعُكُمْ , وَهَكَذا هِيَ شُهُورُكُمْ , وَهَكَذا هِيَ أَعْوامُكُمْ , وَهَكَذا هِيَ أَعْمارُكُمْ , فَلْيَعْتَبِرِ الإِنْسانُ , وَلْيُبادِرْ هَذِهِ الأَيَّامَ وَهَذِهِ الأَوْقاتِ بِصالِحِ الأَعْمالِ قَبْلَ أَنْ تَنْقَضِي, وَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعالَى بِالمسارَعَةِ إِلَيْهِ فَقالَ : { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) }آل عِمْران: 133, وَقالَ جَلَّ وَعَلا في مُحْكَمِ كِتابِهِ { فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا{البقرة:148.
إِنَّ الرَّاشِدَ هُوَ الَّذِي عَمَّرَ الوَقْتَ بِما يَرْضَى اللهُ تَعالَى عَنْهُ , وَقْتَكَ ماضٍ زَمَنُكَ مُنْقَضٍ , فاقْضِهِ بِما تَفْرَحُ بِلِقائِهِ وَتُسَرُّ بِتَحْصِيلِهِ , فَإِنَّهُ { مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}سورة ق:18 , وَقَدْ قالَ اللهُ تَعالَى : { إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}الطارق:4 يَحْفَظُ أَعْمالَها وَيُدَوِّنُ ما يَكُونُ مِنْ شَأْنِها , وَقَدْ قالَ اللهُ جَلَّ وَعَلا : {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ{الجاثية:29.
فَكُلُّ ما تَعْمَلُهُ مِنْ ظاهِرٍ أَوْ باطِنٍ في سِرٍّ أَوْ إِعْلانٍ , في شَأْنِ ما بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ أَوْ ما بَيْنَكَ وَبَيْنَ الخَلْقِ فَإِنَّهُ مُدَوَّنٌ مُسَجَّلٌ في الصَّحائِفِ , ثُمَّ يَوْمَ القِيامَةِ تَأْخُذُ هَذِهِ الصَّحِيفَةَ إِمَّا بِيَمِينَكَ فَتُسَرُّ , وَإِمَّا بِالأُخْرَى فَتَهْلِكُ , وَقَدْ قالَ اللهُ تَعالَى في الحَدِيثِ الِإلِهِيِّ : «يا عِبادِي : إِنَّما هِيَ أَعْمالُكُمْ أُحْصِيها لَكُمْ , فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ , وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ»مسلم(2577).
أَقُولُ هَذا القَوْلَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ فاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الحَمْدُ للهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبارَكاً فِيهِ كَما يُحِبُّ رَبُّنا وَيَرْضَى , أَحْمَدُهُ حَقَّ حَمْدِهِ , لا أُحْصِي ثَناءً عَلَيْهِ هُوَ كَما أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ.
وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ إِلَهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرينَ , لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ وَأَشْهَدُ أَنّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ سُنَّتَهُ بِإِحْسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فاتَّقُوا اللهَ أَيُّها المؤْمِنُونَ, اتَّقُوا اللهَ حَقَّ التَّقْوَى, وَاعْلَمُوا أَنَّ تَقارُبَ الزَّمانِ الَّذي أَخْبَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ مِنْ نَزْعَ بَرَكَةَ الأَيَّامِ وَالجَمْعِ وَالشُّهُورِ وَالسَّنَواتِ, وَالتَّقْوَى مِنْ أَعْظَمِ الأَسْبابِ المبارَكَةِ في الزَّمانِ وَالمكانِ وَالحالِ وَالعَمَلِ, قالَ اللهُ تَعالَى : { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}الأعراف:96, فَمَنْ أَرادَ البَرَكَةَ في عُمْرِهِ وَفي أَيَّامِهِ وَأَعْمالِهِ فَلْيَلْزَمِ التَّقْوَى؛ فَإِنَّ تَقْوَى اللهِ جَلَّ وَعَلا تَفْتَحُ أَبْوابَ البَرَكاتِ, وَيُدْرِكُ بِها الإِنْسانُ الخَيْراتِ, وَيَصْلُحُ بِها حالَهُ وَمآلَهُ , فاللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِنْ عِبادِكَ المتَّقينَ, اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِنْ عِبادِكَ المتَّقِينَ , اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِنْ عِبادِكَ المتَّقِينَ وَحِزْبِكَ المفْلِحينَ وَأَوْلِيائِكَ الصَّالحينَ يا رَبَّ العالمينَ.
