قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" قال تعالى : { له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير } وذلك يقتضي أنه قادر على أن يرحم ورحمته وإحسانه وصف له يحصل بمشيئته وهو من " الصفات الاختيارية " .
وفي "الصحيح " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمهم السورة من القرآن يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر - ويسميه باسمه - خيرا لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري : فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه ; وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان } " .
فسأله بعلمه وقدرته ومن فضله وفضله يحصل برحمته وهذه الصفات هي جماع صفات الكمال لكن " العلم " له عموم التعلق : يتعلق بالخالق والمخلوق والموجود والمعدوم ; وأما " القدرة " فإنما تتعلق بالمخلوق ; وكذلك " الملك " إنما يكون ملكا على المخلوقات".
" مجموع الفتاوى" ( 6/267).