قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" لفظة " الأمر " فإن الله تعالى لما أخبر بقوله : { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } وقال : { ألا له الخلق والأمر } واستدل طوائف من السلف على أن الأمر غير مخلوق بل هو كلامه وصفة من صفاته بهذه الآية وغيرها صار كثير من الناس يطرد ذلك في لفظ الأمر حيث ورد فيجعله صفة طردا للدلالة ويجعل دلالته على غير الصفة نقضا لها وليس الأمر كذلك ؛ فبينت في بعض رسائلي : أن الأمر وغيره من الصفات يطلق على الصفة تارة وعلى متعلقها أخرى.
" فالرحمة " صفة لله ويسمى ما خلق رحمة، والقدرة من صفات الله تعالى ويسمى "المقدور" قدرة ويسمى تعلقها " بالمقدور " قدرة.
والخلق من صفات الله تعالى ويسمى خلقاً.
والعلم من صفات الله ويسمى المعلوم أو المتعلق علما.
فتارة يراد الصفة وتارة يراد متعلقها وتارة يراد نفس التعلق .
و " الأمر " مصدر فالمأمور به يسمى أمراً".
" مجموع الفتاوى" (6/17- 18).