أَيُّها المؤْمِنُونَ, الدُّنْيا بَيَّنَ اللهُ تَعالَى حالَها , حَياتَكَ مُخْتَصَرَةٌ في آياتِ قالَ اللهُ فِيها جَلَّ وَعَلا : { قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) }سُورَةُ عَبَسَ, هَذا حالِي وَحالُكَ وَكُلِّ البَشَرِ: هِيَ مَراحِلُ وَطَبَقاتٌ , { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19) }سُورَةُ الانِشِقاقِ:109, مَرْحَلَةٌ تَتْلُوها مَرْحَلَةٌ وَالعاقِلُ الرَّاشِدُ مَنْ مَلأَها بِطاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ , اليَوْمَ أَنْتَ قَوِيٌّ وَغَدًا أَنْتَ ضَعِيفٌ , وَبِالأَمْسِ كُنْتَ ضَعِيفًا كَما قالَ جَلَّ وَعَلا في مُحْكَمِ كِتابِهِ في تَصْوِيرِ خَلْقِهِ فَقَالَ تَعالَى :{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً }الرُّوم:54, فالخاتِمَةُ لَيْسَتْ ضَعْفًا فَقَطْ بَلْ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَحْصُلُ بِها مِنْ كَراهِيَةِ الدُّنْيا وَتَمَنَّي مُفارَقَتَها ما يَشْهَدُهُ مِنْ طالَتْ بِهِ الأَيَّامُ , وَبَلَغَ مِنَ العُمْرِ مَبْلَغاً يَكُونُ عِبْئًا عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى غَيْرِهِ { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً } الروم:54, فَالقُوَّةُ وَاحِدٌ وَالضَّعْفُ سابِقٌ وَلاحِقُ , فابْتَدِرْ القُوَّةَ , ما دامَ اللهُ قَدْ أَمَدَّكَ بِها , بادِرْ صِحَّتَكَ قَبْلَ مَرَضِكَ , قُوَّتَكَ قَبْلَ ضَعْفِكَ , نَشاطَكَ قَبْلَ كَسَلِكَ , بادِرْ حياتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ , فَقَدْ قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيما رَواهُ الحاكِمُ بِإِسْنادٍ لا بَأْسَ بِهِ : «اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ : شَبابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ , صِحَّتَكَ قَبْلَ مَرَضِكَ , غِناكَ قَبْلَ فَقْرِكَ , وَفَراغِكَ قَبْلَ شُغْلِكَ , وَحَياتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ».أَخْرَجَهُ الحاكمُ في مُسْتَدْرِكِهِ(7846), وَصَحَّحَهُ الأَلْبانِيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيبُ(3355).
اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى طاعَتِكَ , اعْمُرْ أَيَّامَنا ِبما تُحِبُّ وَتَرْضَى يا رَبَّ العالمينَ , أَحْسِنْ لَنا العاقِبَةَ وَالخاِتمَةَ , أَعِذْنا مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ , اللَّهُمَّ أَعِذْنا مِنَ الفِتَنِ , اللَّهُمَّ أَعِذْنا مِنَ الفِتَنِ ,اللَّهُمَّ أَعِذْنا مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ, اللَّهُمَّ إِذا أَرَدْتَ بِعِبادِكَ فِتْنَةً فاقِْبضْنا رَبَّنا إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونِينَ , اللَّهُمَّ اقْبِضْنا إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونِينَ , اللَّهُمَّ أَحْيِنا بِالإِسْلامِ وَتَوَفَّنا عَلَى الإِيمانِ , وَاخْتِمْ لَنا بِصالِحِ الأَعْمالِ يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرامِ , اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ هُدًى وَتُقَىً وَعَفافًا.
}ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ{الأعراف:23.
اللهم ﴿اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾الحشر: 10.
الَّلهُمَّ انْصُرْ جُنودَنا في الحَدِّ الجَنُوبِيِّ يا رَبَّ العالمينَ اللَّهُمَّ أَيِّدْهُمْ بِنَصْرِكَ وَأَمِدَّهُمْ بِعَوْنِكَ, وَاحْفَظْهُمْ بِحِفْظِكَ , وَاجْعَلْ عاقِبَةَ أَمْرِهِمْ رَشَدًا يا رَبَّ العالمينَ.
اللَّهُمَّ مَنْ أَرادَنا وَأَرادَ بِلادَنا بِسُوءٍ في أَيِّ مَكانٍ في الدَّاخِلِ أَوِ الخارِجِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيْهِ وَاكْفِنا شَرَّهُ بِما شِئْتَ , اللَّهُمَّ نَدْرَأُ بِكَ في نُحُورِهِمْ , وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ يا رَبَّ العالمينَ.
اللَّهُمَّ وَانْصُرْ إِخْوانَنا المجاهِدِينَ الَّذينَ يُجاهِدُونَ لِإعْلاءِ كَلِمَتِكَ في سُورِيَّا وَالعِراقِ وَفي سائِرِ البُلْدانِ يا رَبَّ العالمينَ , اللَّهُمَّ انْصُرْهُمْ عَلَى عَدُوِّكَ وَعُدُوِّهِمْ , يا حَيُّ يا قَيُّومُ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالرُّوسِ فَإِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَكَ وَعَلَيْكَ بِالصَفَوِيِّينَ فَإِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَكَ , وَعَلَيْكَ بِالصَّهايِنَةِ وَالصَّلِيبيِّينَ وَكُلِّ عَدُوٍّ للإِسْلامِ ظَاهِرٍ وَمُسْتَتَرٍ, جَلَّ شَأْنَكَ سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ لا غالِبَ لِجُنْدِكَ فَنَسْأَلُكَ نَصْرًا عاجِلًا لأَهْلِ الإِسْلامِ في كُلِّ مَكانٍ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ نَصْرًا عاجِلًا لإِخْوانِنا في كُلِّ مَكانٍ , اللَّهُمَّ أَنْجَ المسْتَضْعَفِينَ مِنَ المسْلِمينَ في كُلِّ مَكانٍ يا رَبَّ العالمينَ.
اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالتَّكْفِيرِيِّينَ الغُلاةِ اللَّهُمَّ افْضَحْ أَمْرَهُمْ وَاكْشِفْ مُخَطَّطاتِهِمْ وَاكْفِ المسْلِمينَ شَرَّهُمْ , إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
رَبَّنا آمِنَّا في أَوْطانِنا وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنا وَوُلاةَ أُمُورِنا , وَاجْعَلْ وِلايَتَنا فِيمَنْ خافَكَ واتَّقاكَ وَاتَّبَعَ رِضاكَ يا رَبَّ العالمينَ يا رَبَّ العالمينَ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنا إِلَى ما تُحِبُّ وَتَرْضَى , خُذْ بِناصِيَتِهِ إِلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى , سَدِّدْهُ في قَوْلِهِ وَعَمَلِهِ , وَافْتَحْ لَهُ بَركاتِ السَّماءِ وَبَركاتِ الأَرْضِ , وَارْزُقْهُ بِطانَةً صالِحَةً , وَاجْعَلْهُ رَحْمَةً لِلبِلادِ وَالعِبادِ , وَافْتَحْ بِهِ عِزَّ الإِسْلامِ وَنَصْرِهِ يا رَبَّ العالمينَ.
رَبَّنا آتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ , اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْراهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.